تظاهر مئات الآلاف في جمعة «عراقنا واحد» أمس استمراراً للاحتجاجات التي تشهدها بعض المحافظات العراقية ضد الحكومة، بالتوازي مع مسيرات تأييد في مدن الجنوب، فيما هاجم زعيم قائمة العراقية أياد علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي متهماً إياه بمحاولة تقسيم العراق، بينما حمّلت المرجعية الدينية في النجف «جميع الأطراف السياسية» مسؤولية الأزمة الحالية ونتائجها.
وتوجه مئات آلاف المتظاهرين أمس إلى ساحات الاعتصام بمحافظة الأنبار التي رابطوا فيها منذ حوالي 20 يوماً.
وحمل المتظاهرون في التظاهرة التي أطلق عليها «عراقنا واحد- جمعة المرابطة»، خلال توجههم إلى ساحات الاعتصام في مدينتي الفلوجة والرمادي، علم العراق ورايات تمثل أسماء العشائر التي قررت المشاركة بشبابها دعما للمطالب الـ 13 التي طالبوا الحكومة والبرلمان بتنفيذها منذ بدء الاعتصامات، فيما شهدت التظاهرة هتافات تندد بـ«تضليل المطالب ومحاولة ردع المتظاهرين» من قبل الحكومة.
تظاهرات مليونية
وقال أمير عشائر الدليم علي الحاتم السليمان في تصريح صحافي إن «عددا من المدن العراقية شاركت بأكثر من ثلاثة ملايين متظاهر، وهي الرمادي وتكريت وديالى وكركوك والفلوجة وسامراء ونينوى وبغداد، حيث قررت الجماهير أن ترفع صوتها عاليا بطريقة سلمية استنكارا لمواقف الحكومة العراقية التي تصم آذانها منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع عن مطالب الجماهير المليونية وتحاول تشويه وتحريف مسار التظاهرات».
وأوضح أن «الجماهير المليونية لن تترك الساحات حتى تتحقق مطالبها في إعادة التوازن بين مكونات العراق الاجتماعية، وإلغاء قوانين جائرة منها اجتثاث البعث والمادة 4 إرهاب، بالإضافة إلى إعطاء الشعب حقوقه من الخدمات التي حرم منها، ومعالجة آفة البطالة التي يعاني منها معظم شباب العراق»، على حد قوله.
الرمادي وبغداد
وفي مدينة الرمادي، تظاهر عشرات الآلاف في ساحة الاعتصام الرئيسة بعد الصلاة التي ألقي فيها بيان لرجل الدين البارز عبد الملك السعدي، حذر فيه حكومة بغداد من «استخدام وسائل التفرقة في التظاهرات»، والتصريحات التي «تؤجج الطائفية»، داعيا السياسيين إلى «أخذ العبر» مما يحصل اليوم في سوريا.
وفي العاصمة بغداد، شهد جامعا أبو حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية وأم القرى تظاهرتين بعد صلاة الجمعة ألقيت فيهما كلمات تدعو الحكومة إلى تلبية مطالب المحتجين. ومن بين الذين شاركوا بإلقاء الكلمات وزير المالية، القيادي في قائمة العراقية، رافع العيساوي الذي دعا المتظاهرين إلى مواصلة اعتصامهم حتى تلبية مطالبهم. كما خرجت تظاهرات كبيرة في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك حاملة نفس المطالب.
مؤيدون للمالكي
وبالتوازي، خرجت مجموعة تظاهرات في بغداد والنجف وبعض محافظات الجنوب تأييداً لرئيس الوزراء العراقي، وتنديداً لما وصفه منظمو التظاهرات بـ «محاولات الطائفيين النيل من وحدة العراق».
ودعا المتظاهرون، الذين تجمعوا في ساحة التحرير ببغداد وساحة ثورة العشرين في النجف، الحكومة والبرلمان إلى عدم إلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة لأن إلغاءهما «استهانة بدماء الأبرياء وضحايا أزلام النظام البائد»، مطالبين بـ«ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية»، على حد تعبير البيان.
تحميل مسؤولية
من جانبه، حمل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، جميع الكتل السياسية العراقية مسؤولية الأزمة التي تشهدها البلاد، ودعا إلى تلبية مطالب المحتجين «ما لم تتعارض مع الدستور والقوانين النافذة».
وجاء في بيان تلاه معتمد السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «الكتل السياسية وكافة السلطات العليا تتحمل مسؤولية الأزمة». ودعا هذه الأطراف إلى «العمل على الخروج من هذه الأزمات كون المسؤولية تضامنية بين جميع الشركاء في العملية السياسية ولا يحق لأي طرف إلقاء المسؤولية على الأطراف الأخرى».
تقسيم العراق
وفي سياق التصريحات النارية التي تشهدها الساحة السياسية، حذر زعيم «العراقية» والأمين العام لحركة الوفاق الوطني أياد علاوي من انزلاق البلاد إلى الطائفية السياسية، مؤكدا أن التظاهرات في المناطق السنية «ستستمر»، ومجددا دعوته لإجراء انتخابات مبكرة «تحت إشراف الأمم المتحدة».
وأضاف علاوي في تصريح صحافي: «وضعنا تصورات والقضية المهمة الآن هي الطائفية السياسية التي بدأت تعصف بالبلاد، ولهذا وضعنا أسس لهذا الأمر منها: فتح قنوات حوار وتجاوز الشعارات الطائفية وتجاوز أن تستغل هذه التظاهرات من قبل أي جهة سياسية»، واستدرك: «للأسف مغالاة الأجهزة الحكومية ومغالاة الموقف في مجلس الوزراء تدفع بالأمور إلى تعقيد أكثر، ومن هذا المنطلق الواحد لابد أن تكون هناك شكوك بالجهات الموجودة في أروقة الحكم التي تدفع باتجاه التشدد الطائفي والتأزم الطائفي الذي يقود إلى تمزق البلاد».
إطلاق رهينة
قال نائب رئيس مجلس الأنبار سعدون الشعلان، إن «قاضي التحقيق اصدر قرارا بالإفراج عن معتقلة من المحافظة بعد ثبوت براءتها، واعتقالها بدلا عن أحد أفراد اُسرتها». وأضاف الشعلان إن «قاضي التحقيق المختص أصدر أمرا بإطلاق سراح أسيل باسم عبد الوهاب من مدينة الفلوجة، ضمن خطة لإطلاق سراح المعتقلات من قبل لجنة شكلتها الحكومة للنظر بكافة دعاوى المعتقلات وإطلاق سراح كل من تثبت براءتها، بحسب التعليمات الصادرة من المراجع العليا». البيان
«قادسية» الدوري
كشف قائم مقامية قضاء الخالص في ديالى عن إطلاق تنظيمات مسلحة مرتبطة بنائب رئيس النظام السابق عزت الدوري مصطلح «القادسية الثالثة» على عملياتها المسلحة التي تستهدف تجمعات المدنيين وقيادات المحافظة.
وقال قائممقام قضاء الخالص (15 كيلومتراً شمال بعقوبة) عدي الخدران إن «تنظيمات مسلحة مرتبطة بالدوري أطلقت على عملياتها المسلحة التي ضربت مناطق عدة من ديالى خلال الاسبوع الجاري، والتي كان آخرها محاولة اغتيال رئيس جامعة ديالى، مصطلح: القادسية الثالثة».