تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تنطلق اليوم فعاليات الملتقى الدولي التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية، في جميرا كريك سايد بدبي، تحت شعار "عشر سنوات من استقطاب الممارسات"، بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي، واللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى.
ومديري الإدارات العامة وكبار الضباط في شرطة دبي، ووفود الدول المشاركة، والإعلاميين، حيث بدأت أمس ورش العمل التحضيرية قبل الانطلاق الرسمي للملتقى اليوم، تضمن عرضاً لبعض التجارب الأمنية العالمية ومحاضرات في العلم الجنائي، والطب الشرعي وكشف الجريمة وغيرها من الأبحاث الشرطية.
ورحب معالي الفريق ضاحي خلفان تميم بالمشاركين في أعمال الملتقى التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية الذي تنظمه الإدارة العامة للجودة الشاملة في شرطة دبي، وخص بالذكر الإخوة والأصدقاء المشاركين لأول مرة في فعاليات هذا الملتقى.
كما رحب بالإخوة ممثلي مديريات الشرطة في الدولة، معرباً عن سعادته الغامرة بوجود هذه النخبة من رجال الأمن الذين وهبوا جل وقتهم وحياتهم لخدمة قيم العدل والإنصاف، وحماية الحقوق والحريات، وتهيئة البيئة المناسبة للتطور الاقتصادي والاجتماعي.
مدينة عالمية
وقال معاليه: "إن مدينة دبي، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حرصت على أن تكون مدينة عالمية تسعى إلى الرقم واحد في شتى مجالات الحياة، وفي إطار من التنافسية المشروعة والتواصل المنتظم مع المدن الفاعلة في العالم، ونحن في شرطة دبي نتطلع إلى أن نكون دائرة فاعلة لتلبية مقتضيات هذا التوجه انطلاقا من تخصصنا الأمني.
وكذلك تحقيق رؤيتنا في أن نكون أحد أجهزة الشرطة الرائدة في العالم، فعلى مدى عقد من الزمان أصبح هذا الملتقى مناسبة دورية تلتقي فيه العقول الأمنية المتخصصة، وتلتقي فيه التطبيقات الشرطية المتميزة التي تسهم في زيادة المهارات والخبرات المختلفة، لا سيما إذا كانت هذه التطبيقات ناتجة عن ممارسات أمنية لأجهزة شرطية هي بلا شك من أفضل الأجهزة الشرطية في العالم.
وأوضح معالي القائد العام لشرطة دبي أن العالم، ومع التقدم التقني والإلكتروني والتطور في مجال الاتصالات والفضاء المفتوح، اتجه نحو المزيد من الانفتاح عاماً بعد عام حتى بات قرية صغيرة يلتقي فيها كل شيء بكل شيء وينتقل من كل مكان إلى كل مكان، بدءاً من البشر والسلع، ومرورا بالثقافات والعادات، وانتهاء بالجريمة المنظمة، مما يزيد من الأعباء الأمنية على كاهل الأجهزة الشرطية في أي بقعة من العالم، الأمر الذي يفرض علينا.
وبشكل ملح، أن نلتزم بالعمل المشترك لإيجاد البدائل والحلول المناسبة التي تسهم في دعم وتطوير الجهود الأمنية في دوائرنا الشرطية، ونحن في شرطة دبي قد تمكنا خلال سنوات طوال من ترسيخ ثقافة التبادل المعرفي وتبادل الأفكار، والمشاركة مع الآخر لنحقق سويا رؤانا وأهدافنا المشتركة.
ولا نجد غضاضة في أن نعمم تجاربنا ونستفيد من تجارب الآخرين، كما أننا نؤمن بأن النجاح مقرون بالمشاركة والجهد الجماعي، فمع هذا الفضاء المفتوح لن يستطيع أي جهاز شرطي في العالم أن يدعي بعد الآن أنه قادر على أداء مهامه بمفرده على الوجه الأكمل بعيدا عن التعاون الدولي الثنائي والجماعي مع الأجهزة الأخرى..
فمن أجل قيم العدل والإنصاف ومن أجل حماية الحقوق والحريات، ومن أجل ترسيخ القيم الإنسانية السامية، ومن أجل الوقوف في وجه العابثين بأمن العالم، دعونا نلزم أنفسنا بأن نكون أكثر تعاوناً، وأكثر اتصالاً، وأكثر تعلماً.
254 تجربة
وقال اللواء المزينة، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، إن الملتقى التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية الذي تنظمه الإدارة العامة للجودة الشاملة، يؤرخ مرور عشر سنوات على انطلاقته الأولى عام 2003.
ويسطر تطوره عاماً بعد عام حتى أصبح ملتقى عالمياً يواكب البعد العالمي لشرطة دبي التي لم تتفرد في تنظيم الملتقى وحسب، بل في تقديم تجارب نموذجية تتناول القضايا الكبيرة التي تعاملت معها خلال مسيرتها الأمنية واستطاعت كشف غموضها وضبط مرتكبيها بحرفية فائقة شهد لها العالم، وفي كل عام تضيف شرطة دبي جديداً ضمن سعيها لتحقيق أهداف الملتقى وتجديد ثقافة تبادل المعرفة وتشجيع الحوار والنقاش ضمن بيئة عمل تنافسية بين الأجهزة والمؤسسات الشرطية، وإبراز وتكريم أفضل الممارسات والتطبيقات المتميزة.
تجارب مشاركة
من جانبه قال اللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي، مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي، إن الملتقى أصبح من أبرز الملتقيات العالمية المتخصصة في استقطاب التطبيقات الشرطية المتميزة، وهذا ما يجسده شعار الملتقى "عشر سنوات من استقطاب الممارسات" وما راكمه عبر مسيرته من تطبيقات وتجارب وورش عمل ساهمت نوعياً في تعزيز التعاون وتبادل المعارف وإيجاد قاعدة بيانات تساعد على امتلاك البنية المعرفية العميقة للأجهزة الأمنية على المستوى الإقليمي.
وأوضح اللواء عبد القدوس أن الملتقى هذا العام يشمل مجموعة متنوعة من الورش والتجارب المحلية والدولية.. تشارك وزارة الداخلية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، بتجربة ضمن محور التقنيات الحديثة، حول فكرة مطوّرة لمستودع أسلحة وذخيرة متحرك، يقدمها المساعد أول خميس محمد علي.
في حين تشارك شرطة دبي ضمن المحور المروري بتجربة حول تقليل عدد الوفيات الناتجة عن عبور المشاة للطريق من الأماكن غير المخصصة لعبورهم (باستخدام منهجية سيجما السداسية)، يعرضها المقدم جمال البناي، بينما يعرض تجربة شرطة دبي مع كاميرات المراقبة العميد عمر الشامسي ضمن محور تأمين الفعاليات والحماية، وفي محور الأدلة الجنائية يقدم كل من العقيد خالد السميطي، والدكتور فؤاد تربح، تجربة بخصوص الكشف عن مُركبّات القنبيات المصنعة في عينات التعاطي - الشق العلمي والقانوني، بينما يقدم العقيد الدكتور محمد عبد الله المر تجربة شرطة دبي في معالجة التوقفات العمالية.
المكتب الاتحادي
أما المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية فيقدم في هذا الملتقى مجموعة متنوعة من التجارب، يستهلها بيتر سيهر بتجربة عنوانها "تحديات جمع المعلومات وتحليل البيانات الضخمة" يؤكد من خلالها أن تحديات اليوم لا تقتصر على التحديات التقنية فحسب، ولكن تشمل جوانب مختلفة من متطلبات إنفاذ القانون.
كمجال البحث والتطوير والتعليم والتدريب، فضلا عن تبادل المعلومات، ليس على المستوى الوطني فقط ، ولكن أيضا على المستوى الدولي. وبالنسبة للجانب التقني، فبطبيعة الحال، توجد العديد من الطرق التي تساعد سلطات إنفاذ القانون على مواكبة التطور السريع لتكنولوجيا المعلومات وبالتالي إلى تحسين عمليات التحقيق، مشيراً إلى أنه من أمثلة النهج التي اتخذها المكتب الاتحادي الألماني للشرطة الجنائية (BKA): التحليل الذكي للمستندات، معرفة اللغات الأجنبية، ومعرفة بالهيئات والعلاقات وكذلك معرفة بالمسمى العالمي.
المملكة المتحدة
تميزت مشاركة المملكة المتحدة في هذا الملتقى بتنوع الجهات المشاركة، وتباين تجاربها، فشرطة المواصلات البريطانية تشارك بعدة تجارب، يبدأها آندرو تروتر، رئيس شرطة النقل البريطانية ورئيس رابطة مجموعة ضباط الشرطة الاستشارية لوسائل الاتصال، بتجربة عن ظاهرة الإرهاب، يستعرض خلالها التهديدات الإرهابية الحالية والتدابير الوقائية التي أدخلت في جهاز الشرطة البريطانية عقب هجمات 7/7 في لندن.
كما ويشارك آندرو تروتر بتجربة حول أمن محطة المترو، يستعرض فيها نجاح شرطة النقل البريطانية في الحد من الجريمة، وزيادة معدلات الكشف، والحد من تعطل شبكة السكك الحديدية، وإشراك أصحاب المصلحة في ذلك.
شرطة لندن متروبوليتان تشارك في الملتقى عبر جون هولاندز الذي يقدم تجربة بعنوان" التحقيق الجنائي في حركة المرور" يتحدث فيها عن كيفية تطوير قيادة شرطة لندن لنظام عمل يجمع بين شرطة المرور المرتدية لزي الشرطة ورجال المباحث للوقاية الشرطية الفعالة للمرور من الجرائم ذات الصلة، وسيستعرض النقاط التالية: الهيكل والمواقع الجغرافية للفريق.
والجرائم التي حقق فيها فريق حوادث المرورية القاتلة، واختصاص وقدرة فريق الجريمة الذي يشمل فيلم فيديو قصير لحوادث مرورية وشرح للمشاكل المتزايدة في المملكة المتحدة والتي يشار إليها (بالتسبب بحادث مروري للاستيلاء على النقود).
ودراسة حالة للتحقيقات التي تجرى لعرض الصلات التي تجمع بين رجال الشرطة ورجال المباحث المؤدية إلى إدانة الأشخاص المسؤولين عن القتل غير العمد، والتكنولوجيا المستخدمة في موقع الحادثة ومن ثم إعادة بناء الواقعة، مع أمثلة عن كيفية استخدام هذه الطرق في تطبيقات تخص الجريمة وحركة المرور على حد سواء، في حين يقدم ديفيد مانلي من شرطة مدينة لندن، تجربة عن فريق العمل الافتراضي في الجرائم الالكترونية.
جهاز التفتيش الرقابي لملكة بريطانيا يمثله في هذا الملتقى، مارك باول يقدم تجربة بعنوان "التفتيش في المصلحة العامة" يبين فيها النهج الحالي والمستقبلي لتفتيش جهاز الشرطة في أنحاء المملكة المتحدة.
وذلك في إطار سياسة الحكومة بشأن تفتيش أوسع للخدمة العامة، كما ويقدم وصفا لدور وظيفة من وظائف الهيكل التنظيمي للشرطة في انجلترا وويلز: هيئة صاحبة الجلالة للتفتيش الشرطي (HMIC). ويسلط الضوء على بعض الأمثلة من أنشطة التفتيش التي أجريت مؤخرا والنتائج التي حققوها، جنبا إلى جنب مع الملاحظات العملية وبوصف بالدروس المستفادة.
كلية الشرطة تشارك بتجربة حول التواصل الاجتماعي يقدمها نيك كين، يعرض خلالها إشراك المجتمع في المملكة المتحدة بهذا التواصل، خصوصاً (الفيس بوك وتويتر) حيث حصلت أحقيات الشرطة على أكثر من مليون متابع، كما تعرض التجربة دور وسائل الاعلام في بناء ثقة المجتمع بالشرطة بالإضافة إلى بعض التحديات ذات العلاقة بالموضوع.
تحليل سوات (SWAT)
الرابطة الخاصة للشرطة الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية ستقدم تجربة حول تحليل سوات في مجال إنفاذ القانون يقدمها جون غانجي يتحدث فيها عن تنسيق عمليات الاستجابة المشتركة بين الفرق التكتيكية في ردع وإحباط هجمات إرهابية من خلال وضع معايير لفرق SWAT.
شرطة سنغافورة تشارك بتجربة عن التدريب الشرطي، يقدمها لوي تشاي منغ، في حين تشارك الشرطة الفيدرالية الاسترالية بتجربة عن عمليات الجرائم التكنولوجية، يعرضها غلين مكوين، كما وتشارك بتجربة عن الجرائم الخطيرة والمنظمة يقدمها مات ريبون، كبير المحققين، أما شرطة جزيرة كايمن فيمثلها الدكتور ديفد بينز ويعرض تجربتها حول جرائم الأسلحة والعصابات في منطقة الكاريبي.
بدأ اليوم الأول من الملتقى الدولي التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية، فعالياته بعدة ورش عمل، بدأت بالمركز الطبي في جامعة فرايبورغ، معهد الطب الشرعي، في ألمانيا، بورشة حول تحليل الدم والبول للكشف عن الكانابينويد الاصطناعي عن طريق (LC-MS/MS) استناداً إلى رصد السوق وتقييمه المستمر لأنماط التمثيل الغذائي، قدمها الدكتور فولكر أوارتر.
موضحاً أنه تم تحليل مقترن لعينات من الدم والبول لمستخدمي الكانابينويد الاصطناعي للكشف عن أصل المركبات ونواتج أيض محددة. وقد تم تحديد أصل المركبات بعد عزلها عن المواد المخدرة باستخدام تقنيات التحليل الطيفي المختلفة والتحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي النووي. وتم دمج مركبات جديدة باستمرار لرصد رد الفعل المتعدد.
وهي طريقة لتحليل الدم باستخدام مطياف الكتلة الترادفي جنبا إلى جنب مع كروماتوجرافيا بالسائل عالي الأداء (LC-MS/MS). ويمكن أيضا تطبيقها بنجاح عن طريق استخدام عينات من سوائل الفم والشعر. وشهدت الورشة الثانية التي قدمها اندرو فوس من معهد هولندا للطب الشرعي محاضرة في العلم الجنائي بالمواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية المستخدمة في الهجمات الإرهابية وردود الفعل في هولندا، بين.
فيها أن معهد الطب الشرعي الهولندي بدأ في عام 2003 بتطوير التحقيقات الجنائية في الأعمال الإرهابية المرتكبة باستخدام المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وذلك كرد فعل من الحكومة الهولندية لتزايد خطر وقوع هجوم إرهابي قد يصدر عنه مواد كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.
وقدم ادوارد فان زالين من معهد هولندا للطب الشرعي، تجربة مكتب هايج (هولندا) للتحقيق في موقع الجريمة ( CSI)، موضحاً التحقيق في موقع الجريمة على أعتاب ثورة تكنولوجية. فعما قريب، سوف نصبح قادرين على الإحساس، والاستنشاق، والاستماع، والتذوق.
والفحص في واقع افتراضي لكل الأدلة الموجودة في مسرح الجريمة. هذا "التجميد" لمسرح الجريمة يوفر فرصا كبيرة لإعادة البناء أو اختبار الفرضيات وإفادات الشهود، لافتا إلى انه سيكون من المفيد جدا تعليم وتدريب باحثي الطب الشرعي لتجريب أساليب وتقنيات جديدة. التحويل الرقمي لمسرح الجريمة، المحاكاة الافتراضية لمسرح الجريمة، المساعدة في التعليم والتدريب.
من المملكة المتحدة شارك أنتوني دينتال من مركز الأفكار البريطاني ببرنامج الاقتراحات في جهاز الشرطة المعاصر، ضمن ورشة القى فيها نظرة عن كثب على كيفية الوصول إلى نظام اقتراحات يتناسب مع الخدمة الشرطية المعاصرة. وتناول العدديد من الجوانب منها تعريف ببرنامج الاقتراح؟ كيف يعود بالنفع على المنظمة؟كيف يعود بالنفع على الموظف؟ ماذا تفشل برامج الاقتراح؟ كيفية جعل برنامج الاقتراح ناجحا. كما ويشارك جون بينبرج بورشة حول إدارة الأداء الفعالة.
ومن الولايات المتحدة الأميركية قدم كيفن ملكاهي كلية بوستن ورشه مختصة في التخطيط بالسيناريو عرضت أساليب وطرق التخطيط بالسيناريو بحيث بكون هنالك عدة احتمالات للمستقبل الواحد ويضع عدة خطوط للوصول لكل من هذه الاحتمالات المستقبلية بدلا من التخطيط الاستراتيجي التقليدي والذي يتكلم عن مستقبل محدد وطريق واحدة تصل إليه.
مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في حفظ الأمن
أكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، على أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، في توطيد العلاقة بين المؤسسات الأمنية والمجتمع، وإيصال الرسائل الأمنية التي تهدف إلى بث الاستقرار والطمأنينة في أفراده.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في ورشة عمل التخطيط بالسيناريو (تطبيقات على التواصل الاجتماعي ) ضمن فعاليات اليوم الأول من الملتقى الدولي التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية المقامة في فندق جميرا كريك سايد بمنطقة القرهود، بحضور اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي، واللواء الدكتور عبد القدوس عبد الرزاق العبيدلي مدير الإدارة العامة للجودة الشاملة، وعدد من المشاركين من مختلف الإدارات العامة بالشرطة، بالإضافة إلى الجهات الشرطية الخارجية.
وأضاف معالي القائد العام لشرطة دبي، إن الشرطة كانت من أوائل المؤسسات الأمنية التي قامت بإدخال التكنولوجيا في صلب العمل الشرطي، بالإضافة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لقوة وصولها اليوم بين الناس، مما ستساهم في إرساء المفاهيم الثقافية الأمنية في المجتمعات.
ثم قام كيفين مالكاهي من كلية بوستن ومحاضر الورشة، بإلقاء الضوء على نشأة مواقع التواصل الاجتماعية، وكيف لاقت قبولا بين كافة فئات المجتمع، وأصبحت في الوقت ذاته تمثل تحديا للاستقرار الأمني وتطبيق النظام .
وأضاف مالكاهي، إن المؤسسات الشرطية العالمية، لجأت إلى استخدام هذه المواقع، لأنها تعد طريقة غير مكلفة لحفظ الأمن والنظام العام على حد تعبيره، وتساهم في إحداث تغيرات في قدرات حفظ الأمن والنظام العام، وفي أدوات حفظ الأمن، والقوانين المرتبطة بها، بالإضافة إلى الكفاءة، وطبيعة الخطر الذي يتعرض له رجل الأمن.
واعتبر محاضر الورشة، مواقع التواصل الاجتماعية بمثابة جهاز عصبي لكوكب الأرض، حيث يتم الكشف عن نبضات أنظمتنا الاجتماعية، حيث أشار استطلاع أجري على عدد من الدول ومنها (الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة المتحدة، وكندا، وألمانيا) بأن 75 % يؤيدون استخدام الشرطة للمزيد من القنوات الرقمية، بينما رأى 20 % قالوا إن أجهزتهم الشرطية تستخدم هذه التقنيات.
وقال مالكاهي، إن المشهد الكلي لمواقع التواصل الاجتماعية، والتي تتكون من المتكاملات ( Facebook - Twitter )، والنشر ) Wiki blogs- (والمشاركة ( YouTube- Instagram )، والشبكات، والتوطين، واللعب، والشراء.
وتطرق محاضر الورشة، إلى 11 من المؤثرات التي تؤثر في مستقبل استعمال الأجهزة الشرطية لمواقع التواصل الاجتماعي في مجال حفظ الأمن والنظام العام، أهمها فهم سلوك المجتمع، وإدارة العلاقات العامة.
والتحذيرات ونشر المعلومات، ومنع وقوع الجريمة، والوصول إلى المجتمعات المستهدفة، والتحقيق وحل الجريمة، والكشف عن النوايا الإجرامية أو الأفعال، وإدارة الطوارئ والأزمات، والحفاظ على سلامة رجال الأمن، والتجنيد والفحص الرقمي، والتأكد من السلوك السليم، مضيفا إن كل هذه الأبعاد يجب أن تدار عن طريق قوانين استراتيجية وسياسة متماسكة.
وشهدت الورشة، عرضاً لبعض الأمثلة المطبقة من قبل المؤسسات الشرطية العالمية في مجال التواصل الاجتماعي.
وتناولت ورشة عمل التخطيط بالسيناريو عبر تطبيقات على التواصل الاجتماعي، أهم التطبيقات الالكترونية التي تعتمدها أفضل الاجهزة الشرطية عالميا، وأكد المحاضر أن مواقع التواصل الاجتماعي أرخص وسيلة لحفظ الامن لأنها لا تحتاج إلى سيارات أو انتقال إلى موقع المبلغ، كما أنها تقدم خدمات على مدار الساعة إلا أنها تتطلب تطوير للمهارات وسرعة للتجاوب مع الاحداث بشكل اكبر.
شرطة دبي والـ FBI
قال كيفين مالكاهي من كلية بوستن خلال محاضرة له في ورشة العمل أمس إن شرطة دبي تأتي في المرتبة الثانية بعد FBI وأنها تستخدم تويتر وفيس بوك وبي بي ام ، كما أن لديها العديد من التطبيقات الاخرى مثل الالعاب الالكترونية وغيرها من التطبيقات الافتراضية التى تقدمها شرطة دبي.
ونوه كيفن إلى أن وسائل الاعلام الجديدة التي نهضت الآن تعد جهازا عصبيا جديدا يقوم بنشر نبض المجتمع والانظمة المجتمعية، لافتا إلى أنه أجري استطلاع رأي في كلية بوستن خلص إلى أن 75% من العينة يفضلون رؤية الشرطة على قنوات التواصل الاجتماعي، و20% اكدوا أن أجهزتهم تستخدمها بالفعل. و
حول أهم التحديات التي تواجه رجال الشرطة والاجهزة الامنية اكد أن أهمها الشائعات والمعلومات المضللة ، والاختراق والشكاوى الغير متعلقة بالاعمال الشرطية، منوها إلى أن زيادة عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يختلف بين دولة وأخرى حسب الامكانايات المتاحة لكل مستخدم.
وتطرق كيفن في الجلسة إلى دور مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير قدرات حفظ الأمن والنظام العام، فضلا عن دور برامج تحليل المعلومات الرقمية الناتجة عن مواقع التواصل الاجتماعي في ذلك، لافتا إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر ثورة وليست حالة تطور لذلك يجب الاستفادة منها في المجال الأمني.
مكافحة التصوير الإباحي
تستعرض الشرطة الوطنية الهولندية تجربة بعنوان "مكافحة التصوير الإباحي والسياحة الجنسية للأطفال"، يقدمها بيتر ريجيندرز، يتناول فيها السياسات التي تم تبنيها في هولندا بشأن مكافحة المواد الإباحية والسياحة الجنسية وصلتها بعمليات التحقيقات (في جميع أنحاء العالم)، في حين تشارك ألمانيا بزخم في هذا الملتقى، إذ تقدم سيلك إيلزر من وزارة العدل تجربة بعنوان " الرصد الإلكتروني كأداة لإعادة التأهيل ومنع الجريمة تتحدث فيها بشكل تفصيلي عن البرامج الفعلية في هيس بألمانيا.
والنهج الفيدرالي للرقابة الإلكترونية، مع التركيز على العمليات والنتائج.. كما وتقدم دانييلا ونكلر تجربة بعنوان "مفاهيم ناجحة لمكافحة جنوح الأحداث" تبحث فيها آليات تحقيق العدل في ألمانيا في مجال مكافحة جنوح الأحداث من خلال التعاون من الجهات الشرطية ذات الصلة.
تحالف ضد الشبكات الإجرامية
تحت عنوان "التحالف ضد الشبكات الإجرامية - التعاون مع القطاعات الخاصة في الشؤون الأمنية" تقدم مارتينا كيسو عرضاً يفضي إلى المهام الأساسية للمكتب الاتحادي الألماني للشرطة الجنائية، الاستراتيجية بحاجة للدوافع، العملية الاستراتيجية للتنمية، الكشف المبكر في مكتب الاتحادي الألماني للشرطة الجنائية، الأعمدة الأربعة، الشراكات الاستراتيجية - الوطنية والدولية، تطوير التعاون بين مكتب الاتحادي الألماني للشرطة الجنائية والقطاع الخاص، تعزيز الشبكات القائمة وإنشاء شبكات جديدة لمكافحة الشبكات الإجرامية، التعاون مع القطاعات الخاصة في القضايا الأمنية (حماية الاقتصاد)، الإطار القانوني.
مبادرة المشارك العالمي، إنجازات التعاون، حدود التعاون مع الشركات العالمية، أمثلة تطبيقية، آفاق التعاون بين الشرطة والقطاع الخاص. تجربة هيك برون "البحث الشرطي وتطبيق الممارسات - مثال على الجرائم المنظمة والجرائم الاقتصادية" تعرض أهمية البحث الشرطي من خلال تطبيق عملي لتجربة المكتب، كما تعرض جانباً من التركيز على العملاء والتعاون من الشبكات الدولية والوطنية، بالإضافة إلى عرض لنتائج بعض البحوث والمجالات المستقبلية المرتبطة في البحوث ذات الصلة.
العنف ضد الأطفال في تجربة هونغ كونغ
تشارك شرطة هونغ كونغ في هذا الملتقى بتجربة حول حقوق الطفل (الأحداث) والعنف ضد الأطفال، تقدمها يني تانج سوك تشون، تبين فيها أن قضية الاعتداء على الأطفال تعتبر من القضايا المعقدة اجتماعياً حيث تتطلب بذل جهود متضافرة لحماية الأطفال، مؤكدة أن محاكم هونغ كونغ وفرت منذ عام 1995، فرصة للأطفال لتقديم الأدلة حول جرائم العنف الجنسي عن طريق الفيديو وروابط التلفاز المباشرة للاستجواب.
والغرض من ذلك هو الحد من توتر الأطفال عند تقديمهم الأدلة. والآن، تقوم شرطة هونغ كونغ (HKP) بالعمل مع الإدارات الحكومية الأخرى للتحقيق المشترك في الاعتداء على الأطفال، وخصصت شرطة هونغ كونغ وحدة معينة لهذه القضية .
وهي وحدة سياسة حماية الطفل (CPPU)، لوضع استراتيجية لحماية الأطفال وإجراءات في التعامل مع إساءة معاملة الأطفال، موضحة أن الشرطة تتبنى شعار "نحن نرعاكم، نحن نستمع لكم، نحن في خدمتكم". وترعى الشرطة مصلحة الأطفال وتجعل التحقيق والشهادة أيسر وأسهل.
وذلك بالاستماع إلى محنة الطفل من خلال بروتوكولات تناسب طبيعته، وتخدمه من خلال تزويده "بخدمة المرة الواحدة"، وذلك لتسهيل الأمر على الطفل وتجنيبه المشقة وتطبق الشرطة استراتيجية حماية الأطفال التي تتكون من أربعة مجالات هي: إشراك المجتمع، وتعزيز الصفات الشخصية والمهنية، وتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية الجنائية ودعم وحدات خدمة المتعاملين، وأشارت إلى أن الهدف النهائي للشرطة من تطبيق هذه الاستراتيجية هو حماية المصالح العليا للأطفال الضحايا من الجرائم.
السلامة المرورية في التجربة التركية
تعرض الشرطة الوطنية التركية خلال فعاليات الملتقى الدولي التاسع لأفضل التطبيقات الشرطية، في جميرا كريك سايد بدبي، تحت شعار "عشر سنوات من استقطاب الممارسات"، بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، القائد العام لشرطة دبي.
واللواء خميس مطر المزينة، نائب القائد العام لشرطة دبي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى، تجربة بعنوان "أنشطة السلامة المرورية في تركيا عبر خطة عملية" يقدمها د. فاتح فورسافاس، يستعرض فيها الواقع المروري في تركيا، موضحاً أن حصيلة حوادث الطرق في عام 2011، بلغت في تركيا 468 131.
وعلى إثرها توفي 3821 شخصا وجرح 237021 شخصا، وتمت عملية متابعة لمدة ثلاثين يوماً، ارتفع العدد فيها إلى 8000، مما يعني 16،5 مليار من الخسائر الاجتماعية-الاقتصادية. وفي عام 2009، أصدر إعلان موسكو وذلك أعقاب المؤتمر الوزاري العالمي الأوّل المعني بالسلامة على الطرق الذي يهدف إلى تخفيض خسائر حوادث الطرق إلى 50 % وخصص العقد الزمني 2010-2020 لتنفيذ هذا الإعلان.
وبناء على ذلك، وضعت تركيا خطة عمل من أجل الوصول إلى أهداف إعلان موسكو التي تشمل استراتيجيات مبنية على أسس التكنولوجية الحديثة وتطوير النهج وكذلك مشروع "التوسعات الجديدة ومقترحات الأهداف والحلول للحركة المرورية". وبالفعل تم تنفيذ خطة العمل التي تهدف لتقليل نسبة الوفيات إلى 50% خلال 2010-2020.
لقطات
لافتات إرشادية
نشرت شرطة دبي بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي مجموعة من اللافتات الإرشادية للوصول إلى الملتقى حملت شعار الملتقى، وانتشرت اللافتات في الجهتين القادمين من الشارقة وأبوظبي لتسهيل الوصول إلى الملتقى الذي بدأ أعماله في السابعة والنصف صباح أمس.
القائد ونائبه
تناوب القائد العام لشرطة دبي معالي الفريق ضاحي خلفان تميم ونائبه اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي على كيفن مالكاهي من كلية بوستن بالولايات المتحدة الاميركية في محاضرته بسيل من الاستفسارات والاسئلة القانونية والتي أبدى المحاضر إعجابه بالاسئلة التي جاءت لتثبت أن شرطة دبي تطبق أفضل التطبيقات الشرطية العالمية وأهمها مواقع التواصل الاجتماعي.
تطبيقات التواصل
حرص الفريق ضاحي خلفان تميم على تسجيل كافة الاساليب الحديثة المطبقة في بعض أجهزة الشرطة في بريطانيا وكندا والتي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي اعتمادا كليا، كما حرص على مناقشة المحاضر في كافة التفاصيل التي عرضها في ورقته.
مركز 6 سيغما
من المقرر أن يعقد مؤتمر صحفي اليوم على هامش الملتقى للاعلان عن إنشاء مركز 6 سيغما للتحسين المستمر ( D.P.S.S )، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد العربي والإقليمي.. وذلك لدعم الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها القيادة العامة لشرطة دبي، عبر خطط ومؤشرات أداء واضحة يتم ربطها عموديا بأهدافها الاستراتجية.
كما سيشهد الملتقى توقيع خمس مذكرات تفاهم بين شرطة دبي، وكل من الشرطة الفيدرالية الاسترالية، شرطة المواصلات البريطانية، المنظمة الاسترالية للجودة (AQO)، جمعية ضباط الفرق المتخصصة NOTA ، معهد هارينجتون للتدريب SIX SIGMA.
خبراء
شهد الملتقى حضورا كثيفا لابرز وأهم الخبراء في المجالات الامنية والشرطية من بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة الاميركية والمانيا وتركيا واستراليا وسنغافورة.
على الرغم من تميز الملتقى بحسن التنظيم إلا أنه لم يتوفر ترجمة لورش العمل التي أقيمت في اليوم الاول للملتقى.