في استمرار للهجة التصعيدية الصادرة من بيونغيانغ، هددت القيادة العسكرية العليا في كوريا الشمالية أمس بضرب القواعد الأميركية في اليابان وغوام (جزيرة في المحيط الهادئ تابعة للولايات المتحدة)، ردا على الطلعات التدريبية التي تقوم بها قاذفات «بي 52» الأميركية فوق كوريا الجنوبية ضمن المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة وسيؤول.
وقال ناطق باسم القائد الأعلى للجيش الكوري الشمالي في بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس: «لا يمكننا السكوت عن قيام الولايات المتحدة بتدريبات على شن ضربات نووية تستهدفنا وان تروج لها على أنها تحذير جدي». وأضاف الناطق باسم الجيش الكوري الشمالي: «يجب ألا تنسى الولايات المتحدة أن قاعدة اندرسون الجوية في غوام التي تقلع منها القاذفات بي-52 وكذلك القواعد البحرية في الجزيرة الرئيسية باليابان وفي اوكيناوا كلها في مرمى ضرباتنا»، موضحاً أنه «إذا كان العدو يهددنا بالأسلحة النووية فسنرد بهجمات نووية أقوى»، على حد وصفه.
حالة تأهب
في هذه الأثناء، وضعت بيونغيانغ الجيش والسكان في حالة تأهب. وأعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن الإنذار أعلن عبر الإذاعة الكورية الشمالية، فيما قال مسؤول آخر في الحكومة في سيؤول: «نعتقد أن الامر يتعلق بمناورات عسكرية جوية يشارك فيها عشرة آلاف جندي كوري جنوبي و3500 أميركي، وتعتبر كوريا الشمالية انها اختبار شامل لإمكانية اجتياحها».
نشر وتنديد
في المقابل، وفي مواجهة هذا التهديد، أعلنت واشنطن تعزيز دفاعها المضاد للصواريخ من خلال نشر 14 صاروخاً اعتراضيا إضافيا على الساحل الغربي لكوريا الجنوبية، في حين نددت اليابان بشدة بـ«التحركات الاستفزازية لكوريا الشمالية»، مؤكدة في الوقت نفسه التزامها بالاستراتيجية التي تم تحديدها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «بغض النظر عن التعليقات الأخيرة الصادرة عن كوريا الشمالية».
هجمات إلكترونية
من جهة أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية أنها رصدت جهاز كمبيوتر عنوانه في الصين كمصدر للهجمات التي استهدفت أول من أمس الشبكات المعلوماتية لعدة شبكات تلفزيون ومصارف في كوريا الجنوبية. ويعتقد أن كوريا الشمالية تقف وراء هجومين معلوماتيين كبيرين في 2009 و2011 استهدفا وكالة حكومية كورية جنوبية ومؤسسات مالية أديا إلى التعطل المفاجئ لشبكاتها، لكن مراقبين قالوا ان «كوريا الشمالية، ولأسباب جيوسياسية، تستخدم عنوان بروتوكول أنترنت آي بي في الصين لشن مثل هذه الهجمات».
نفي صيني
نفى ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي مسؤولية بكين عن الهجوم الإلكتروني الذي استهدف أول من أمس شبكات معلوماتية لعدة شبكات تلفزيون ومصارف في كوريا الجنوبية.
وقــال هـــونـغ لـــي: «اكـدنا مـــرات عدة أن القـرصــنة مشكـلة عالمـية باستخدام عنـاوين دول أخرى يهاجم القراصنة الشبـكات الوطنية. إنهـا ممارسـة شـائعة».