كشفت مصادر سياسية عن اتفاق بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونائبه صالح المطلك على انهاء مقاطعة وزراء العراقية بداية من اليوم الأحد مجلس الوزراء مقابل إصدار قرار توليه وزارة الدفاع بالوكالة ومناقشة اجتماع مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل مطالب متظاهري الأنبار،فيما تجاهل الصدريون مهلة الحكومة التي تنتهي اليوم وأعلنوا تمسكهم بالمقاطعة ، فيما أعلن معتصمو الانبار تنظيم وقفة احتجاجية اليوم للمطالبة برحيل المالكي.
وأكدت المصادر أن الحوار الذي جمع المالكي في منزله في بغداد قادة في« العراقية» يتقدمهم رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك و رئيس الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل جمال الكربولي) خلص إلى «اتفاقات تقضي بعودة وزيري الحركتين إلى عملهما في وزارتيهما اليوم الاحد وهما أحمد الكربولي وزير الصناعة والمعادن من جبهة الحوار ووزير التربية محمد تميم من الحل وكذلك التحاق نائب رئيس الوزراء صالح المطلك باجتماع الحكومة الأسبوعي الثلاثاء المقبل» .
شروط المطلك
ورد المطلك أنه من أجل تطبيق هذا الاتفاق يجب تنفيذ ثلاثة شروط هي: «تخصيص اجتماع الحكومة المقبل لطرح مطالب المحتجين ومناقشتها واتخاذ قرارات ايجابية بصددها.. عدم العدول حاليا عن قرار تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى الشمالية والانبار الغربية.. تنفيذ اتفاق توزيع الوزارات».
وحسب نفس المصادر فإن «المالكي اكد التزامه بهذه الشروط وتنفيذها وأوضح انه سيصدر خلال الـ 48 ساعة المقبلة الأمر الديواني بتولي المطلك وزارة الدفاع بالوكالة وترشيح أحد شخصيات جبهته لتولي وزارة الزراعة خلفًا لوزيرها المستقيل تضامنًا مع المحتجين عز الدين الدولة». كما سيتم منح حركة الحل حقيبة المالية التي كان يتولاها الوزير المستقيل رافع العيساوي .
مهلة للتيار الصدري
وفي السياق نفسه، أمهل المالكي وزراء التيار الصدري الستة الذين علقوا مشاركتهم في اجتماعات حكومته حتى اليوم الأحد لبيان موقفهم من حضور جلستها الاسبوعية الثلاثاء المقبل.
وقال المستشار الإعلامي للمالكي علي الموسوي في تصريح صحافي إن هؤلاء الوزراء لن يعاملوا معاملة متميزة تختلف عن سواهم من الوزراء المقاطعين في إشارة إلى وزراء العراقية الذين منحهم المالكي إجازات إجبارية لمنعهم من التواصل مع وزاراتهم.
وبغياب وزراء العراقية والأكراد والتيار الصدري تكون الحكومة قد فقدت نصابها القانوني لعقد اجتماعاتها، حيث يقاطعها الآن 18 وزيرًا من مجموع 28 وزيرًا تتشكل منها، إضافة إلى نائبي رئيسها المالكي وهما الكردي نوري شاويس والقيادي في العراقية صالح المطلك لذلك سعى المالكي الى إعادة الوزيرين كربولي وتميم لتحقيق النصاب المطلوب واستمرار اجتماعات حكومته ريثما يتم الانتهاء من اشغال الوزارت الشاغرة حاليا.
استمرار المقاطعة
إلى ذلك، أعلن التيار الصدري استمرار تعليق وزراء كتلة الأحرار حضور جلسات مجلس الوزراء.وعدم مبالته بمهلة الحكومة التي تنتهي اليوم.
وقال الناطق باسم التيارالصدري صلاح العبيدي، في مؤتمر صحفي بمعية وزراء كتلة الأحرار، الذين اجتمعوا في النجف، للتشاور في قرارهم تعليق حضورهم اجتماعات مجلس الوزراء، إن «قرار تعليق وزراء كتلة الأحرار لعملهم في مجلس الوزراء مستمر، لأننا نشعر بوجود تهميش وتدليس للحقائق في داخله، لكن المشاورات مستمرة»، مشددا على أن «انسحاب نواب كتلة الأحرار من مجلس النواب أمر غير وارد مطلقا».
وأضاف أن «قرار التعليق مازال مستمرا لوزراء كتلة الأحرار ولن نرضخ لمهلة الحكومة» ، مشددا على أن قرار تعليق العمل في مجلس الوزراء له أسبابه المشروعة، ومنها عدم وجود نظام داخلي واضح لعمل المجلس يحدد عمله والصلاحيات الممنوحة للوزراء .
وتابع العبيدي «كما أن هنالك أسبابا أخرى منها التهميش الواضح للوزراء والفوضى في قرارات المجلس وعدم وجود الشفافية، إضافة إلى أن قضية تأجيل الانتخابات في نينوى والأنبار سبب تشاطرنا فيه العديد من المكونات السياسية والشعبية، ومنها كتلة المواطن في التحالف الوطني»، نافيا وجود قرار للانسحاب من التحالف الوطني.
وأوضح أن «التيار الصدري لا يعمل على شق الصف الشيعي مطلقا، وهو ملتزم بالأيديولوجية الخاصة بالمرجعية الدينية وما يصدر عن سماحة السيد السيستاني تحديدا في العمل على وحدة الصف الوطني واحترام جميع الطوائف والعمل معها على بناء عراق موحد»
وقفة جماهيرية
وينظم معتصمو الأنبار اليوم الأحد وقفة احتجاجية في ساحتي اعتصام الفلوجة والرمادي للتنديد بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي واجراءاتها التعسفية ضد الشعب العراقي.
وقال عضو اللجان التنسيقية محمد الدليمي: إن «هذه الوقفة ستكون شاملة لجميع المحافظات العراقية التي تشهد تظاهرات واعتصامات منذ ثلاثة اشهر، وسيحضرها ممثلون من محافظات الجنوب والشمال»، داعيا أبناء الشعب العراقي الى الوقوف صفا واحدا لإسقاط الحكومة الحالية والإتيان بحكومة بديلة عنها تخدم الشعب.
قلق أميركي
أبدى رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي والسفير الأميركي في العراق روبرت بيكروفت، قلقهما جراء تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والأنبار و«تغييب» حق المواطن في الاقتراع الذي كفله الدستور، فيما اعتبر النجيفي أن تأجيل الانتخابات في المحافظتين لا يستند إلى مرتكز قانوني صحيح.
وقال النجيفي بيان صدر عن مكتبه، أن السفير الأميركي أبدى قلقه جراء تأجيل الانتخابات في محافظتي نينوى والأنبار، مشيراً إلى أن «إعلان الحكومة تأجيل انتخابات مجالس المحافظات لا يستند إلى مرتكز قانوني صحيح».
وأضاف أن الانتخابات هي من المبادئ الأساسية لبناء الديمقراطية والعملية السياسية السليمة. (البيان)