مع الثورة المتطورة بشكل غير مسبوق في التكنولوجيا ذات العلاقة بكل الأصعدة، وبينها شبكات التواصل الاجتماعي على أنواعها، باتت الأخبار ملكاً للجميع، ومتاحة للكل، وبات السباق نحو الحصول على سبق إخباري همّ العاملين في هذا المجال.
لكن البعض استغل هذه الوسائل لترويج رسائل لا يمكن وصفها بالرسائل الخبرية، ولا ترتقي إلا لمستوى الشائعة لا أكثر، ولأن الغالبية تتلقى فقط وتعيد النشر، كان من واجب المسؤولين في الوسائل الإعلامية والمؤسسات الحقيقية التأكد من تلك الأخبار وإعادة نشر الصحيح منها، فالخبر لا يعد خبرا إلا إذا أتى من مصدره الرسمي الحقيقي، أو كان له مرجع ثابت.
لا يكترث مروجو الشائعات بالموضوعية الخبرية، بل بتلميع أسمائهم على أنهم أصحاب السبق في الكثير من القضايا، فيذيلون أخبارهم باسم أحد المصادر المعروفة، مثل " برق الإمارات، صحيفة البيان، وكالة أنباء الإمارات" أو غيرها الكثير، في حين لا تعرف تلك المؤسسات عن الخبر شيئا، ولم تقم ببثه من الأساس.
قبل أيام وصلني كما وصل الكثيرين خبر مفاده "الثلج المستخدم في مطاعم الوجبات السريعة أقذر من الماء المستخدم في الحمامات"، وتم تذييل الخبر باسم إحدى المؤسسات الإخبارية الموثوقة ونشره عبر "تويتر" وأجهزة "بلاك بيري" والرسائل النصية وغيرها الكثير، ورغم أن الخبر يدعو بالفعل للاشمئزاز، كان لابد من التوقف عند حقيقة المعلومة مهما بدا شكلها مبالغاً فيه.
آسيا عبدالوهاب رئيس قسم الدراسات والتخطيط الغذائي في إدارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي، أكدت أن كل المطاعم في الإمارة، سواء كانت مطاعم الأغذية السريعة أو غيرها، يشترط أن يكون لديها ماكينة خاصة لتصنيع الثلج النقي، أو أن تستورده من إحدى المؤسسات المعتمدة في الإمارة كمصانع الثلج مثلا، وتقوم البلدية بدورها بالإشراف على هذه الأجهزة المصنعة للثلج، وعلى المياه المستخدمة فيها، وعلى الثلج المنقول من المصانع إلى أي مطعم كان، مشيرة إلى أن التلاعب غير وارد في ظل الرقابة الشديدة التي تتبعها البلدية تجاه كل التجهيزات والأدوات المستخدمة في المطاعم والأطعمة ومكوناتها، ومن بينها الماء والثلج .
وقالت: " الثلج تحديداً لا يمكن التلاعب به، ويمكن لأي شخص بالعين المجردة اكتشاف ما إذا كان ملوثاً أم صالحاً للاستخدام، فهو من الماء الشفاف، ولو تعرض لأي نوع من التلوث لظهر على الفور في قطعة الثلج عند تجمدها"، مستنكرة ما يتداوله الناس من أخبار لا تؤدي في النهاية إلا إلى إيذاء مشاعر الآخرين، وإيذاء أصحاب المطاعم أيضا.
إذن، تمتعوا بمشروباتكم دون عناء النظر كثيراً إلى قطع الثلج، أو الاضطرار إلى شربها ساخنة بلا قطعة ثلج تنعشها، والأهم أن ترجعوا للمصادر الرئيسة للأخبار، وما أكثرها وأسهل الوصول إليها في أيامنا هذه.