قتل متظاهران مصريان أمس خلال الاشتباكات التي جرت بين مناهضين للرئيس محمد مرسي وقوات الأمن في ميدان التحرير الذي شهد حالات كر فر بين الجانبين أدت في النهاية إلى تراجع المتظاهرين عن ميدان سيمون بوليفار المجاور للتحرير وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز من قوات الأمن، فيما واصل أبناء مدن القناة «حرب الاستنزاف» ضد حظر التجوال الليلي، وخرجوا في تظاهرات جابت شوارع المدن الثلاث (الاسماعيلة، السويس، بورسعيد).
وفي تفاصيل المشهد الميداني الساخن في مصر، خرج محتجون في السويس والاسماعيلية الى الشوارع ليلة أول من أمس تحديا لحظر التجول الذي فرضه الرئيس محمد مرسي.
وتراجعت حدة الاضطرابات لكن متظاهرين تحدوا الحظر بالرقص وتنظيم مباراة في كرة القدم والخروج في مسيرات. وقال احد اهالي الاسماعيلية لوكالة «رويترز» ان سكان مدن القناة الثلاث ثوريون ولا يحتاجون لحظر تجول او اي شيء من هذا القبيل لانهم يحافظون على امن بلادهم بأنفسهم. واعلن مرسي يوم الاثنين الماضي حالة الطوارئ لمدة شهر في مدن قناة السويس الثلاث التي تشهد اعمال عنف وهي الاسماعيلية والسويس وبورسعيد. كما فرض حظر التجول ومنح الجيش سلطة اعتقال المدنيين.
صدامات القاهرة
وفي القاهرة، قتل شخصان في اشتباكات بين متظاهرين والشرطة بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة اثر اصابتهما بطلقات خرطوش (من بنادق صيد)، بحسب مصدر في جهاز الاسعاف.
وقال المصدر ان شخصا اصيب فجرا وتوفي متأثرا بجراحه اثر نقله الى المستشفى، اما الآخر فأصيب بجرح قاتل اثناء الصدامات. وبذلك ترتفع حصيلة القتلى في القاهرة منذ بدء الصدامات يوم الجمعة الماضي الى اربعة اشخاص وتصل حصيلة الضحايا في مصر الى 54 قتيلا سقط معظمهم في مدينة بورسعيد.
قنابل الغاز
وتقدمت قوات الأمن المركزي المدعومة بمصفحتين تابعتين للقوات الخاصة، الى أمام مسجد عمر مكرم في القاهرة، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع بكثافة لإجبار المتظاهرين على التراجع الى ميدان التحرير، وامتلأ محيط المسجد بدخان القنابل. وألقى عدد من المتظاهرين زجاجات المولوتوف الحارقة على قوات الأمن التي ردت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وتمكنت من القبض على ستة متظاهرين.
كما كثفت قوات الأمن إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، في محيط ميدان سيمون بوليفار، في الوقت الذي تراجع فيه المتظاهرون إلى ميدان التحرير، مواصلين في الوقت نفسه رشق جنود الأمن بالحجارة. وتمركزت قوات الأمن بمدخل شارع عبدالقادر حمزة، لقصر تجمع المتظاهرين على ميدان التحرير، بينما يحاول المتظاهرون تنظيم صفوفهم مجدداً في محاولة للعودة مرة أخرى إلى ميدان سيمون بوليفار.
وفي السياق، استمرت الاشتباكات أمام فندق سميراميس، وسط هتافات من جانب المتظاهرين ضد وزارة الداخلية.
وفيما يواصل المتظاهرون إلقاء الحجارة على جنود الأمن، ردت قوات الأمن بإلقاء قنابل الغاز، وردد العشرات هتافات من بينها «الداخلية بلطجية»، بينما رشق بعضهم زجاجات المولوتوف، في اتجاه قوات الأمن أمام فندق سميراميس. يذكر أن إحدى سيارات الإسعاف تمركزت بالقرب من موقع الاشتباكات لإسعاف المتظاهرين الذين يصابون بحالات اختناق.
وتشهد مصر ازمة سياسية وموجة عنف دامية تفجرت مع تظاهرات دعت اليها المعارضة الجمعة الماضية في كل انحاء مصر بمناسبة الذكرى الثانية للثورة المصرية، للاحتجاج على سياسات الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها.
تأييد الطوارئ
أعلن المستشار أحمد مكي، وزير العدل، تأييده لقرار الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية بشأن إعلان حالة الطوارئ، مبديا في الوقت ذاته رفضه لفرض حظر التجوال، قائلا: «أنا مع إعلان حالة الطوارئ لكن حظر التجوال قرار يأخده القائد المحلي للمنطقة».
وأضاف مكي في تصريحات صحفية له، عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء، أن حظر التجوال لا صلة بينه وبين إعلان الطوارئ خاصة وأن حالة الطوارئ تعطي للسلطة فرض قيود على أمور معينة. ولفت إلى أن الاجتماع تناول مناقشة الأوضاع الأمنية على الساحة حاليا، والتأكيد على ضرورة حفظ المنشآت العامة والخاصة.