وصلت، أمس، إلى لندن الفتاة الناشطة في مجال الدفاع عن تعليم البنات في باكستان، ملالا يوسف زاي، على متن طائرة طبية، وفرتها دولة الإمارات، وقالت ناطقة باسم الحكومة البريطانية، أمس، إن ملالا ستتلقى العلاج في وحدة متخصصة في الرضوض في مستشفى في مدينة برمنغهام، حتى تتعافى من الإصابات التي لحقت بها، نتيجة تعرضها لإطلاق نار من مسلحي حركة طالبان، وإن الحكومة الباكستانية تتحمل تكاليف النقل والرعاية الطبية والإقامة والمعيشة لها ولمرافقيها.
وأشاد وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس، بالفتاة الباكستانية، واعتبر الشجاعة التي أظهرتها مثالاً للجميع، وقال ان «الهجوم الهمجي على ملالا وزميلاتها في المدرسة صدم باكستان والعالم، والشجاعة التي أظهرتها في الدفاع عن حق جميع الفتيات بالتعليم في باكستان يجب أن تكون مثالاً لنا جميعاً»، وأضاف ان «الاشمئزاز العام وإدانة الاعتداء الجبان على ملالا يُظهران أن شعب باكستان لن يرضخ لتهديدات الإرهابيين، وتقف المملكة المتحدة مع بلدها في حربه ضد الإرهاب».
وكانت الطائرة الطبية التي وفرتها الإمارات العربية المتحدة انطلقت من مطار إسلام اباد بعد فجر أمس، وقالت السلطات الباكستانية إن أخصائيا في العناية المركزة رافق ملالا التي كانت قد نقلت في البداية من سوات، حيث تعرضت لإطلاق النار، إلى مستشفى في بيشاور (شمال غرب)، ثم إلى مستشفى عسكري متطور في روالبندي.
حيث قطع عنها الأطباء، أول من أمس، جهاز التنفس فترة تجريبية قصيرة «ناجحة». واتفقت هيئة من أطباء باكستانيين وخبراء دوليين على أن ملالا في حاجة إلى «رعاية طويلة للتعافي التام من الآثار الجسدية والنفسية للهجوم الذي تعرضت له»، وأفيد بأن الناشطة الباكستانية تحتاج إلى عملية ترميم أو استبدال عظام الجمجمة التي تهشمت في الهجوم، وستحتاج «فترة طويلة من التأهيل، بما في ذلك إعادة تأهيل عصبي مكثف».