أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس، عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الأمن وجميع أعضائه إلى اليمن، يعقدون خلالها جلسة استثنائية في صنعاء، دعماً للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، في وقت قام هادي برعاية مصالحة بين الحكومة والبرلمان بعد الاشتباك بالأيدي الذي وقع بين وزير ورئيس كتلة نيابية، لكنه هاجم قادة عسكريين وشيوخ قبائل واتهمهم بالوقوف وراء تهريب الأسلحة.
وقال هادي خلال اجتماع استثنائي مع أعضاء البرلمان والحكومة: إن «رئيس مجلس الأمن وجميع أعضائه سيزورون اليمن ويعقدون جلسة استثنائية»، ووصف عقد مجلس الأمن جلسة استثنائية في بلاده «بمثابة رسالة دولية وأممية عظيمة تؤكد دعم العالم للتسوية السياسية في اليمن».
وأضاف الرئيس اليمني مخاطباً أعضاء البرلمان والحكومة: «ما علينا نحن هنا إلا أن نغلق صفحة الماضي، ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض ونكتب عليها مستقبل اليمن الجديد». وكانت الأطراف المتصارعة في اليمن وقّعت على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية الرياض، والتي نصت على تولي هادي حكم اليمن لمدة عامين رئيساً توافقياً بين تلك الأطراف، على أن تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية في فبراير 2014.
ولفت الرئيس اليمني إلى أن «العمل في ما يتعلق بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051 يمضي بوتيرة عالية».
أفضل مخرج
وشدّد هادي على أنه لا يوجد أي مخرج آخر لحل الأزمة اليمنية إلا بتنفيذ المبادرة الخليجية، معتبراً أنها «مثّلت أفضل مخرج لليمن واليمنيين، وعلى قاعدة التسوية السياسية لا غالب ولا مغلوب من أجل السلام والوئام وخروج اليمن من المحنة الكبرى ومن أجل استقراره وأمنه ووحدته أيضاً».
في الأثناء، أشرف هادي على مصالحة بين الحكومة والبرلمان بعد الاشتباك بالأيدي الذي وقع بين رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الرئيس السابق ووزير التعاون الدولي.
وذكرت مصادر سياسية أن هادي رعا مصالحة بين رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الرئيس السابق سلطان البركاني ووزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي بعد الاشتباك الذي وقع بين الرجلين في قاعة البرلمان.
وقالت مصادر حضرت اللقاء: إن «الرئيس هاجم زعماء قبائل وتجار أسلحة وقادة في الجيش والأمن بسبب ضلوعهم في تهريب الأسلحة، ووجه رسائل قوية إلى مختلف الأطراف وقال: إن المرحلة هي مرحلة توافق، واتفق على أن يصادق مجلس النواب في جلسة السبت المقبل على الموازنة العامة للدولة بعد أن عارضها نواب حزب الرئيس السابق».
ونبه هادي إلى المشاكل والمصاعب التي تعرضت لها البلاد في ذلك الظرف أي في ذروة الأزمة عندما تعرض أنبوب النفط للتفجير والكهرباء للاعتداء والانقطاع وانعدام كل المشتقات النفطية.
وقال الرئيس اليمني، إن بقطع أنبوب النفط لـ60 يوماً كانت خسارة الاقتصاد اليمني ما يقارب 600 مليون دولار وهذا بسبب تجارة السلاح.
مشروع قانون
إلى ذلك، قال الرئيس الدوري لتكتل المشترك، سلطان العتواني، إنه أوقف اتصالاته مع الرئيس هادي بشأن سحب مشروع قانون العدالة الانتقالية إلى حين عودة أمين عام تجمع الإصلاح عبدالوهاب الأنسي وأمين عام الحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان من زيارتهما الحالية إلى تونس.
وأضاف: «اللقاء المشترك يطالب بأن يشمل القانون كل فترات الصراع منذ ثورة 26 سبتمبر 1962 وحتى اليوم من أجل طي جميع ملفات الصراعات السياسية وليس فترة أحداث الثورة عام 2011. في حين يتمسك حزب المؤتمر بالمشروع المعروض على البرلمان والذي يقصر المدة الزمنية على أحداث الثورة الشعبية خلال 2011».
عودة 100 ألف نازح
أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أمس، عن عودة أكثر من 100 ألف نازح إلى ديارهم في محافظة أبين جنوب اليمن منذ شهر يوليو الماضي، بعدما تمكّن الجيش اليمني من طرد القاعدة منها.
وقال ممثل المفوضية في اليمن نفيد حسين: إن المفوضية ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية لمساعدة النازحين داخلياً وكذلك العائدين إلى ديارهم، مؤكداً ضرورة التركيز في الوقت الراهن على مسألة الإنعاش المبكر، وإعادة بناء البنية التحتية في أبين.