أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على النهج الثابت لسياسة دولة الإمارات، القائم على حق الإنسان بالعيش الكريم الآمن، وحل النزاعات الإقليمية والدولية عن طريق الحوار والتفاهم، بعيداً عن لغة القوة والتهديد، والإقرار بالحقوق المشروعة للشعوب من أجل تحقيق العدالة الإنسانية في أوساط المجتمعات والتجمعات البشرية أينما وجدت على وجه هذه المعمورة، وفقاً للقوانين والأعراف الدولية التي تقرها هيئة الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال استقبال سموه في مقر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في منطقة جبل علي بدبي، ظهر أمس، بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، والوفد الأممي المرافق.
وقد تبادل سموه والأمين العام، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، الحديث حول عدد من القضايا الإنسانية، والملفات السياسية الإقليمية، وسبل تعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة.
وتطرق الحديث بين سموه وبان كي مون إلى الوضع في الشرق الأوسط، وأهمية تحريك ملف السلام في المنطقة، وترسيخ الأمن والاستقرار لجميع دولها وشعوبها، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في هذا الصدد، أن دولة الإمارات تدعم محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وتدعم الجهود الدولية الرامية إلى تحريك هذا المسار، وإقرار الحقوق الفلسطينية المشروعة، والمتمثلة في إقامة دولته المستقلة على تراب أرضه.
كما أشاد أمين عام الأمم المتحدة ببرامج تمكين المرأة في الإمارات، وإشراكها في المسيرة التنموية الشاملة التي تشهدها الدولة في كل الاتجاهات والقطاعات، واعتبر بان كي مون دولة الإمارات قدوة ومثالاً يحتذى على مستوى دول المنطقة، لجهة تمكين المرأة وإعطائها فرصاً سانحة في التعليم والعمل والمشاركة الفاعلة في صنع القرار.
ومن جهة ثانية، أشاد أمين عام الأمم المتحدة بجهود دولة الإمارات ومواقفها الإنسانية، منوهاً بمساعداتها القيمة خلال مؤتمر المانحين الذي عقد مؤخراً في دولة الكويت، لمساعدة الشعب السوري.
حضر اللقاء سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، وعدد من المسؤولين، والوفد الأممي المرافق للضيف.
زيارة "دبي الإنسانية"
كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وبان كي مون الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بزيارة "مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية".
وتفقد سموه ومرافقوه سير العمل في المدينة، والجهود التي تبذلها بالتعاون مع المؤسسات الدولية العاملة فيها في مجال العون والإغاثة الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الإنسانية الموجهّة إلى اللاجئين السوريين وغيرهم من المتضررين من الأزمات في نطاق المنطقة وغيرها من مواقع حول العالم.
تضم المدينة التي تأسست في العام 2003 تسع وكالات تابعة للأمم المتحدة وأكثر من 40 منظمة ومؤسسة غير حكومية يعمل لديها أكثر من 270 موظفا في مرافق مكتبية جديدة ومستودعات مجهزة على أعلى مستوى.
وتحتل المدينة موقعاً استراتيجياً في المنطقة الواقعة بين ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي بما يسهل عمليات الشحن ويكفل سرعة تحريك مهام الإغاثة بحراً وجواً.
وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الزيارة عن ترحيبه بزيارة بان كي مون وتقديره لجهود الأمم المتحدة في مجال الإغاثة الإنسانية، مؤكداً حرص دولة الإمارات على تقديم كافة أوجه المساعدة التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعوب في مواقف الأزمات المختلفة، لاسيما أشقاءنا في المحيط العربي، وفي إطار حرص كامل على توفير المعونات وسبل الدعم الكفيلة برفع المعاناة من على كاهلهم في مثل تلك الأوقات العصيبة.
روابط تعاون
ونوه سموه بروابط التعاون الإيجابية التي تجمع بلادنا بمنظمة الأمم المتحدة على وجه العموم، ومؤسسات الإغاثة التابعة لها والتي تتخذ من دبي مقراً إقليمياً لها، حيث تدعم الدولة جهود تلك المؤسسات وتضع في متناولها كافة الإمكانات التي تمكنها من أداء واجبها على النحو الأكمل، خاصة في نطاق منطقة الشرق الأوسط التي تشمل أكثر من نصف الأزمات الإنسانية التي تتطلب تكاتف الجهود الدولية للتخفيف من وطأتها ومد يد العون للمضارين من تبعاتها.
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة بالغ تقديره وامتنانه للرعاية الكريمة التي توليها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لجهود الإغاثة الإنسانية وما يتبعها من إسهامات كبيرة ودعم سخي من شأنه عون المحتاجين في مختلف مواطن الأزمات.. معرباً عن إعجابه بما شاهده في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي من تجهيزات لوجستية وإمكانات نقل وتخزين لمواد الإغاثة ومكاتب لأطقم العمل توفر المناخ الأمثل لمؤسسات الإغاثة للقيام بمهامها على المنوال المنشود من الكفاءة وسرعة الاستجابة.
وقال بان كي مون "تقدم المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بما تحتضنه من مقار مكاتب البعثات الإنسانية ومستودعات تخزين ضخمة ذات إمكانات متميزة أفضل مثال حي على كيفية معالجة المجتمع الدولي للتحديات التي تواجه المساعدات الإنسانية ومشاكل التنمية بفعالية، عبر التعاون والتنسيق اللصيق" موجهة تحية تقدير خاصة لجميع العاملين في المدينة الإنسانية لما يبذلونه من جهد مخلص من شأنه تعظيم النتائج المرجوة من وراء هذا العمل الإنساني العظيم.
رافق سموه والضيف الأممي خلال الزيارة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي محمد إبراهيم الشيباني مدير عام ديوان صاحب السمو حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي وعدد من المسؤولين ومرافقي الضيف الأممي.
مساعدات خارجية
وقد وصل إجمالي المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات في العام 2011 إلى 74ر7 مليارات درهم، وهو ما يزيد بمقدار الضعفين عما قدمته من مساعدات في العام 2010، في حين تستضيف الإمارات ودبي أكبر المجمعات اللوجستية الخمسة التابعة للأمم المتحدة، كما تكفل تسهيل أعمال عدد من المنظمات غير حكومية منها على سبيل المثال منظمة الهلال الأحمر، ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية ودبي العطاء.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف المساعدات المقدمة للاجئين والمهجرين السوريين يتم إيصالها حالياً عبر منشآت ومرافق مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية في حين أصبحت الوكالات التابعة للأمم المتحدة كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف من أكبر مستخدمي مركز الدعم اللوجستي للخدمات الإنسانية في دبي الذي تطور حتى أصبح أكبر المراكز من هذا النوع وأنشطها في العالم.
وتقوم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وحدها بتخزين مؤن تكفي احتياجات حوالي 700 ألف لاجئ وتحتفظ بأكثر من نصف مخزون الطوارئ التابع لها عالمياً في دبي.
ورغم أن شحن المساعدات من المدينة يتم بالدرجة الأولى إلى مناطق شرق وجنوب أفريقيا وآسيا، فقد أرسلت المدينة شحنات من المساعدات وصلت حتى هاييتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها عام 2010.
وتأسست مدينة دبي العالمية للخدمات الإنسانية قبل عشر سنوات، بأمر وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بميزانية سنوية قدرها 16 مليون درهم، وترأس حرم سموه سمو الأميرة هيا بنت الحسين مجلس إدارة المدينة منذ العام 2007.
وتحتفظ مؤسسات الإغاثة في المدينة بمخزونها من الأغذية والسيارات وأجهزة تنقية المياه والخيام ومعدات الاتصالات والأدوية - التي تعتبر جميعها من الأمور الحيوية لعمليات المساعدات الإنسانية.
وتستخدم مرافق المدينة أيضاً كمركز للتدريب وعقد المؤتمرات، وتضم مكاتب عمل للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية العربية منها والدولية، وكذلك للشركات التي تقدم الإمدادات لوكالات المساعدات الإنسانية.. إضافة إلى ذلك، توفر المدينة مكاتب مؤقتة لموظفي الأمم المتحدة عند اضطرارهم لإخلاء مقارهم في مناطق النزاع.
محمد بن راشد عبر »تويتر«: الإمارات محطة غوث عالمية
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الدولة تمثل محطة غوث عالمية، وأكد سموه في تدوينه عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بمناسبة لقائه بان كي مون الامين العام للامم المتحدة في مدينة دبي للخدمات الانسانية أن قيمة المساعدات الاماراتية منذ عام 1971 تجاوزت الـ160 مليار درهم وتعتبر دولة الامارات العربية المتحدة من الدول الاولى عالميا في قيمة المساعدات نسبة للدخل الاجمالي حيث كتب سموه بهذه المناسبة: "التقيت اليوم "أمس" بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في مدينة دبي للخدمات الإنسانية، ناقشنا خلال اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة دور الحكومات في تقديم الدعم للشعوب التي تتعرض للكوارث أو التهجير أو الجوع، دولة الإمارات محطة غوث عالمية بلغت مساعداتها منذ 1971 أكثر من 160 مليار درهم وهي من الدول الأولى عالميا في قيمة المساعدات نسبة للدخل الإجمالي".