قال رئيس الحكومة التونسية الجديدة علي العريّض أثناء تسلمه مقاليد الحكومة من سلفه المستقيل حمادي الجبالي انه «حان وقت الصمت مع العمل». وأكد في تصريحات سابقة انه يدرك واقع المهمشين التونسيين في أعماق البلاد مشدداً على أنه سيسعى إلى معغالجة قضية البطالة والتشغيل.
وتوجه علي العريض خلال موكب رسمي انتظم بقصر الحكومة بالقصبة، بالشكر الى حمادي الجبالي رئيس الحكومة السابق على مجهوداته التي بذلها، وهو الذي يعرف مساره النضالي ورفيق دربه.
واضاف العريض أن شعار «لو دامت لغيرك لما آلت إليك» لا ينطبق على وضعيته هو وحمادي الجبالي، كما أكد أنه والجبالي لم يسعيا الى المناصب، بل حلما ككل الأجيال في حمل هموم الشعب، وأولها الحرية، والتقدم بالبلاد نحو الأفضل بشكل أسرع.
وختم علي العريض بالتأكيد على ثقته في وزراء الحكومة الجديدة، كما توجه بالشكر الى فريق رئاسة الحكومة، آملا ان يجدوا منه كل المساعدة وان يجدوا منه كل الدعم والسند.
إشفاق الجبالي
ومن جهته قال حمادي الجبالي رئيس الحكومة المتخلي إن العبرة بترك الذكرى الطيبة والعمل الصالح، مضيفاً القول إننا «توفقنا وبدأنا نرسي تجربة في التداول على السلطة والتسليم لأهلها بالطرق المتحضرة، وهذا معنى كبير»، مبيناً أن الأفراد زائلون، ولكن الدولة قائمة دائما، موجها في الآن نفسه التحية إلى أركان الدولة.
وأكد الجبالي أنه كان له الشرف الكبير بخدمة الوطن، معبّرا عن شعوره بالفخر الكبير. وقال: «إشفاقي على أخي علي العريض بتحمّل المسؤولية وثقتي فيه، إنّه لم يلهث وراء المسؤولية لأنّه يعلم أنّ المسؤولية أمانة والسلطة امانة، وتمنياتي لأخي العريض والفريق الجديد بالنجاح.. وتمنياتي أن ينالوا ثقة الشعب وهو الأهم لأنّ هذه الحكومة ستمرّ حتما بخدمة أهداف الثورة».
وتحدث الجبالي عن وجود بعض الأطراف التي تنظّر لفشل الحكومة، مضيفا القول: «سأقول لهؤلاء لا تتسرّعوا.. ومن يراهن على فشل الحكومة هو حساب ضيق.. وهذه حكومة الشعب التونسي».
وأردف ان البعض لا يفهم معنى الاعتذار للشعب، فالحكومة السابقة قصّرت ولكنها لم تفشل، مؤكدا ثقته في نجاح حكومة العريض، مضيفاً في الوقت ذاته بأن النواب الذين منحوا الثقة لحكومة العريض صوّتوا لإنجاح التجربة الفريدة من نوعها، قائلا: «هذه دعوة ملحة لكلّ الأطراف السياسية والإعلامية ليراهنوا على النجاح.. ودعوة ملحة إلى الشعب لبذل الجهد.. وبالكدّ سنرفع التحدي وسننجح، ونجاحنا نجاح تونس كلّها».
مشاغل العريّض
الى ذلك قال علي العريض رئيس الحكومة الجديدة في تصريحات صحافية انه مدرك تماما لواقع «المعاناة والتهميش» الذي يعانيه أبناء تونس، مشيرا إلى أن حكومته تضع في صدارة أولوياتها معالجة مشكلتي التشغيل وغلاء المعيشة، وتحقيق الأمن والاستقرار.
وأعرب عن يقينه بأن الجهود التي تعتزم حكومته بذلها لحل مشكلة البطالة والضغط على الأسعار، «ستؤتي ثمارها في الأشهر القليلة المقبلة». كما أكد العريض في حديث لوكالة الأنباء الحكومية حرص حكومته على السيطرة على الوضع الأمني بالبلاد، حفاظا على كل النشاطات الاقتصادية التي تتأثر بعدم استقراره، مثل السياحة والتجارة، إضافة إلى الضغط على الأسعار بإقرار التشريعات والقوانين، وبذل جهد كبير لمقاومة التهريب وتفكيك شبكاته المتعددة.
مكافحة العنف
وذكّر العريض بالإجراءات التي تم اتخاذها للتصدي للعنف وتهريب الأسلحة ومكافحة الجريمة، قائلا إن «العمل جار على إعداد خطط ومبادرات جديدة على كل هذه المستويات، من منطلق التصميم على التصدي لكل التجاوزات والجرائم». وبشأن سياسة الدعم أعلن علي العريض الالتزام باستمرار دعم الدولة للمواد الأساسية، لافتا إلى الدراسة التي هي بصدد الإعداد حول طبيعة المستفيدين من الدعم.
وأعرب في سياق متصل عن الاستعداد لدعم كل مبادرات الحوار، سواء منها داخل المجلس التأسيسي، أو تحت مظلة المنظمة الشغيلة، أو رئاسة الجمهورية، على أن يكون هدف أي حوار «التهدئة والتقليص من حدة التجاذبات السياسية، وتغليب الوحدة الوطنية والوفاق، والبحث عن تسويات للقضايا الخلافية»، وفق تعبيره.
وبخصوص مشاركة الأحزاب الدستورية و«حركة نداء تونس» في هذا الحوار الوطني، قال العريض «نحن ننظر إلى البرامج وإلى القانون الذي يحكم البلاد، وعلى ضوء ذلك سنتصرف». في جانب آخر، أكد العريض أنه سيتم في القريب العاجل تعيين ناطق رسمي باسم الحكومة من بين أعضائها».