توفي صباح أمس الشاب عادل الخذري، الذي أضرم النار في نفسه أول من أمس أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة، في قلب العاصمة التونسية.
ووقف أعضاء المجلس الوطني التأسيسي والحكومة الجديدة دقيقة صمت ترحّما على الفقيد، وعبّر رئيس المجلس مصطفى بن جعفر عن أسفه للحادثة، ليعاود إلى الذاكرة مأساة البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما)، الذي أضرم النار في نفسه يوم 17 ديسمبر 2011 في مركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب تونس)، احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها، لتشكل بذلك شرارة الثورة التونسية، فيما وصف رئيس الحكومة الجديد علي العريّض انتحار الخذري بأنه «حادثة أليمة»، قائلاً «إن شاء الله نكون قد فهمنا الرسالة».
وبعيد إعلان وفاته، تظاهر عشرات من الباعة الجوالين في العاصمة التونسية في المكان نفسه الذي احرق فيه الخذري نفسه، مرددين هتافات بينها «يا حكومة عار.. عار.. البائع المتجول احترق بالنار». وطالب هؤلاء بإقالة والي تونس، الذي اتهموه بتعطيل مشروع لبناء سوق منظم لحوالي 500 بائع متجول في شارع قرطاج بالعاصمة.
واضرم البائع النار في نفسه صباح أول من أمس امام مقر المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس، في حادثة هي الأولى في هذا الشارع، الذي يعتبر رمزا للثورة التونسية التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن شهود عيان أن الشاب الذي كان يبيع السجائر قال وهو يضرم في نفسه النار «هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة.. الله اكبر».
من جهته، قال زعيم حزب تيار العريضة الشعبية محمد الهاشمي الحامدي في تصريحات لـ «البيان»: «أحمّل حكومة حركة النهضة وحزبي المؤتمر والتكتل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن وفاة الخذري، فقد كان عاطلا عن العمل، فلم تجد له عملاً أو توفر له منحة بطالة، وكان يعاني من مرض في المعدة، فلم تعالجه ولم توفر له بطاقة العلاج».
وحمّل الحامدي «النخبة السياسية والإعلامية في تونس جزءا من المسؤولية عن هذه المأساة، لأنه رفض باستعلاء واحتقار واستهتار برنامج العريضة الشعبية الذي قدمته، وبنيته على ركني الصحة المجانية ومنحة البطالة، وهما أمران كانا كفيلين بإنقاذ الخذيري».