شهِد سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، أمس إطلاق "إعلان دبي" حول إنقاذ حياة الأمهات والأطفال وحمل عنوان "معاً لمواجهة التحدي"، وذلك في ختام المؤتمر الدولي الذي نظمته منظمة الصحة العالمية تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، في دبي على مدار اليومين الماضيين بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وتركزت نقاشاته على السبل الكفيلة بحماية حياة الأمهات والأطفال في إقليم شرقي المتوسط.
وقد أعرب المشاركون في المؤتمر والذين ضموا وزراء صحة وممثلين عن 22 دولة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، عن التزامهم بتنفيذ باقة من الخطوات الفعّالة في اتجاه تحسين صحة الأمهات والأطفال الذين تصل معدلات وفياتهم في هذا الإقليم إلى نحو مليون حالة وفاة سنوياً نتيجة أسباب من الممكن تجنبها.
وخلال الجلسة، تحدث معالي عبد الرحمن العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وزير الصحة بالإنابة، عن أهم ما تضمنته وثيقة "إعلان دبي" من تحديات تواجهها بعض البلدان في إقليم شرقي المتوسط في مجال تحسين أحوال الأمهات وحديثي الولادة والأطفال والمراهقين، ولاسيما في البلدان التي تعاني من أزمات اجتماعية وإنسانية.
وتناول معاليه أهم ما شمله الإعلان من التزام الدول المشاركة في المؤتمر بتنفيذ المبادرة الإقليمية، إنقاذ الحياة، "معا لمواجهة التحدّي" لتسريع ورصد وتيرة التقدُّم المحرَز تجاه تحقيق الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية للألفية في دول الإقليم بمشاركة الأطراف المعنية الرئيسية، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية وغيرها.
وأكد المشاركون في المؤتمر من خلال هذا الإعلان تمسكهم بالتزاماتهم السابقة التي تهدف إلى تحسين صحة تلك الفئة بما يدعم أهداف التنمية الاجتماعية في دول الإقليم.
وتضمّن "إعلان دبي" مجموعة من التوصيات التي من شأنها تحقيق تلك الغاية بما في ذلك إعداد وإطلاق وتنفيذ خطة وطنية (أو دون وطنية، وفق ما يقتضي الأمر) متعددة القطاعات حول صحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال على أن يكون لها أهداف واضحة واتخاذ خطوات يمكن قياس آثارها لتعزيز النُظُم الصحية والإحصاءات الحيوية في بلدان إقليم شرقي المتوسط، وتحسين نظم المعلومات للحصول على بيانات عالية الجودة، ولاسيما من خلال تحسين تسجيل الأحوال المدنية، وبناء القوى العاملة الماهرة، وتحسين توافر المستلزمات الآمنة والفعَّالة المنقذة للحياة.
كما شمل الإعلان التوصية بإنشاء آلية تمويل مضمون الاستمرار، وحشد الموارد المحلية والدولية عبر الأساليب التقليدية والمبتكرة، وتعزيز التكافل على الصعيد الإقليمي، مع زيادة الميزانية المخصصة للخدمات في صحة الأمهات وحديثي الولادة والأطفال والمراهقين.
إلى ذلك، أكدت الوفود المشاركة في المؤتمر ومن خلال "إعلان دبي" التزام دولهم بتسريع وتيرة التقدُّم في تحسين صحة المواليد والأطفال والأمهات وحديثي الولادة والمراهقين من خلال تكثيف العمل على الصعيد الوطني، وتعزيز التعاون على المستوى الدولي.
حماية الأمهات والأطفال
أحرزت دولة الإمارات إنجازاً لافتاً في هذا المجال بفضل الجهود المكثفة الرامية إلى تحقيق أعلى درجات الرعاية والحماية للأمهات والأطفال في ضوء توجيهات ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث تمكنت الدولة بالفعل من خفض معدل وفيات الأطفال من 22 بالألف من الولادات الحية عام 1999 إلى 7 بالألف عام 2011، أي بنسبة تزيد على الثلثين، في حين نجحت الدولة في الوصول بمعدل الوفيات بين الأمهات عند الولادة إلى صفر بالمائة عام 2004، حيث لا تزال تحافظ على المعدل حتى الآن.