طالبت العديد من الإدارات المدرسية الثانوية للبنات بأبوظبي بضرورة إعادة النظر فيما يتعلق بطول اليوم الدرسي، حيث تنهي ثانويات البنات دوامها في الثالثة والنصف لتعود الطالبات لمنازلهن ما بين الرابعة والخامسة طبقا لمواقعهن السكنية، بعد أن أمضين تسع حصص دراسية يوميا، مما انعكس سلبا على مستوى أدائهن ، وجعل إدارات المدارس تواجه مزيدا من مشكلات تراجع المستوى الأكاديمي عامة وارتفاع نسب الغياب والتأخير الصباحي، بالإضافة لحالات التسرب من الحصص و كثرة طلبات الاستئذان اليومية من الدوام بحجج مرضية.
واشتكت طالبات المرحلة الثانوية بأبوظبي من طول دوامهن وما يترتب عليهن بعد العودة للمنزل متأخرات من واجبات وامتحانات ومشاريع وعدم كفاية الوقت لهن للتعامل مع التزاماتهن الدراسية ، موضحات أن دراسة تسع حصص أمر مرهق وأنهن من بعد الحصة السابعة لا يتمكن من استيعاب شيء في ظل غياب عوامل التحفيز فيما يتعلق بمحدودية الأنشطة وعدم توفر التغذية المناسبة لطول الدوام .
إعداد الطالب
تفصيلا أكدت مديرات مدارس ثانوية بأبوظبي أن مشكلة طول الدوام تؤرقهن بالفعل في مدارس الاناث الثانوية بالذات لأن دوامهن ينتهي في الثالثة والنصف بخلاف الذكور في الثانية والنصف نظرا لاختلاف مواعيد بدء دوام كل منهما، وأن مجلس أبوظبي للتعليم عندما توجه لإطالة دوام المرحلة الثانوية جاء بعد مضاعفة حصص المواد الأساسية من لغة انجليزية ورياضيات ولغة عربية بهدف دعم أداء الطلبة وإعدادهم أفضل للمرحلة الجامعية ، ولكن تجربة إطالة الدوام تركت انعكاسات سلبية نتيجة العودة المتأخرة للطالبات وضغط دراسة تسع حصص يوميا مما أعطى نتائج عكسية على المدرسة ككل.
الغياب والتأخر
وأوضحت مديرة إحدى الثانويات بأبوظبي أن فكرة زيادة الحصص ليست سيئة ، ولكن لو نظرنا لطبيعة أجوائنا الحارة في الدولة نجد أن الطالبات لا يتمكنّ من الدوام لفترات طويلة ولا يتمكنّ من الاحتفاظ بدرجات تركيز عالية في الحصص الأخيرة ، ولذا فإن العودة لنظام الدوام القديم ( السبع حصص ) أفضل ، مشيرة إلى أنهم مع طول الدوام واجهوا ارتفاع في نسب الغياب والتأخير الصباحي بل وحتى حالات طلب الاستئذان من الدوام والتي يدعم فيها ولي الأمر في كثير من الأحيان رغبة الطالبة في الخروج بحجج مرضية وغيرها.
توحيد الدوام
وأيدت مديرة ثانوية أخرى مشكلة طول الدوام التي تعاني منها طالبات المرحلة الثانوية وسجلت عدة مقترحات منها توحيد مواعيد دوام الذكور والإناث معا لتكون بداية الدوام من السابعة صباحا خاصة أن أعداد المدارس اليوم أقل بسبب عمليات الدمج السنوية مما لا يمثل ضغطا على حركة النقل كما كان في السابق.
كما رأت أنه في حال عدم الرغبة في تغيير مواعيد الدوام فيجب إعادة النظر في كيفية تطبيقها، بحيث تخصص الحصة التاسعة للطالبات لحل الواجبات ، بالإضافة لتوفير وجبات غذائية مناسبة لهن ، مشيرة إلى أن الدوام الطويل تعاني منه ثانويات الاناث أكثر عن الذكور بسبب انتهائه في الساعة الثالثة والنصف، وعودة الطالبات لمنازلهن ما بين الرابعة والخامسة عصرا ، كذلك خلق مشكلات غياب وتدني مستوى مقارنة بالسنوات السابقة.
ضغط متواصل
من جانبهن عبرت المعلمات عن شكواهن من طول الدوام وارتفاع نصاب حصصهن إلى (24) حصة بجانب أعباء العمل اليومي من اعداد امتحانات وإدخال درجات ومتابعة مشاريع وانجازات الطالبات، ومتابعة الضعيفات ودعمهن ، حيث ذكرت معلمات لغة انجليزية ورياضيات أن مضاعفة حصصهن ليست فكرة سيئة لمزيد من الافادة للطالبات ، ولكن التجربة الفعلية كشفت عن انعكاسات سلبية على أداء الطالبات وتدني في مستوياتهن.
يوميات طالبة
وتحدثت الطالبات ل" البيان" مجموعة من طالبات المرحلة الثانوية المتفوقات واللواتي يحرصن على عدم التغيب عن الدوام رغم ضغوطهن الدراسية عن يومياتهن، و تحدثت من الثاني عشر كل من الطالبات وجدان الجابري وفاطمة الحوسني و بسمة خالد وصفية الكثيري ، موضحات أنهن يعدن لبيوتهن يوميا ما بين الرابعة والخامسة عصرا ، فيتناولن الغداء وحدهن لأن العودة المتأخرة حالت دون الاجتماع على مائدة أسرية إلا في العطلات، وبعدها ينلن قسطا من الراحة لمدة لا تزيد عن الساعة ليبدأن الدراسة التي تستمر حتى الواحدة صباحا ، ويعطين الأولوية فيها أولا لحل الواجبات ومن ثم دراسة الامتحانات ، وفي اليوم التالي يتوجهن للمدرسة وهن مرهقات من السهر الليلي ولكن لا حيلة لهن ، وذكرن أن متطلبات الدراسة اليومية متنوعة وكثيرا لا يستوفنها كلها ، ويحضرن للمدرسة محاولات استغلال أية فرصة لإنهاء واجب أو مراجعة امتحان لم يتمكنّ من دراسته.