تطاول الداعية الإسلامي المصري، المحسوب دائماً على تيار الإخوان المسلمين، على الرغم من تبرئهم منه وإعلانهم رسمياً أنه ليس عضواً في الجماعة، صفوت حجازي، على دولة الإمارات، في تصريحات أدلى بها في أثناء زيارته قطاع غزة، ما أثار حفيظة كثيرين، راحوا يتبرأون منه واحداً تلو الآخر، لتعلن مصادر رسمية في مصر عن اعتزازها بالعلاقات الثنائية التي تجمعها والإمارات، وقالت إن مثل تلك التصريحات لا تعبر عن توجه الدولة بشكل عام.
وأكدت مصادر مسؤولة في رئاسة الجمهورية لـ «البيان» أن الموقف، الصادر أخيراً من الداعية صفوت حجازي، لا يعبر مطلقاً عن التوجه المصري إزاء دولة الإمارات العربية الشقيقة، وأنها تصريحات تخص صاحبها. وذكرت أن الرئاسة لم تصدر أي بيانات تخص العلاقة مع الإمارات بأي حال، وأن المواقف التي صدرت من المؤسسات الرسمية تؤكد على أن تلك العلاقات تاريخية، من مصلحة الطرفين استمرارها لدعم التعاون العربي.
وأكد نائب الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار نزيه النجاري، في تصريحات لـ «البيان» أنه لم تصدر أي مواقف أو تصريحات سلبية رسمية من مصر ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وشدد على أن المواقف الرسمية تصدر فقط عن المسؤولين الرسميين، دون غيرهم، وأضاف أن «وزارة الخارجية المصرية تسعى إلى علاقات ثنائية متوازنة، بينها وبين كل الدول العربية، وتحرص على أن تظل العلاقة وطيدة مع الجانب الإماراتي». وقال النجاري «هناك في بعض الأحيان أمور بعينها، أو مشكلات عابرة بين الدول العربية، تتم معالجتها حفاظاً على العلاقات الإيجابية بين الدول العربية وبعضها».
رأي شخصي
وقال الأمين العام للمجلس القومي لحقوق الإنسان مساعد وزير الخارجية السابق، السفير عبدالله الأشعل، «إن تصريحات حجازي لا تعبّر بأي حال عن موقف مصر، وحجازي، باعتباره عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان، لا يعبّر عن رأي المجلس أيضاً، بل عن رأيه الخاص، ويتحمّل مسؤوليته وعقباته»، وأضاف، هناك عزم مصري ورغبة مصرية دائمة لاستمرار العلاقات بينها وبين نظيرتها الإمارات العربية المتحدة، انتصاراً للعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، مهما حدث من تطورات في ملفات وقضايا مختلفة، «إلا أن العلاقات العربية تنتصر في الأخير». وقال الأشعل «ما أصدره حجازي من تصريحات ضد دولة الإمارات الشقيقة ما هو إلا رأي شخصي له، لا يحل أي مشكلة عالقة بين الدولتين»، وأكد على «أن المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يتطلّع لأن يلعب دوراً بالتعاون مع الحكومتين المصرية والإماراتية لحل مختلف الأزمات بين البلدين».
تصريحات فارغة
ويرى مؤسس جماعة «صحفيون بلا حدود»، محمود نفادي، أن تصريحات حجازي لا يجب الالتفات إليها، فهو مشهور بمثل تلك التصريحات «الفارغة»، فله جملة من التصريحات الغريبة غير المسؤولة التي لا يقدر عواقبها. وأضاف نفادي «الإمارات دولة كبيرة، ويا ليتنا في مصر، الآن، نصل إلى ما وصلت إليه الإمارات من نجاح على كل الأصعدة»، مؤكداً على أن مصر تراجعت إلى الوراء آلاف الخطوات في ظل عهد جماعة الإخوان المسلمين. وقال «حجازي رجل سفيه، وهو أهل للعيب!، يحاول من خلال الإسلاميين اختراق دول عربية وتحقيق حلم الخلافة الإسلامية».
دبلوماسية
استذكر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، صفحة من صفحات تاريخ الدبلوماسية المصرية، وقال «لما تعرض الرئيس السابق، حسني مبارك، لمحاولة الاغتيال في أديس أبابا، حاولت الولايات المتحدة الأميركية أن تلجأ إلى مجلس الأمن لحل القضية، وإسقاط من سمتهم الإرهابيين في افريقيا والذين كادوا أن يغتالوا مبارك، إلا أن مصر رفضت ذلك، ورفضت المساس بأمن أي دولة افريقية، وهي طبيعة السياسة الخارجية المصرية التي تنتصر دائماً لأمن دول الجوار، وتسعى إلى المحافظة على العلاقات بينها وبين كل تلك الدول بشكل عام».