اقتحمت قوات الاحتلال، أمس، قرية «أحفاد يونس» الرمزية المناهضة للاستيطان التي أقامها ناشطون قبالة مستوطنة «معاليه أدوميم»، في وقت عقدت محكمة «عوفر» العسكرية جلسة محاكمة جديدة للأسير سامر العيساوي في غيابه، لعدم قدرته صحياً على حضور المحاكمة.
وقال الناشط صلاح الخواجا: إن خمس دوريات من قوات الاحتلال، تشمل شرطة عسكرية وحرس حدود وجيش، اقتحمت القرية المقامة على جبل البابا شرق العيزرية، وأبلغت القائمين عليها بإخلاء المنطقة فوراً، مهددة باستخدام القوة لإخراجهم حال بقائهم في المكان.
وأضاف الخواجا: قوات الاحتلال هددت باستخدام القوة المفرطة لإخلاء الحي، في حال إصرارهم على البقاء، مؤكداً أن المتضامنين رفضوا التهديدات الإسرائيلية، وتمسكوا بالبقاء في القرية.
وتابع الخواجا: «قال لنا أحد الضباط إنهم مشغولون الآن بالرئيس الأميركي باراك أوباما، وإذا لم نخرج، سيستخدمون القوة المفرطة ضدنا وسيدمرون الخيام»، مشيراً إلى أنهم «يخططون لحشد العشرات في المنطقة لصلاة الجمعة» اليوم.
دهم وحواجز
في موازاة ذلك، اقتحم الجيش الإسرائيلي عدداً من المنازل بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأقام عدداً من الحواجز العسكرية عند مداخل المدينة، غداة اقتحامه، أول من أمس، ثلاث مدارس في المدينة واعتقال عشرات الطلاب.
وقال مصدر أمني: إنّ قوات الجيش الإسرائيلي دهمت منطقة بئر المحجر في المدينة، وحضرت لعدّة ساعات داخل الأحياء السكنية.
وأقام الاحتلال حاجزاً عسكرياً على مدخل قرية الهجرة في دورا، فيما أطلقت القنابل الصوتية والغازية على المواطنين الفلسطينيين في مخيم العروب. كما احتجز الجيش الإسرائيلي عدداً من الفلسطينيين، من بينهم طلبة، لدى مرورهم بالحاجز العسكري الذي نصبه على مدخل بلدة يعبد جنوب جنين شمال الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي.
محاكمة العيساوي
من جهة أخرى، صرح مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولس، أن محكمة «عوفر» عقدت جلسة محاكمة للأسير سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ مطلع أغسطس الماضي، دون أن يتمكن الأخير من الحضور.
وأوضح بولس أن الأطباء في مستشفى «كابلان» أبلغوا المحكمة العسكرية أنه لا يجوز نقل العيساوي إلى المحكمة بسبب خطورة وضعه الصحي.
وقرّرت المحكمة في نهاية جلسة المذاكرة التي عقدت، أمس، تعيين ثلاثة مواعيد لجلسات مقبلة، دون حضور محامي نادي الأسير جواد بولس وموكله.
في خضم ذلك، أعلن العيساوي وقف أخذ المدعمات «كخطوة تصعيدية لمواجهة سلطات السجن»، لافتاً إلى أنه يكتفي منذ عدة أيام بشرب الماء فقط، «من أجل نقل رسالة الأسرى ومعاناتهم مع وصول أوباما إلى المنطقة».