تدهورت الأوضاع الإنسانية والميدانية في مدينة حلب بشكلٍ كبير خلال الساعات الـ24 الماضية، مع تكثيف قوات بشار الأسد قصفها الجوي الذي أودى بحياة عشرات القتلى والجرحى، بالتوازي مع تحذيرات من كارثة إنسانية بسبب السيول التي غطت شوارع المدينة، بعدما استهدف جيش النظام خزانات المياه فيها، في حين استمر القصف على حي التضامن المجاور لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الذي دارت اشتباكات في محيطه بين الثوار والقوات الحكومية في يومٍ دامٍ جديد أفضى إلى مقتل 132 شخصاً.
وقال نشطاء في مدينة حلب، أمس، إن طائرات حربية سورية قصفت حي هنانو السكني، ما أسقط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بعد يوم من سيطرة الثوار على ثكنات عسكرية في الحي. وأضافوا أن القصف الجوي دمر مبنى سكنياً في هنانو، وهو أحد الأحياء الواقعة تحت سيطرة الثوار شرق حلب.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في حلب محمد سعيد: إن الحصيلة الأولية لهذا القصف عشرة قتلى بعد انهيار مبنى من خمسة طوابق، فيما لا يزال عدد كبير من النساء والأطفال تحت الأنقاض.
وأفاد نشطاء بأن «حي الميدان في المدينة تعرض إلى قصف القوات النظامية، ما أدى إلى تهدم عدد من المنازل». وفي حلب أيضاً، قتل مدنيان اثنان إثر إصابتهما برصاص قناصة على جسر النيرب، كما دارت اشتباكات في حي الإذاعة بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية.
حلب تغرق
وبالتوازي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قسماً من حلب انقطعت عنه مياه الشرب بعد تدمير أنبوب رئيسي للتوزيع في حي بستان الباشا شمال المدينة.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن: إن «أنبوباً رئيساً لتوزيع المياه دمر قرب مقر شركة المياه العامة في بستان الباشا»، مستطرداً: «الأمر خطير لأن هذا الأنبوب ينقل المياه إلى كل المدينة». ووجّه أهالي حلب نداء استغاثة محذرين من كارثة إنسانية. وقال الأهالي إن السيول الناجمة عن تدمير مصدر المياه الرئيسي باتت تغطي أحياء حلب وتغرق العديد من الشوارع والمحال، وهو ما يهدد حياة ثلاثة ملايين شخص على الأقل داخل المدينة. وبدا في لقطات فيديو عناصر الجيش السوري الحر وهم يحاولون إنقاذ ومساعدة الأهالي المتضررين.
مناطق متفرقة
وفي العاصمة دمشق، تعرض حي التضامن للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي، كما دارت اشتباكات في محيط مخيم اليرموك. ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين سقطت قذائف على حي الحجر الأسود المجاور للمخيم.
وفي مناطق أخرى، تعرض حي الخالدية في مدينة حمص إلى قصف القوات الحكومية، فيما دارت اشتباكات بين الجيش النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في حي باب هود. واقتحمت القوات النظامية بلدة السمعليل جنوب بلدة الحولة، وسط إطلاق رصاص كثيف بعد تعرض البلدة للقصف، حيث تشهد البلدة حركة نزوح كبيرة. أما في محافظة دير الزور، فقتل مدنيان إثر إصابتهما برصاص قوات الأسد في منطقة البعاجين.
وأفاد ناشطون بأن ثلاثة قتلوا في المدينة، أحدهم برصاص قناص حاجز الجورة، واثنان من جراء القصف على حي الحميدية، بينما تعرض حي الجبيلة والشارع العام للقصف من قبل القوات النظامية. وقصف الجيش السوري قرى خربة غوالة والكتيبة ومنطقة اللجاة في محافظة درعا، بينما سمع إطلاق نار في إنخل. وفي محافظة إدلب، تعرضت قرى وبلدات كفرتخاريم وبنش وطعوم للقصف من قبل الجيش النظامي.
تفجير حمص
ميدانياً أيضاً، أعلن المرصد السوري مقتل خمسة أشخاص وجرح 25 آخرين إثر تفجير عبوتين ناسفتين بحافلة كانت تقل عسكريين على طريق حمص- مصياف عند مفرق الزيبق. وقال المرصد في بيان: «قتل خمسة أشخاص وجرح 25 آخرون إثر تفجير عبوتين ناسفتين بحافلة على طريق حمص مصياف عند مفرق الزيبق».
احتياطي
أكدت مصادر سورية، أمس، أن احتياطي القطع الأجنبي بالدولار الأميركي في المصرف المركزي السوري انخفض إلى مستوى «مرعب»، حيث خسر «المركزي» أكثر من 50 في المئة منها، نتيجة المجهود الحربي المستمر منذ عام ونصف العام. وأفادت المصادر بأنه قبل اندلاع الثورة، كان «المركزي» يحتفظ بـ19 مليار دولار أميركي، أما حالياً فلا يملك سوى تسعة مليارات أو أقل.