شهدت الساعات الأولى من العام الجديد 2013 اعتداءات إسرائيلية واسعة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في الضفة المحتلة، شملت هدم منازل ومنشآت، ومداهمات واعتقالات ادت الى مواجهات خلفت عشرات الاصابات، فيما تغول المستوطنون باعتداءاتهم فأحرقوا مركبات، وخطوا شعارات عنصرية معادية للعرب، ودمروا أشجارا وهاجموا منزلا وحاصروه، كما اقتحموا منطقة برك سليمان في بيت لحم بأعداد كبيرة، وأقاموا بها شعائر تلمودية.
وقال سكان إن قوة إسرائيلية خاصة اقتحمت بلدة طمون بمحافظة طوباس شمال الضفة، واقتحمت منزل المواطن مراد بني عودة، قبل أن تندلع مواجهات عنيفة مع الأهالي أسفرت عن إصابة خمسة منهم بجروح وصفت حالة أحدهم بأنها خطيرة، فيما اعتقلت القوات الإسرائيلية صاحب المنزل المذكور وهو من كوادر حركة الجهاد الإسلامي.
في الاثناء اصيب خمسة فلسطينيين بينهم مصور صحافي، امس، خلال مواجهات اندلعت بين أهالي بلدة قصرة، جنوب نابلس، ومستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي. وقال مصدر أمني فلسطيني، إن مجموعة من المستوطنين هاجمت المزارعين الفلسطينيين في البلدة واعتدت عليهم، ما أدى إلى وقوع مواجهات تدخل على أثرها الجيش الإسرائيلي. واستخدم الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المواطنين وتأمين المستوطنين، اصيب على اثرها عشرات الفلسطينيين بالاختناق.
هدم وتخريب
وقبيل ذلك هاجم مستوطنون منزلا في البلدة وخربوه واقتلعوا وخربوا نحو 200 شجرة وشتلة زيتون. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن المواطنين استطاعوا فك الحصار عن المنزل، بعد أن عاث المستوطنون الخراب فيه. وفي وقت لاحق، هاجم مستوطنون القرية مرة أخرى واقتلعوا مزيدا من الأشجار. ما ادى الى اشتباكات بين السكان من جهة وبين المستوطنين وجنود الاحتلال من جهة أخرى، وإن جنود الاحتلال اطلقوا الرصاص الحي صوب المواطنين.
في السياق دخل مستوطنون متطرفون، قبيل فجر امس، إلى قرية بيت أمّر، الفلسطينية الواقعة بين مدينتي، بيت لحم، والخليل، وأحرقوا سيارة مواطن فلسطيني من القرية وكتبوا على جدران عبارات عنصرية تهدد بقتل فلسطينيين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المستوطنين كتبوا على جدار قريب من مكان السيارة التي تم إحراقها عبارات «العربي الجيد هو العربي الميت»، و«انتقام يتسهار، اليوم بالأملاك وغدا بالأنفس».
وفي محافظة بيت لحم اقتحمت مجموعة كبيرة من المستوطنين، امس، منطقة برك سليمان الواقعة في المحافظة. وأفاد مصدر أمني ، بأن حوالي 40 مستوطنا قدموا من مستوطنة «افرات» المقامة على أراضي مواطني بلدة الخضر قرب بيت لحم،،اقتحموا منطقة البرك، وتوزعوا في المنطقة وبدأوا بإقامة شعائر دينية.
الى ذلك هدمت جرافات الاحتلال صباح امس، منزل المواطن المقدسي رأفت طارق أحمد العيساوي (40 عاماً)، وهو شقيق الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ أكثر من 183 يومًا، في قرية العيسوية شمال القدس المحتلة، بذريعة البناء دون ترخيص دون الى إخطاراً مسبقاً بوقف البناء. رغم أنه يسكن المنزل منذ 10 سنوات مع أبنائه وأطفاله الأربعة. وأشار العيساوي إلى أن قوات الاحتلال هدمت، ايضا ثلاث بركسات لمنشآت زراعية، بذريعة البناء بدون ترخيص. كما جرفت عشرات الدونمات لصالح ما يعرف بإقامة الحديقة القومية.
مداهمات واعتقالات
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في عدة مناطق بالضفة الغربية.
ففي محافظة بيت لحم، داهمت قوة من جيش الاحتلال بلدة بيت فجار جنوب المحافظة، واقتحمت عددا من منازل المواطنين وفتشتها، واعتقلت شابين. كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين من بلدتي بيت أمر وسعير في محافظة الخليل، ونصبت عدة حواجز بالمحافظة.
وداهمت قوات الاحتلال، عدة أحياء في مدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدات: سعير وحلحول شمالا، وإذنا غربا، ومخيم الفوار جنوبا، وأوقف جنود الاحتلال على هذه الحواجز، العشرات من مركبات المواطنين ودققوا في بطاقاتهم الشخصية ما تسبب في إعاقة مرورهم. واعتقلت ثلاثة شبان من بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.
وفي جنين، احتجزت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية، ثلاثة فتية من قرية زبوبا غرب جنين داخل معسكر سالم، واقتحمت فجر امس، بلدة الزبابدة وقرية مسلية جنوب جنين.
الاحتلال يعتقل 4 آلاف فلسطيني خلال 2012
أعلن مركز «أحرار» لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الفلسطيني أن ثلاثة الاف و800 حالة اعتقال تمت خلال عام 2012 في الأراضي الفلسطينية المحتلة غالبيتها العظمى تركزت في الضفة الغربية بينما قلت في قطاع غزة.
ونقلت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية امس عن مدير المركز الحقوقي فؤاد الخفش قوله إن «شهر نوفمبر من العام الماضي كان الأكبر من حيث عدد الاعتقالات حيث بلغ عدد المعتقلين فيه 621 معتقلا وذلك نتيجة مشاركة الضفة الغربية في المواجهات والمسيرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».
وأضاف الخفش: «بينما كان شهر أغسطس أقل من حيث عدد المعتقلين الفلسطينيين حيث تم اعتقال 208 فلسطينيين».
وحول توزيع المعتقلين الفلسطينيين على المدن الفلسطينية من حيث العدد، قال الخفش إن «مدينة الخليل كان لها النصيب الأكبر تليها مدينة نابلس ثم مدينة رام الله».
وذكر المركز الحقوقي أن أعداد المعتقلين الفلسطينيين في قطاع غزة قليلة جدا وغالبيتها نفذت ضد الصيادين من القطاع والذين يتم الإفراج عنهم غالبا بعد وقت قصير من الاعتقال.
وأكد الخفش أن هذا العدد ليس عدداً نهائياً، لكنه العدد الذي استطاع مركز «أحرار» رصده، من خلال البلاغات التي قدمها الأهالي، ومن خلال ما نشر في وسائل الإعلام، وهي ليست طريقة علمية لتوثيق حالات الاعتقالات، مطالباً الخفش، بوضع خطة لتوثيق كل ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات.
وطالب الجهات المعنية، بوضع آلية وخطة وطريقة توثيق علمية ومنهجية، لرصد جميع الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وعدم اعتماد الطريقة العشوائية وغير المهنية في عملية التوثيق.