واصل الثوار السوريون تقدمهم في المحافظات الشرقية والشمالية بتحرير مدينة الرقة الواقعة بين محافظات حلب والحسكة ودير الزور، بعد تحرير ريفها في الأسابيع الماضية، فيما أعلن لواء الفتح في ريف حلب عن بدء عملية اقتحام مطار منغ العسكري، تزامناً مع تصعيد قوات النظام هجومها على مدينة حمص القديمة من خمسة محاور، وتشديد القصف على مدينة داريا المجاورة للعاصمة.
وبعد معارك عنيفة أسفرت عن أسر عدد من العناصر الأمنية للنظام منهم رئيس فرع مخابرات أمن الدولة، إضافة الى أسر ضابط كبير آخر في الأمن السياسي، ومقتل ضابط كبير في شرطة المحافظة، أعلن الثوار سيطرتهم على المدينة بعد انهيار دفاعات القوات المدافعة عن المقرات الحكومية والأمنية.
بدء المعركة
وبدأت المعركة صباح أمس بتدمير الجيش الحر أهم حاجز عسكري في المدينة ويدعى حاجز المقص، توجه المقاتلون بعد ذلك لمحاصرة مقر حزب البعث وفرع الأمن العسكري، وهي آخر معاقل قوات النظام في المدينة، فيما أعلن الثوار عن تحرير قسم إدارة المركبات التابع للشرطة بالقرب من المنطقة الصناعية ومقر المحافظ وقيادة الشرطة قبل ذلك.
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت تمثالاً للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار الأسد، وقد اسقط عن قاعدته في المدينة.
أظهر الشريط جموعاً من الناس حول التمثال، اضافة الى عدد من الأشخاص عليه وأحدهم يدوس على رأسه. وتبدو في الشريط مظاهر احتفالية لدى عدد كبير من الموجودين وبينهم اطفال، ومنها التصفيق واطلاق صيحات "الله أكبر"، بينما يسمع في الخلفية اطلاق رشقات نارية.
مطار منغ
من جانب آخر أعلن لواء الفتح بدء اقتحام مطار منغ العسكري، أحد أهم مواقع النظام المتقدمة في الريف الحلبي، والذي يعد مركزاً لقصف القرى والمدن المحيطة به. وذلك بعد أشهر من حصاره ومحاولات سابقة لاقتحامه، كانت تواجه بقصف جوي من طائرات النظام.
ويعد هذا المطار من أحصن المواقع العسكرية للنظام في سمالي سوريا، وأهمها في عمليات القصف التي تطال الكثير من القرى والمدن الشمالية.
وفي مدينة حلب دارت اشتباكات داخل الجامع الأموي وسط مدينة حلب الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في 28 فبراير، بحسب المرصد الذي أوضح ان القوات النظامية «تحاول إعادة سيطرتها على الجامع».
حملة على حمص
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبد الله: إن أحياء حمص تتعرض لحملة عسكرية منذ أمس، ووصفها بأنها الأعنف.
وأضاف أن القصف المدفعي لحمص تجدد منذ الساعة الخامسة صباح أمس بعد فترة من الهدوء النسبي، في محاولة لاقتحام أحياء المدينة من خمسة محاور تشهد اشتباكات مع الثوار، وقال إن أعنفها في حي الخالدية، مشيراً إلى أن قوات النظام تسببت في حرق 17 منزلاً في حي الخالدية وحده، مؤكداً أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ستين من عناصر النظام منذ بدء الهجوم.
من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن اشتباكات عنيفة دارت امس عند أطراف أحياء القرابيص وجورة الشياح والخالدية واطراف حمص القديمة، ترافقت مع قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في القرابيص وجورة الشياح وباب التركمان وباب هود.
وأوضح مدير المرصد أن الاشتباكات «هي من الأعنف منذ اشهر»، وان العملية العسكرية «كبيرة وواسعة» ويستخدم فيها الطيران الحربي.
واشار المرصد الى ان «القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني المسلحة الموالية لها والتي يسميها السوريون ميليشيات «الشبيحة» بدأت هجوماً امس على هذه الأحياء»، ما اسفر عن «مقتل وجرح العشرات» من الجيش النظامي وميليشيات الشبيحة التي شكّلها النظام من مدنيين مسلحين لمساعدته في القتال.
دمشق وريفها
وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية على اطراف حي جوبر مع استمرار الأعمال العسكرية في ريف العاصمة حيث يحاول النظام السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
وتعرضت مدينة داريا منذ صباح أمس لقصف صاروخي ومدفعي من قبل قوات الجيش النظامي التي تحاول اقتحامها، حيث دخلت المعارك في هذه المنطقة بين قوات النظام ومقاتلي الجيش السوري الحر يومها الـ 111.
وقال ناشطون: إن الأهالي النازحين من مدينة داريا جراء القصف والاشتباكات المستمرة يتعرضون من قبل قوات النظام لحملات تضيق واعتقالات عشوائية، وأحياناً إعدامات ميدانية في مناطق نزوحهم. ورصدوا أمس انفجارات هزت داريا نتيجة ما قالوا: إنه تجددٌ لحملة تلغيم المنازل وتفجيرها في المناطق المحيطة بمطار المزة العسكري.
وأكد مجلس قيادة الثورة في دمشق أن الجيش الحر ضرب آخر معاقل الشبيحة في مدخل العاصمة من جهة المتحلق الجنوبي، وأسر عدداً منهم، في حين تدور اشتباكات في محيط أحياء جوبر ومخيم اليرموك، كما سيطر الثوار على حواجز عسكرية في بلدة معربا.
قصف
وثقت شبكة شام سقوط عدد من قذائف المدفعية على حي الجب بمدينة حماة، كما قصفت راجمات الصواريخ مدينة كفرزيتا تزامناً مع اشتباكات عند قريتي تل ملح والجديدة. وفي دير الزور سقطت قذائف مدفعية على معظم أحيائها وسط اشتباكات عنيفة فيما تبقى من مواقع للنظام في شمالي المدينة.