أُعلن في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية عن منح حكومة دبي جائزة قاعة المشاهير في الأداء المتوازن لتنفيذ الاستراتيجية، لتكون بذلك الجهاز الحكومي الرابع على مستوى العالم الذي يحصل على هذه الجائزة كجهاز حكومي كامل. وقد جاءت هذه الجائزة اعترافاً بأهمية نظام إدارة تنفيذ الاستراتيجية الذي تم تطويره والعمل به لضمان تنفيذ خطة دبي الاستراتيجية وتحقيق أهدافها.
وتأتي هذه الجائزة تتويجاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بشأن ضرورة التركيز على الإدارة المتوائمة للاستراتيجية الحكومية والتنفيذ الفعّال لبرامجها والتطوير المستمر للأداء في كافة نواحي العمل الحكومي، سعياً لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، في الارتقاء بالعمل الحكومي وضمان استدامته بغية تحقيق رفاه الفرد والمجتمع.
وتعد قاعة المشاهير أرفع جائزة عالمية في مجال إدارة الاستراتيجية، وتمنح للمؤسسات التي تتمكن من بناء نظم متكاملة لإدارة الاستراتيجية تضمن تنفيذ الاستراتيجيات بالشكل الأمثل وتحقيق أهدافها. وقد أسس الجائزة أستاذا الاستراتيجية في كلية هارفارد للأعمال، روبرت كبلان وديفيد نورتون، وهي بذلك تعد مقصداً للمؤسسات من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء العالم.
وقد سبق أن حصلت على الجائزة عدة مؤسسات حكومية في المنطقة، إلا أنها المرة الثانية فقط التي تتمكن فيها حكومة بمجملها من حجز مقعدها في قلب قاعة المشاهير منذ تأسيسها في العام 2000، اعترافاً من مانحي الجائزة على قدرة هذا الجهاز على العمل بشكل متوائم ومنسق لتنفيذ استراتيجية شاملة، وتحقيق رؤية موحدة. وقد عبر مانحو الجائزة عن إشادتهم بإدارة حكومة دبي لاستراتيجيتها بقولهم "لقد شكل نظام إدارة تنفيذ الاستراتيجية مثالاً شامخاً حول قدرة الحكومة وسعيها لتحقيق المواءمة الاستراتيجية المثلى ما بين مؤسساتها المتعددة".
اعتراف دولي
وتعليقاً على هذا الحدث الهام قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، النائب الثاني لرئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي ورئيس لجنة التنمية الاقتصادية التابعة للمجلس: "إن الجائزة التي حصل عليها المجلس التنفيذي بالإنابة عن حكومة دبي هي بمثابة اعتراف دولي لتميز حكومة دبي في تنفيذ نظام إدارة تنفيذ خطة دبي الاستراتيجية والتي ساعدت على تنفيذه الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية في الإمارة. إننا فخورون بحصول حكومة دبي على هذا الاعتراف الدولي في تطبيق أفضل الممارسات والمعايير التي من شأنها تعزيز سمعة الإمارة دولياً بما يتماشى مع غايات خطة دبي الاستراتيجية 2015 الرامية لترسيخ مكانة إمارة دبي كمركز عالمي حيوي للتجارة والأعمال والسياحة والخدمات."
وفي إشارة منه إلى أهمية هذا الإنجاز، قال معالي الفريق ضاحي خلفان، القائد العام لشرطة دبي ورئيس لجنة الأمن والعدل التابعة للمجلس: "إن حصول حكومة دبي على جائزة قاعة المشاهير جاء منطقياً، حيث حصلت عليها من قبل العديد من المؤسسات التي تنتمي لحكومة دبي مثل شرطة دبي وهيئة كهرباء ومياه دبي وشركة دوبال وما إلى ذلك من المؤسسات الأخرى التي هي تحت مظلة حكومة دبي. ومن ثم فإن كل هذا الفوز كان مؤشراً لفوز حكومة دبي بهذه الجائزة، وأن نجاح وتميز كل مؤسسة من مؤسسات الدولة مستمد من نجاح حكومة دبي الرشيدة. وبلا شك أن فوزها بجائزة قاعة المشاهير لسنة 2012 قد أثلج صدورنا وزاد من غبطتنا، وهو بدون شك لم يكن بمستغرب على حكومة دبي التي يشهد لها القاصي والداني وكل المحافل السياسية بالحكمة والرشد، وهي وكما يعلم الجميع أنها استطاعت أن تخترق وبحنكة العديد من الأزمات والمتغيرات والمنعطفات الحادة التي مرت بها الدول ومؤسساتها على امتداد التاريخ. وبذلك فحكومة دبي ومؤسساتها تجاوزت بكل اقتدار وثقة مراحل تلقى التطور والتميز إلى مرحلة منحها وقياسها حيث بكل فخر واعتزاز أصبحت حكومة دبي، حكومة نموذجية تتطلع كل دول العالم لمعرفة سر النجاح المتعاظم يوماً بعد يوم".
عناصر التطور
وأضاف الفريق ضاحي قائلا: "كذلك لا غرو في فوز حكومة دبي بهذه الجائزة بل وبأكثر من ذلك حيث إننا كجزء من حكومة دبي قد عاصرنا تطورها يوماً بعد يوم منذ أن كان طيب الذكر وهادي نهضة هذه الإمارة المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه يجلس على ند أو تل الرمال ويطلع لرؤاه النظر في الفضاء ويخطط بعصاه لما هو حقيقة الآن من تطور في الإمارة ومن بعده أكمل مسيرتها أبناؤه البررة الكرام وعلى رأسهم الآن قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي".
وعند سؤاله عن ما تعنيه هذه الجائزة للعمل الحكومي، قال اللواء محمد المري، مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب ورئيس لجنة التنمية الاجتماعية التابعة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: "هذه الجائزة العالمية هي ثمرة تعاون مستمر بين كافة الجهات الحكومية في إمارة دبي وبدعم متواصل من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي. ومن خلال الاجتماعات التي عقدتها لجنة التنمية الاجتماعية على مدار العام ونقاشاتنا لمواضيع شتى تمس المجتمع، كنا حريصين على تطبيق نظام إدارة تنفيذ خطة دبي الاستراتيجية لتحقيق الغايات الاجتماعية التي ترمي إليها الخطة مثل الحفاظ على الهوية الوطنية والتقارب الاجتماعي، وتوفير فرص تعليم مناسبة، وتلبية احتياجات المجتمع".
استراتيجية فعالة
وفي السياق ذاته، صرح سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي ورئيس لجنة البنية التحتية والبيئة: "إن حصول حكومة دبي على جائزة عالمية مرموقة يؤكد على وجود استراتيجية فعّالة على مستوى حكومة دبي. وأضحت استراتيجية حكومة دبي أنها نقطة تحول جوهرية في أسلوب العمل الحكومي، كونها ترسم ملامح منهجية جديدة تلبي تطلعات مواطني الدولة وطموحاتهم وتعمل على الوصول بالأداء الحكومي إلى أرقى مستوياته لتأكيد ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة على كافة الأصعدة."
كما أضاف المهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي ورئيس لجنة الصحة والسلامة: "يأتي حصول حكومة دبي على جائزة قاعة المشاهير تتويجاً لجهودها ومبادراتها الرائدة في تطوير نظام إدارة تنفيذ الخطة الاستراتيجية لإمارة دبي من خلال اللجان القطاعية التي تمثل الجهات الحكومية المختلفة وبإشراف من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي. وقد بدأ المجلس التنفيذي بتطبيق هذا النظام منذ سنوات لإدارة أداء خطة دبي الاستراتيجية. إن هذا الفوز يشكل مبعث فخر لنا جميعاً ويحدونا لمزيد من التميز والريادة."
توجيهات حكيمة
وفي تعليقه على دخول حكومة دبي قاعة المشاهير، قال عبدالله الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: "لم تألُ الأمانة العامة جهداً في ترجمة توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، إلى آليات وأنظمة على أرض الواقع تهدف إلى جعل حكومة دبي واحدة من أكثر الحكومات فاعلية وكفاءة على مستوى العالم، من خلال جعل مثل هذه الممارسات جزءاً لا يتجزأ من الهوية المؤسسية للحكومة". وأضاف: "لقد عملنا خلال الأعوام الماضية كفريق مع كافة الدوائر الحكومية، بجهد وبصمت، لنشر ثقافة العمل المؤسسي المتوائم، وها نحن قد بدأنا نرى ثمار هذا الجهد في مزيد من التناغم في السياسات الحكومية، أولاً، وفي الاعتراف العالمي بهذا المسعى ثانياً." وقال كذلك: "إن المراقب الدؤوب للعمل الحكومي لا بد وأن يلمس الإنجازات على عدة أصعدة: أولاً، في البنى الهيكلية التي بدأت تأخذ دورها الصحيح في دعم صنع القرار الاستراتيجي، وعلى رأسها اللجان القطاعية.
وثانياً، في الأنظمة المؤسسية التي صارت بمثابة المحرك الدائم للعمل الحكومي المتناغم مثل نظام إدارة تنفيذ الاستراتيجية. وأخيراً، في العملية المستمرة لبناء القدرات الحكومية للمؤسسات والأفراد على حدٍ سواءٍ في تعزيز العمل الحكومي والأداء الاستراتيجي." كما أكد في ختام حديثه "لم تكن الطريق ميسرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتغيير ثقافة سائدة وتطوير ممارسات مؤسسية، وهي جميعها أمور غير محسوسة وتتطلب تراكماً على طول فترة ممتدة لملاحظة الإنجاز فيها، إلا أن إيماننا بالرؤية التي أرستها قيادتنا، وبتوجيهها ودعمها المستمرين، كنا ولا زلنا قادرين على تجاوز التحديات، ونحن مستمرون في هذا الدرب بإذن الله."
صنع القرار
باشرت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بتطوير نظام إدارة تنفيذ الاستراتيجية بُعيْد إطلاق خطة دبي الاستراتيجية في العام 2007، ليضمن تحقيق أهداف الخطة وليدعم عملية صنع القرار الاستراتيجي في الإمارة. حيث يقوم النظام على مجموعتين متقابلتين من العمليات؛ تعمل الأولى على ترجمة التوجهات الاستراتيجية في خطة دبي إلى كافة المستويات التنظيمية، فيما تقوم المجموعة الثانية في المقابل على ضمان تدفق المعلومات بشأن الأداء الاستراتيجي من كافة المستويات التنظيمية إلى كل من المجلس التنفيذي واللجان القطاعية المنبثقة عنه، لاتخاذ القرارات والتوصيات الملائمة بشأنه.
ويعد النظام في الوقت الحالي آلية مؤسسية وعنصراً رئيساً في الأجندة السنوية للجان القطاعية، فيما يجري العمل حالياً على تعزيز حضوره في أجندة المجلس التنفيذي. كما يتم العمل على تحويله إلى نظام إلكتروني بالكامل بالتعاون مع مركز دبي للإحصاء.