قتل 19 شخصاً من جنسيات مختلفة، أمس، بمدينة الأقصر في جنوب مصر، بعد أن سقط منطاد كانوا يستقلونه من ارتفاع يقدر بنحو 300 متر في حادثة تسجل أكبر حصيلة للقتلى منذ نحو عشرين عاماً، ما دفع محافظ الأقصر إلى وقف جميع رحلات البالون الطائر إلى إشعار آخر.
وفي حين أعلن التلفزيون الرسمي المصري، أن المنطاد سقط بعد اشتعال النيران فيه، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلاً عن مصدر أمني، أن السياح الذين لقوا حتفهم من بريطانيا وفرنسا واليابان وهونغ كونغ. كما أكدت موظفة في الشركة التي تشغل المنطاد رافضة الكشف عن اسمها، أن من بينهم فرنسيين وبريطانيين ويابانيين ومن هونغ كونغ.
ومن جهته، قال رئيس اتحاد شركات البالون الطائر بالأقصر أحمد عبود: إن الحادث وقع بعد انفجار غازي على ارتفاع ألف قدم، مشيراً إلى أنه لم ينج منه سوى سائح واحد وقائد المنطاد.
وأرجع الخبير الفرنسي في المناطيد فيليب بورون-بيلاتر دو روزييه، سبب الحادث، إلى أن الانفجار يكون ناجماً عن تسرب من أنبوبة غاز البروبين التي تستعمل لتسخين الهواء.
بدء التحقيقات
في الأثناء، أمر النائب العام المصري بإرسال فريق من النيابة للتحقيق في الحادث، حيث بدأت التحقيقات مع المسؤولين عن الشركة صاحبة المنطاد لمعرفة أسباب الحادث.
وفي هونغ كونغ، أعلنت وكالة السفر التي نظمت الرحلة إلى مصر، أن تسعة من رعاياها بين السياح قضوا في انفجار المنطاد.
وقال مسؤول في وكالة «كيوني» للسفريات خلال مؤتمر صحافي: «هناك احتمال كبير في أن تسعة من زبائننا قتلوا في الانفجار»، موضحاً أنهم خمس نساء وأربعة رجال.
وأفادت موظفة في شركة «سكاي كروز» الكورية الجنوبية التي تشغل المنطاد في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، بأن الضحايا سياح كوريون ويابانيون بريطانيون، كما شملت المجموعة سائحاً مصرياً، واصفة الأمر بالرهيب، غير أن وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أكدت عدم وجود أي من رعاياها بين الضحايا. وفي طوكيو، نقلت وكالة «جيجي» للأنباء عن وزارة الخارجية تأكيدها وجود أربعة سياح يابانيين على متن المنطاد.
توقيف الرحلات
وعلى الفور، أمر محافظ الأقصر عزت سعد، بوقف كل رحلات المنطاد السياحي بعد الحادث الدامي. وهو ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن لسان المحافظ.
الأقصر والسياحة
تشمل مدينة الأقصر على الكثير من المعابد كالكرنك والأقصر إلى جانب وادي الملوك. وهي تشهد حضوراً كثيفاً للسياح، لكنها تأثرت كثيراً بانعدام الاستقرار السائد في البلاد منذ سقوط نظام حسني مبارك في فبراير 2011.
يشار إلى أن السياحة تعد قطاعاً أساسياً في الاقتصاد المصري، وأنتجت عائدات بقيمة 12,5 مليار دولار عام 2010، لكن أرباحها شهدت تراجعاً بــ30 في المئة عام 2011 بحسب الأرقام الرسمية.
وتؤكد الحكومة أن الوضع في تحسن لكن الاضطرابات والغموض السياسي عرقلا هذا التحسن.