افتتح أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح المؤتمر الـ19 للاتحاد البرلماني العربي، بمشاركة دولة الإمارات، برئاسة رئيس المجلس الوطني الاتحادي معالي محمد احمد المر.
وهيمن على كلمات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القلق من تداعيات وإرهاصات ثورات الربيع العربي، التي ما تزال تعصف بالدول التي قامت فيها وأثرت على دول الإقليم، وسط آمال بأن تحقق الثورات تطلعات شعوبها في العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية.
وأكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي علي الراشد أن التحديات التي تواجه دول العالم العربي حاليا كثيرة ومتعددة بسبب الفساد والظلم وغياب العدالة الاجتماعية، وعدم توفر فرص العمل خاصة للشباب.
وأضاف الراشد، في افتتاح المؤتمر البرلماني العربي، الذي تستضيفه الكويت لمدة يومين، أن هذه التحديات مهدت الأرضية لقيام «ثورات الربيع العربي» التي لا تزال تداعياتها تعصف بالدول العربية، وسط موجة من التوتر المتصاعد والمؤثر على دول الإقليم كافة.
من جانبه أكد معالي محمد المر، الذي ترأس وفد الإمارات، والذي ضم كلاً من د. عبد الرحيم عبد اللطيف الشاهين وأحمد عبد الملك أهلي وأحمد رحمة الشامسي وخليفة ناصر السويدي ود. يعقوب علي النقبي ود. محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، أن الاتحاد البرلماني العربي واحد من مؤسسات العمل العربي المشترك الذي يجب أن تتطور آليات عمله بما يضمن ترسيخ دوره كمؤسسة برلمانية تعبر عن إرادة ممثلي الشعوب العربية ونوابهم في التعبير عن المصلحة العربية المشتركة.
ظروف معقدة
وقال المر إن انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع ظروف ومعطيات معقدة يمر بها عالمنا العربي، مما يزيد من وطأة ما يعتري شعوبنا العربية من تداعيات وآثار سلبية على الصعد السياسية، والاقتصادية والاجتماعية، لافتا الى ان التغيرات السياسية التي طالت بعض بلداننا العربية مازالت تتداعى بعض نتائجها غير المرغوب فيها على مفاهيم ومرتكزات الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وقضايا التعاون العربي المشترك والعلاقات العربية، سواء مع الجيران الإقليميين، أو مختلف القوى الدولية الأخرى.
ورأى أن الاتحاد البرلماني العربي هو واحد من مؤسسات العمل العربي المشترك التي يجب أن تتطور آليات عملها، بما يضمن ترسيخ دوره كمؤسسة برلمانية تعبر عن إرادة ممثلي الشعوب العربية، ونوابهم في التعبير عن المصلحة العربية المشتركة.
وأضاف: «فما أحوجنا اليوم أن نتدارس مضامين جديدة للعمل البرلماني العربي المشترك يكون هدفها التأثير الإيجابي في المواقف والقضايا القومية المصيرية، وإلا فإن الأحداث ستتجاوزنا كما أن تأثيرنا سيكون ضعيفاً في المتغيرات والمستجدات الراهنة».
وأشار الى أن «استمرار الأزمة السورية على هذا النحو من العنف والتدمير والقتل والتشريد للملايين إنما هي تعبير حقيقي عن عجز المؤسسات العربية المشتركة في الاضطلاع بأدوارها».
حرص إماراتي
وشدد على ان دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة كل الحرص على الدفع بآفاق ومقومات العمل العربي المشترك وتحقيق مبتغياته.
فقيادة وحكومة الدولة تسير على ذات الدرب الذي أرساه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن كل خير للعرب هو خير للإمارات وكل شر يطال العرب يضر الإمارات. و«إننا دائماً على العهد في الإمارات أن نلبي نداء الأشقاء في كل محنة، ونبادر إلى كل عمل يزيد من رفعة وتنمية أي قطر عربي».
الجزر الإماراتية المحتلة
وقال المر إن «الاحتلال الإيراني الجاثم على أراضينا في جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى مازال يواصل أعماله غير المشروعة التي تأباها الشرائع الدولية والإسلامية والعربية، ومازالت إيران تواصل تعنتها في رفض كل المبادرات السلمية لحل مسألة الجزر إما بالتفاوض الثنائي، أو التحكيم الدولي، ونأمل أن يصدر من الاتحاد موقف قوي تجاه هذا الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية العربية».
مشاركة الشعوب
بدوره، أكد رئيس البرلمان العربي أحمد محمد الجروان أن البرلمان منذ نشأته في عام 2005 أولى الكثير من الاهتمام للمشاكل التي تعاني منها امتنا العربية، وها هو يأخذ دوره اليوم بين المنظمات العالمية، بعد أن تم إقرار نظامه الأساسي وانتقل من مرحلته الانتقالية إلى مرحلته الدائمة، بقيامه كبرلمان يمثل الأمة العربية قاطبة، عازماً على تحقيق أهداف هذه الأمة العظيمة، وفي مقدمتها توسيع مشاركة الشعوب العربية في الحياة السياسية واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير واحترام القانون، والعمل على توحيد التشريعات العربية في المجالات كافة.
وقال الجروان: «لقد شهدت بعض دولنا العربية خلال العامين الماضيين ثورات الربيع العربي، والتي نأمل أن تحقق تطلعات شعوبها في العيش في حرية وكرامة وعدالة اجتماعية».
وأضاف «يدعو البرلمان العربي إلى وقف أعمال العنف والقتل التي تجري كل يوم بحق شعبنا السوري الشقيق، مؤكدين دعمنا التام لأي جهد عربي أو دولي يجنب الشعب السوري المزيد من إراقة الدماء ويحقق آماله وتطلعاته المشروعة، ويكفل الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سوريا».
إنهاء احتلال
ودعا الجروان مجلس الشورى الإيراني لحض قيادته على إنهاء احتلال إيران للجزر العربية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، وإيجاد حل سلمي يقوم على المفاوضات الثنائية، وذلك وفق جدول زمني محدد، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، والالتزام بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، والتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة النووية، والجلوس الى طاولة مفاوضات 5 1، واحترام حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وطالب بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمساندة الشقيقتين الصومال وجزر القمر المتحدة.
ظروف خطيرة
قال الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، إن المؤتمر يعقد في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة تمر بها الدول العربية وشعوبها. وأضاف أن الربيع العربي لا تزال إرهاصاته تتسع وتنتشر وسط هتافات ونداءات تطالب بالحرية والديمقراطية، مؤكدا أن مطالب الشعوب بإقامة دولة المؤسسات واحترام القانون ومكافحة البطالة والفقر واجتثاث القمع والفساد من قاموس الحكم في البلدان العربية لا تزال تتعالى بغية تحقيق اهداف انتفاضاتهم.