للمرة الأولى منذ اماطة المعارضة السورية اللثام عن مشاركة مسلحي حزب الله اللبناني في القتال الى جانب قوات النظام في حربه ضد الثوار، اقر الحزب امس بمقتل ثلاثة مسلحين من عناصره في سوريا، في حين اتهم المجلس الوطني المعارض الحزب بشن هجوم مسلح على قرى في حمص، معتبرا ذلك «تهديدا خطيرا» للعلاقات الثنائية والسلم والأمن في المنطقة، في وقت انشق 650 عسكرياً عن القوات النظامية في ريف دمشق.
وقال مصدر في حزب الله امس ان «ثلاثة لبنانيين من الطائفة الشيعية قتلا وجرح 14 آخرون في معارك في سوريا»، مشيرا الى انهما كانا «في مواجهة للدفاع عن النفس»، في حين افاد مصدر في المعارضة عن مقتل احد مقاتلي حزب الله وخمسة من مقاتلي المعارضة السورية في قتال في منطقة على الحدود بين لبنان وسوريا. وكانت لجان التنسيق المحلية افادت عن «استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش الحر وقوات من النظام وعناصر من حزب الله الذين يحاولون اقتحام مدينة القصير بالتزامن مع قصف عنيف على القرى والبلدات المحيطة بها». ويعد هذا اول اعتراف علني ورسمي من الحزب بمشاركة مسلحيه في القتال الى جانب القوات النظامية السورية.
اتهام المعارضة
وبالتوازي، اتهم المجلس الوطني المعارض الحزب بشن هجوم مسلح على قرى في وسط سوريا معتبرا ذلك «تهديدا خطيرا» للعلاقات السورية اللبنانية وللسلم والأمن في المنطقة. وأوضح المجلس في بيان ان عناصر من الحزب «قامت بهجوم مسلح على قرى أبو حوري والبرهانية وسقرجة السورية في منطقة القصير بمحافظة حمص (وسط)، ما أوقع ضحايا بين المدنيين السوريين».
وأضاف ان ذلك «تسبب في تهجير مئات منهم وخلق أجواء من التوتر الطائفي في المنطقة»، مشيرا الى ان ذلك وقع بـ«استخدام الحزب أسلحة ثقيلة تحت سمع وبصر قوات النظام السوري». وحمل البيان الحكومة اللبنانية «مسؤولية سياسية وأخلاقية في العمل الجاد على ردعه ومنع تكراره حفاظا على العلاقات الاخوية السورية اللبنانية ومنعا لتورط لبناني في الخوض في الدم السوري». وقال البيان ان هذا الهجوم «يشكل انتهاكا فاضحا للسيادة السورية والقوانين والأعراف الدولية ولميثاق الجامعة العربية، كما يشكل عدوانا على سوريا أرضا وشعبا، وعلى العلاقات السورية اللبنانية».
الوضع الميداني
ميدانياً، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت أحياء في دمشق وريفها ومناطق أخرى. وقالت شبكة «شام» الإخبارية إن النظام قصف بالمدفعية الثقيلة حي جوبر وأحياء دمشق الجنوبية، كما قصف بالطيران والمدفعية مدن دوما وداريا وحرستا ومعضمية الشام بريف دمشق.
كما قال الجيش الحر إنه سيطر على المركز الطبي الذي يعد تجمعا لقوات النظام في عدرا بريف دمشق. وأفادت تقارير أن 650 عسكريا بينهم خمسون ضابطا انشقوا في ريف دمشق بتأمين من لواء الإسلام وكتيبة حذيفة بن اليمان. وأضافت مصادر إعلامية أن عملية الانشقاق لا تتم إلا بالتنسيق مع كتائب الثوار، لافتا إلى أن الانشقاق الجديد هو الثاني أو الثالث الذي يتم بهذا الحجم الكبير.
وفي محافظة حمص، شنت قوات النظام حملة دهم وحرق للمنازل في أحياء جوبر والسلطانية ومنطقة كفرعايا، في حين سيطر الثوار على بلدة الطيبة بريف المحافظة بعد معارك وحصار. كما شنت القوات النظامية في حماة حملة دهم للمنازل واعتقالات بأحياء الفراية والبرازية وباب البلد، بينما قصفت في الريف بلدة كفرنبودة ومدينة مورك.
وفي حلب، تصاعد القتال في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري، بعد يوم من سقوط عدد من القتلى والجرحى جراء سقوط صاروخ «سكود» على المدينة.
نفي
600
نفى رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي خروج 600 الف شخص من سوريا، قائلا في كلمة امام البرلمان: «هم يقدمون قاعدة بيانات صورية غير حقيقية بان اعداد المهجرين او المتضررين السوريين وصل الى 600 الف، ولكننا نقول لكم ان الاعداد لا تتجاوز مئتي الف».
واضاف الحلقي: «بكل اسف جرى الاتجار بهم ماديا ومعنويا من اجل تقديم مساعدات مادية للأقطار المجاورة، لا سيما ما حدث مؤخرا في الاردن ولبنان وتركيا». دمشق- ا.ف.ب