كشف اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي عن عملية نوعية نفذها فريق من إدارة المكافحة المحلية تميزت بمستوى متقدم وتعاون وتنسيق واسع الطيف ما بين شرطة دبي والإدارة العامة الاتحادية لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية وإدارة مكافحة المخدرات في شرطة أبو ظبي وسلطة ميناء جبل علي وجمارك دبي.
وتصدى الفريق المكلف بالعملية لمحاولة تهريب احترافية وكبيرة للمخدرات إلى الدولة أقدم عليها شخصان باكستانيان بواسطة شحنة بحرية قادمة من إحدى الدول الآسيوية تحت مسمى قطع أثاث منزلية "مندوس".
المتهم الأول في هذه العملية " و.س.س" 31 سنة مقيم في إمارة أبوظبي وهو متزوج ويعمل نادلا في أحد المطاعم والآخر يدعى " م.خ.د " 35 سنة مدير مبيعات في إحدى المؤسسات التجارية بأبوظبي.
وقال اللواء عبد الجليل ان العملية بتاريخ 5 مارس الجاري إثر معلومات مؤكدة تلقتها إدارة المكافحة الدولية قبل عدة أشهر عن حاوية ستصل إلى ميناء جبل علي تحتوي على كمية كبيرة من المخدرات لم يحدد حينها موعدا انطلاقها أو وصولها.. مما ضاعف من جهود أفراد الفريق ورفع من وتيرة الترقب والاستعداد لديهم مشيراً إلى أن عمليات الرصد والمراقبة من قبل الجهات المختصة للحظة وصول الحاوية امتدت من نوفمبر العام الماضي وحتى مارس الجاري.
ووصلت الحاوية فى 5 مارس إلى ميناء جبل علي وبعد التأكد من أنها الحاوية المشبوهة والمطلوبة بناء على البيانات والمعلومات المتوفرة لدى شرطة دبي تم السماح لها بالمضي إلى وجهتها في إمارة أبو ظبي تحت مراقبة ومتابعة أفراد المكافحة لها بعد التنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات وشرطة أبوظبي وذلك بهدف الإيقاع بالمتهم متلبسا - الذي زعم بأن الشحنة قطع أثاث للمندوس .
وألقي القبض على المتهم الأول "و.س.س "بموجب كمين كانت قد هيأته له شرطة وإدارة مكافحة المخدرات بأبوظبي بالتعاون مع شرطة دبي وذلك أثناء استلامه لشحنة الهيروين ..إذ تشير المعلومات الأمنية المتوفرة عن المتهم الأول بأنه على ارتباط بعصابة دولية إجرامية خارجية متخصصة بتهريب المخدرات زعيمها ناشط ومجرم خطير في التخطيط والإعداد لعمليات التهريب للمخدرات وذلك وفقاً للعديد من شهادات وأقوال المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم في عمليات سابقة داخل الدولة أو خارجها وهو يقيم في باكستان ومعروف بنشاطاته الإجرامية لدى الأوساط الأمنية الدولية المختصة بمكافحة المخدرات في العالم.
وأما المتهم الثاني فقد ألقي عليه القبض بحكم مصاحبته ومساعدته للأول في توجيه سائق الشاحنة التي كانت تحمل الحاوية للوصول إلى العنوان المحدد لها في إمارة أبوظبي وشروعه في تفريغها إثر وصولها.
وبعد إلقاء القبض على المتهمين متلبسين أعيدت الحاوية بكامل محتوياتها تحت حراسة رجال مكافحة المخدرات إلى إمارة دبي بصحبة المتهمين الضالعين في العملية... وتم إفراغها من محتوياتها في قرية الشحن بمطار دبي الدولي بحضور المتهمين فعثر رجال فريق المكافحة داخلها على عشرة صناديق خشبية "مندوس" أغطيتها مصممة من طبقتين الأولى ظاهرية والأخرى سرية تحتوي الثانية في داخلها على كميات كبيرة من مخدر الهيروين بلغ وزنها الإجمالي 24 كغ من مخدر الهيروين النقي بقيمة مادية تزيد عن ثلاثة ملايين درهم .
واعترف المتهم الأول أمام رئيس فريق العمل بأن المادة التي تم ضبطها هي مادة الهيروين المخدرة وبأنه حاول تهريبها إلى الدولة بقصد الاتجار بها وقد سبق له أن أجرى جميع الترتيبات اللازمة لاستقدام هذه الشحنة فقام باستئجار عدد من الغرف في أبو ظبي لعرض الأثاث المستورد وخصص إحدى الغرف لتفريغ المخدرات المهربة من الصناديق المستوردة.
وأحيل المتهمان إلى الجهات القضائية المختصة لإنزال العقوبة المناسبة بحقهما بعد أن أسندت للأول تهمة حيازة واستيراد المواد المخدرة و المؤثرات العقلية بقصد الاتجار وللثاني تهمة المشاركة الإجرامية .
من جانبه ثمن اللواء عبد الجليل مهدي محمد العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي العملية واصفاً إياها بإحدى الثمار اليانعة التي قطفتها شرطة دبي في الربع الأول من هذا العام مما يؤكد عزم وتصميم القائمين على مكافحة المخدرات في دولة الإمارات على رصد وتعقب وملاحقة كل من تسول له نفسه الإتيان بأي نشاط يتصل بهذا الشأن لأن مخاطر انتشار المخدرات تشمل الجميع .. مؤكدا أن الإمارات بفضل الساهرين على أمنها عموما غدت مبعث قلق للعصابات الدولية المختصة بتهريب المخدرات ومصدر رعب للمهربين المغامرين حين يتوجه أحدهم إلى دبي أو أي بقعة من أرض الدولة.
وتوجه سعادته بالشكر والتقدير لمختلف الجهات التي تعاونت مع الإدارة في العملية مما ساهم في نجاحها وذلك كالإدارة العامة الاتحادية لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وإدارة مكافحة المخدرات بشرطة أبو ظبي بالإضافة لجمارك دبي وسلطة ميناء جبل علي.
وأثنى سعادته على فريق العمل محييا فيهم شعورهم العالي بالمسؤولية وجهودهم الطيبة وأدائهم المتميز مطالبا بالمزيد من الحرص والتفاني في سبيل أمن الوطن ومواطنيه.