اشتدت حدة المعارك في مدينة حمص السورية امس، بين الجيشين النظامي والحر، حيث أسفرت الاشتباكات عن مقتل 73، بمن فيهم مدنيون قتلتهم قوات النظام، في وقت ندد المجلس الوطني المعارض بتصعيد النظام «هجمته الوحشية المنهجية» على مدينة حمص وريفها بهدف تهجير الأهالي على «أسس طائفية»، على حد وصفه، بالتوازي مع استمرار القصف لليوم الـ71 على داريا بريف دمشق.
وفي تفاصيل المشهد الميداني، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس عن مقتل 73 شخصا في خمسة ايام من الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في غرب المدينة. واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ردا على سؤال لوكالة «فرانس برس» ان 73 شخصا قتلوا في الاشتباكات المتجددة في غرب حمص منذ الاحد الماضي والتي تتركز في حيي جوبر والسلطانية «التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليهما».
واوضح ان بين القتلى 42 مدنيا هم 12 رجلا وتسع نساء وخمسة اطفال، و16 مقاتلا من الجيش الحر، و31 عنصرا من قوات النظام. وفيما تستمر الاشتباكات، ينفذ الطيران الحربي غارات جوية على هذه المناطق كما تقصف قوات النظام أحياء حمص القديمة والخالدية المحاصرة منذ أشهر.
وقالت الهيئة العامة للثورة من جهتها في بريد الكتروني ان «قوات النظام تقصف بشكل عنيف بالمدفعية الثقيلة على حمص وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في الجهة الغربية اثر محاولة قوات النظام اقتحام المدينة».
هجمة طائفية
وندّد المجلس الوطني السوري، احد ابرز مكونات المعارضة السورية، في بيان بتصعيد النظام «هجمته الوحشية المنهجية على مدينة حمص وريفها بهدف تهجير الأهالي على أسس طائفية لتحقيق ما يعتقد أنه انتصاره النهائي على حمص، قلب ثورة الكرامة والحرية السورية».
وأضاف البيان أن «النظام يستخدم لتحقيق هدفه الاجرامي هذا أبشع الأساليب التي يمكن ان تستخدم ضد مجتمع بشري وهي: القصف بالأسلحة الثقيلة والحصار المطبق ومنع جميع سبل الحياة من الغذاء والدواء والخدمات الأساسية واطلاق العصابات والميليشيات الطائفية الحاقدة لتعيث فسادا وقتلا وهتكا للأعراض». واشار الى ان «المذابح الجماعية افرغت احياء وقرى بشكل كامل من سكانها».
ودعا المجلس «الشعب السوري الى هبة وطنية لنجدة حمص على كل الصعد» و«الجيش الحر في كل انحاء سوريا لمد يد العون العسكري لرفاقهم في حمص بالعتاد والرجال»، و«جميع هيئات الاغاثة لاعطاء اهالي حمص المحاصرين والمشردين أولوية مطلقة في المساعدة».
71 يوم قصف
وتكرر المشهد نفسه تقريبا فوق مدينة داريا في ريف دمشق، بحسب ما اظهر شريط مصور.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان «داريا تعرضت الى قصف عنيف بالطيران الحربي والدبابات وراجمات الصواريخ»، مشيرة الى «تعزيزات عسكرية من مطار المزة العسكري في اتجاه المدينة في محاولات لليوم الـ71 على التوالي للسيطرة عليها».
وتقع داريّا جنوب غربي العاصمة دمشق، وتدور رحى معركة طاحنة فيها منذ شهور بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام. وتأتي أهميتها العسكرية لقربها من مطار المزّة العسكري، ووقوعها بالقرب من المجمّعات العسكرية التابعة للنظام غرب دمشق، كما أنها صلة الوصل الوحيدة التي تربط شرق ريف دمشق بجنوبها وغربها. وستمنع سيطرة النظام عليها من انتقال المقاتلين بين هذه المناطق.
لجوء
20
قال وزير خارجية الأردن ناصر جودة إن نحو 20 الف لاجيء سوري فروا إلى المملكة في الأيام السبعة الأخيرة بسبب تصاعد حدة العنف في جنوب سوريا. وأضاف جودة إن معدل تدفق اللاجئين السوريين الى الأردن «لم يسبق له مثيل وكان أكبر من اي وقت مضى في العامين الاخيرين». وقال: «لدينا الآن أكثر من 300 ألف سوري على الأرضي الأردنية منذ مارس 2011». عمان- رويترز