لأول مرة منذ الهدنة التي أعقبت عملية «عمود السحاب» على غزة، قصفت كتائب شهداء الأقصى في القطاع أمس مدينة عسقلان المحتلة بصاروخ من نوع «جراد» كردٍ أولي على استشهاد الأسير عرفات جرادات، وفيما هدد الأسرى المضربون في سجون الاحتلال بتصعيد خطواتهم في حال عدم تنفيذ مطالبهم، استمرت المسيرات والاحتجاجات في الضفة وقطاع غزة وتخللتها اشتباكات متفرقة مع قوات الاحتلال، في وقت طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بلجنة تحقيق دولية لكشف تفاصيل اغتيال جرادات.
وقالت الناطقة بلسان الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري أنه «في ساعات الصباح وفي إعقاب ورود بلاغ بشأن سماع دوي انفجار في منطقة جنوبي مدينة عسقلان، شرع خبراء المتفجرات بأعمال بحث وتمشيط عثروا خلالها على بقايا صاروخ كان قد سقط في شارع التفافي بمنطقة صناعية».
وأعلنت كتائب شهداء الأقصى مسؤوليتها عن قصف عسقلان بصاروخ من نوع «جراد». وأكدت الكتائب في بيان أن «إطلاق الصاروخ جاء رداً على اغتيال الأسير عرفات جرادات».
وبينما شككت الحكومة المقالة في غزة بصحة رواية إطلاق الصاروخ. قال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس إنه «يجب على حركة حماس أن تعي أن الهدوء من جانبها سيقابل بهدوء من جانب إسرائيل، وإطلاق النار سيقابل بالرد الملائم».
أسرى واشتباكات
إلى ذلك، طالب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بتنفيذ عدد من مطالبهم الأساسية، مؤكدين أنهم سيصعدون من خطواتهم الاحتجاجية في حال عدم تنفيذ مطالبهم.
وأفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين، ، بأن «الأسرى طالبوا بالاستجابة الفورية لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام». وأشار التقرير، إلى أن «الأسرى داخل سجون الاحتلال ارتدوا اللون الأسود، حدادا على الشهيد الأسير عرفات جرادات».
في السياق، قررت محكمة «عوفر» العسكرية، تأجيل جلسة تثبيت الإداري بحق الأسيرين المضربين عن الطعام منذ قرابة ثلاثة شهور جعفر عز الدين وطارق قعدان إلى اليوم الأربعاء بسبب خطورة وضعهما الصحي.
وعلى الأرض، أصيب عدد من الفلسطينيين، بحالات اختناق خلال مواجهات اندلعت بالقرب من حاجز الجلمة العسكري شمال شرق جنين وفي مدينة الخليل تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام وتنديداً باغتيال جرادات.
مطالب عباس
إلى ذلك، قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس «إن الجانب الفلسطيني بانتظار تحقيق طبي دولي لمعرفة كيفية اغتيال الأسير عرفات جرادات في سجون الاحتلال».
وأضاف أبو مازن، في اجتماع بمقر الرئاسة في رام الله، أمس: «إن الطب الشرعي الفلسطيني أكد أن جرادات استشهد نتيجة التعذيب، ولكن نحن لن نتبنى هذه الرواية بانتظار لجنة التحقيق الدولية».
من جانبه، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إنه نقل طلباً رسمياً من الرئيس عباس للسكرتير العام للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية بشأن استشهاد جرادات.
تهدئة واشنطن
إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة الفلسطينيين والإسرائيليين لضبط النفس. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل: «نحن ندعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».
اتهام شركة أمنية بريطانية بالتورط في تعذيب جرادات
اتهمت منظمة خيرية بريطانية لمكافحة الفقر، شركة محلية للأمن الخاص بالتورط في تعذيب فلسطيني (الشهيد عرفات جرادات) حتى الموت في سجن إسرائيلي، ودعت إلى محاسبتها بتهمة التواطؤ في الاحتجاز الإسرائيلي غير القانوني للسجناء الفلسطينيين.
وطالبت منظمة «الحرب ضد العوز» شركة «جي 4 إس»، في بيان أصدرته، أمس، بسحب جميع عقودها لتزويد السجون الإسرائيلية بالمعدات، في أعقاب استشهاد الفلسطيني عرفات جرادات في السجن بعد احتجازه من قبل جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت».
وقالت المنظمة: إن «شركة الأمن الخاص البريطانية، التي تولت مسؤولية حماية أولمبياد لندن صيف العام الماضي، زوّدت أحد السجون في شمال إسرائيل بأنظمة أمن وغرفة تحكم مركزية، وساهمت أيضاً بتجهيز مركز للاستجواب في الضفة الغربية».
وأضافت المنظمة الخيرية البريطانية أن شركة «جي 4 إس»، وقّعت عقداً قبل خمس سنوات لتزويد المنشآت الرئيسية التي تديرها مصلحة السجون الإسرائيلية بأنظمة أمن، وقامت بتركيب أنظمة مراقبة وتحكم، وغرف تحكم مجهزة بشاشات تعمل باللمس، ونظم تسجيل ومراقبة داخلية وخارجية من الدوائر التلفزيونية المغلقة، وخطوط اتصالات، في عدد من السجون الإسرائيلية.
وذكرت المنظمة أن «شركة الأمن البريطانية زوّدت سجن عوفر في الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل غير قانوني بأنظمة الأمن»، مشيرة إلى أن «المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، تحدثت عن حالات تعذيب سجناء فلسطينيين في مرافق احتجاز إسرائيلية».
مخيمات لبنان
عقدت قيادة الفصائل الفلسطينية في لبنان اجتماعاً طارئاً أمس واتفقوا على تنظيم إضراب في المخيمات الفلسطينية غداً (الخميس) تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقررت الفصائل التعاون والتنسيق الكامل «مع أشقائنا اللبنانيين في إطار نشاطات تضامنية تستمر الأسبوع الحالي حيث سيكون الاعتصام المركزي أمام مقر الأمم المتحدة (الاسكوا) في بيروت يوم الخميس». بيروت- د. ب. أ