حمدان بن محمد يشهد ملتقى القيم المجتمعية ويشيد بدور «وطني» في ترسيخ مفهوم المواطنة

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شهد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي افتتاح ملتقى "وطني للقيم المجتمعية الاماراتية" الذي عقد أمس في مقر جامعة زايد بدبي، واستعرضت نتائج استطلاع "القيم" الذي اجراه برنامج وطني بالتعاون مع مركز باريت الدولي "للقيم"، وأشاد سموه بجهود مركز باريت الدولي للقيم كما أثنى على جهود ودور برنامج "وطني" والقائمين عليه في نشر وترسيخ مفهوم المواطنة والولاء لهذا الوطن العزيز وقيادته المعطاء.

وحضر الافتتاح معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي وعصام عيسى الحميدان النائب العام بدبي وعبدالله الشيباني امين عام المجلس التنفيذي لإمارة دبي واللواء محمد احمد المري مدير الادارة العامة للاقامة وشؤون الاجانب بدبي واللواء محمد احمد القمزي وفاطمة غانم المري مديرة التعليم المؤسسي بهيئة المعرفة في دبي وخالد الكمدة مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي والدكتور سليمان موسى الجاسم مدير جامعة زايد ومريم بن فهد مديرة نادي دبي للصحافة الى جانب حشد من الاعلاميين وطالبات الجامعة.

تلاحم وطني

وقد استهل الملتقى بكلمة مدير برنامج "وطني" ضرار بالهول الفلاسي الذي اعلن عن نتائج الاستطلاع الذي نظمه مركز "رايك" التابع للبرنامج بالتعاون مع مركز باريت الدولي للقيم والذي اظهر ان مجتمع الامارات يتمتع بأعلى نسبة في العالم لجهة القيم الاجتماعية والانسانية والاخلاقية والسلام التي تسوده بفضل التلاحم الوطني والانسجام بين القيادة الرشيدة والشعب وحرص قيادتنا على تحقيق السعادة للمجتمع وترسيخ مبدأ العدالة للجميع والسلام وخلق الوظائف للشباب وبناء البنية التحتية المتكاملة التي تحقق السعادة والاستقرار للجميع.

وقال بالهول: إن الدولة حققت إنجازات على المستوى الدولي حيث تقدمت على الكثير من الدول المتقدمة في سلم القيم المجتمعية، معتبراً ان هذا الانجاز هو دليل على التوافق المميز بين القيادة الرشيدة وما تحمله من توجيهات وأفكار تطويرية بناءة، وبين افراد المجتمع الاماراتي الذين آمنوا بالقيادة الرشيدة والتي تجسد هذه القيم في اهدافها ومشاريعها.

وأضاف أن الامارات تمكنت من أن تثبت للعالم من خلال الاستطلاع الذي اجراه مركز "ريك" لاستطلاع الرأي والتابع لبرنامج "وطني" بالتعاون مع مركز "باريت الدولي للقيم" أن قيادة وشعب الإمارات لا يرضون الا بالمراكز الأولى، وهذه استجابة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي أكدها مؤخرا في القمة الحكومية وتجسدت في قوله: "انا وشعبي نحب الرقم واحد" كما تجسدت في دعوته الشباب الاماراتي إلى الاصرار والتمسك بتحقيق الصدارة دائما.

أهداف مشتركة

وأضاف بالهول أن كل القيم المجتمعية التي أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في القمة الحكومية هي اهداف مشتركة بين الحكومة والمجتمع، وتتمثل في تحقيق السعادة لمجتمع الامارات، من خلال العمل على تطوير التعليم وتحقيق العدالة للجميع، وخلق الوظائف للشباب، بالاضافة إلى تطوير البنية التحتية الشاملة، مشيرا إلى انهم فخورون بنتائج هذا الاستبيان الذي اكد أن مجتمع الامارات يسير بالاتجاه الصحيح نحو اهداف وثيقة 2012، ملبياً نداء القيادة الرشيدة.

وقال إن "المتلقى يعمل وبكل جهده لإشراك الجهات المعنية في قطاع التعليم والقطاع الحكومي للحوار حول نتائج هذا الاستطلاع، وكيفية الاستفادة من نتائج القيم لدى دولة الإمارات، والسعي بشكل منهجي لربط هذه النتائج باستراتيجية الدولة على المستوى الاتحادي لخطة 2014 - 2016، وعلى مستوى وثيقة 2021، والعمل في الوقت ذاته على توعية أصحاب القرار والمسؤولين في كلا القطاعين العام والتعليمي، بكيفية تطبيق المسح والاستفادة من النتائج للنهوض بكلا القطاعين".

ويسعى برنامج "وطني" من خلال هذا الملتقى إلى الانتقال من الجوانب النظرية لهذه النتائج ليضعها في مجال التطبيق العملي من خلال تنظيم ورش عمل تهدف إلى بيان أهمية القيم المهنية والأخلاقية، ودورها في نهوض القطاع العام وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ترفع من كفاءة القطاع العام، كما أنها تهدف إلى بيان أهمية هذه القيم في المجال التربوي والتعليمي وانعكاساتها على المستوى المؤسسي والهيئة التدريسية والطلبة.

ويهدف الملتقى ومن خلال جلساته النقاشية وورش العمل القطاعية إلى إشراك الجهات المعنية في قطاع التعليم والقطاع الحكومي للحوار حول النتائج، وكيفية الاستفادة من نتائج القيم لدى دولة الإمارات، والسعي بشكل منهجي لربط النتائج باستراتيجية الدولة على المستوى الاتحادي لخطة 2014-2016، وعلى مستوى وثيقة 2021، والعمل في الوقت ذاته على توعية أصحاب القرار والمسؤولين في كلا القطاعين العام والتعليمي في كيفية تطبيق المسح والاستفادة من النتائج للنهوض بكلا القطاعين.

فيلم وثائقي

ثم شاهد سمو ولي عهد دبي والحضور فيلما وثائقيا حول الاستطلاع الذي أجري على شريحة من الناس يقدر عددهم بأكثر من أربعة آلاف شخص في شهر أكتوبر من العام الماضي والذي خلص الى ان مجتمع الإمارات هو الأعلى والأسمى قيماً على مستوى المجتمعات الدولية والذي تحكمه الاهتمام بالأسرة والتماسك العائلي والدين والثقافة والعادات والتقاليد والقيادة الرشيدة التي تسعى الى تعزيز مفهوم العدالة والمساواة والعيش الكريم لكل ابناء وبنات المجتمع دون تمييز بالاضافة الى تشجيع الابتكار والابداع والولاء للوطن والتعليم وصدق المعاملة بين الأفراد وهذا بداية الطريق للوصول الى رؤية حكومة الإمارات العام 2021.

واستمع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إلى مداخلة من معالي الفريق ضاحي خلفان تميم الذي أشاد بجهود فريق برنامج وطني معربا عن سعادته وجميع أبناء وبنات الوطن بالنتائج الايجابية التي توصل اليها الاستطلاع الذي أجراه البرنامج بالتعاون مع مؤسسة دولية محترمة وهي محل ثقة الجميع.

وأكد القائد العام لشرطة دبي ان مجتمعنا مازال محافظا على قيمه واخلاقه ومبادئه الثابتة بفضل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرائدة في كل أمر يهم الناس والمجتمع وسمعة الإمارات وشعبها وسعادته بالرغم من تعدد الثقافات والأعراق التي تعيش في مجتمعنا وعلى أرض الإمارات الطيبة بكل تناغم وأمن وسلام.

وصافح سموه رئيس وفريق مركز باريت وشكرهم على صدقيتهم وحيادهم في عمليات الاستطلاع على مستوى العالم ما جعلهم يحظون بثقة الرأي العام وحتى الحكومات.

سلام وأمن

وكانت قد أظهرت نتائج استطلاع القيم المجتمعية لدولة الإمارات أن الإمارات هي الدولة الوحيدة من ضمن الدول التي أجرى المركز استطلاعاً للرأي فيها حتى الآن، أظهرت بأن "السلام والأمن والأمان" يأتي في مقدمة القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع، وكانت دولة الامارات إحدى دولتين من بين 18 دولة تم إجراء الاستطلاع فيها، التي كانت قيمها العشر الأول جميعها إيجابية والتي تم اختيارها من بين 80 قيمة ايجابية وسلبية، مما يشير إلى أن الأفراد القاطنين في الدولة يتمتعون بنسبة عالية من الرضى والارتياح من الوضع العام في الدولة.

كما أشار الاستطلاع إلى أن الأفراد في دولة الإمارات يتطلعون إلى تحقيق دورٍ ريادي على مستوى العالم في مجال الابتكار والإبداع، كما جاءت في مرتبة متقدمة ضمن أدنى مستويات الطاقة السلبية المجتمعية بين 18 بلداً وفقاً لدراسة قام بها مركز "باريت" الدولي منذ العام 2007، فمصطلح "مؤشر الطاقة السلبية المجتمعية" والذي يشير إلى مستوى الاحباط والانزعاج والتململ الذي يشعر به الناس عادة تجاه النظم التي تحكم حياتهم، بلغ 12% فقط في الإمارات مقارنةً بنسبة بلغت 72% في فنزويلا و63% في آيسلندا و60% في الأرجنتين، بل إن الدول المتقدمة كالمملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية شهدت نسباً مختلفة في مؤشر الطاقة السلبية المجتمعية بين سكانها تراوحت بين 59% و57% و56% على التوالي.

وأفاد بأن تقرير المعرفة العربي للعام 2010-2011 الصادر عن الامم المتحدة اوضح أن قيم التوجه الاخلاقي، كقيم الصدق والتسامح والتي تعتبر قيما دينية هي المصدر الرئيس لقواعد الاخلاق الحميدة، كما انها تبلور قيم التوجه نحو الاستقلال والإنجاز، وفي دراسة اجرتها هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي اعرب جميع اولياء الامور عن طموحهم بأن تقوم البيئة المدرسية بغرس القيم الاسلامية وتعزيز الهوية الوطنية القوية لدى ابنائهم.

سلوكيات إيجابية

ومن جهته قال ريتشارد باريت، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز "باريت" الدولي إن القيم والسلوكيات الايجابية المرصودة في المجتمع الاماراتي من خلال الاستطلاع تعكس القيم والسلوكيات التي تمثلها القيادة في الدولة الحريصة على نشر القيم والسلوكيات الايجابية والتي تغيب في معظم الدول التي تدعي الديمقراطية.

وذكر أن الامارات لديها فرصة كبيرة لأن تبقى رائدة في القيم الايجابية على مستوى المنطقة والعالم، لافتا إلى أن الناس اليوم اصبحوا يدركون أهمية القيم كونها دافعا أساسيا للقرارات، منوها إلى أنه لو استطعنا خلق مجتمعات مدفوعة بمثل هذه القيم بالتأكيد ستكون الحياة أكثر سعادة.

وقام مركز "باريت" الدولي، بإطلاق هذا المسح في أكتوبر الماضي بالتعاون مع مركز دراسات الرأي العام "رأيك"، وهو مركز وطني متخصص في استبيانات الرأي العام أطلقه برنامج "وطني" لرصد تطلعات الشارع الإماراتي حول أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية. وشمل الاستطلاع 4 آلاف و100 شخص يمثلون مختلف شرائح المجتمع في مختلف إمارات الدولة، حيث بلغت نسبة المواطنين الإماراتيين 57% بينما شكل المقيمون ممن تجاوزت أعمارهم عشرين عاماً 43% وبلغت نسبة الذكور التي شملها الاستطلاع 54% بينما بلغت نسبة الإناث المشاركات 46%.

رؤية واضحة

وتسهم النتائج التي خرج بها الاستطلاع في توفير رؤية واضحة لأفضل الطرق والأساليب التي تساعد صناع القرار في إطلاق المبادرات التي تؤثر بشكلٍ إيجابي في المجتمع وأفراده، إضافة إلى دوره في دعم عملية وضع السياسات والاستراتيجيات بما يتناسب مع قيم وتوجهات المجتمع والسلوكيات الرئيسية التي تحكمه، كما عكس الاستطلاع العديد من الإيجابيات التي تلمسها القاطنون في مجتمع الإمارات، والتي شملت قيما متعددة وفي مقدمتها الأمن وفرص التعليم، والاهتمام بالجانب الجمالي، بالإضافة إلى الولاء، أما الابتكار وفرص العمل والاستقرار المالي والصدق والصراحة، فكانت بعضاً من القيم التي يفضل أن يلمسها بعض المشاركين في الدولة.

وجاءت النسبة في القيم والسلوكيات السلبية بين الصفر إلى 12% وهي تعتبر أمرا طبيعيا لأنه لا يوجد مجتمع في العالم يخلو من هذه القيم والسلوكيات، لافتا إلى أن القصور الثقافي يستخدم لعكس القيم السلبية وتأثيرها على المجتمع، وفي هذا الاستطلاع فإن التكلفة السنوية للقصور الثقافي في الإمارات تبلغ 52.6 مليون دولار وتشكل نسبة 12% من الناتج المحلي البالغ 360 مليار دولار، بينما هذه التكلفة تبلغ في اميركا 18.5 مليار دولار بنسبة 56% من الناتج المحلي البالغ 14 تريليونا و58 مليار دولار، بينما تبلغ هذه التكلفة في بريطانيا مليارا و694 مليون دولار بنسبة 43% من الناتج المحلي البالغ 2 تريليون و246 مليار دولار.

وكانت الإمارات هي الدولة الوحيدة من ضمن الدول التي أجرى المركز استطلاعاً للرأي فيها حتى الآن، أظهرت بأن "السلام والأمن والأمان" يأتي في مقدمة القيم العشر الأولى التي يتمتع بها المجتمع، وعززت هذه النتيجة من قدرة الإمارات على تجاوز عدد من أكثر البلدان تقدماً في العالم في تحقيق هذا العامل الحاسم في تحقيق الاستقرار والذي يتطلع إليه أي مجتمع.

أكد الفريق ضاحي خلفان أهمية هذا الملتقى واصفاً إياه بالفريد فكرة وتطبيقاً، وأثنى على النتائج المشرفة التي خرج بها وبإشراف جهة دولية محايدة على صعيد ما يتمتع به أبناء مجتمع الإمارات من قيم مجتمعية سامية ونبيلة أظهرت تفوق دولة الإمارات العربية المتحدة على كثير من دول الجوار والعالم على صعيد التنمية والتمسك بالهوية وممارسات المواطنة الصالحة. وبين أن هذه النتائج التي خرج بها استطلاع القيم المجتمعية ليست وليدة الساعة ولا المرحلة، بل هي ثمار نجنيها اليوم مما زرعه الآباء المؤسسون وعلى رأسهم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراهما، ولا شك بأن القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دوراً عظيماً ومن خلال تواصلها المباشر مع فئات المجتمع المختلفة في ترسيخ هذه القيم وتأصيلها في نفوس أفراده.