عقدت مجموعة «مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية» اجتماعها السادس في لاهاي أمس بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي أكد، بالتوازي مع لقائه وزراء خارجية هولندا فرانس تيمرمانس والمانيا جيدو فيسترفيله واليابان فوميو كيشيدو، حيث بحث معهم قضايا الاجتماع والعلاقات الثنائية، أهمية مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية خاصة بالنسبة لمنطقة الخليج والعالم.
وافتتح وزير خارجية هولندا فرانس تيمرمانس اللقاء بكلمة أكد فيها «الحاجة الى مقاربة متوازنة ازاء قضية نزع السلاح ومنع انتشار الاسلحة النووية على المستوى العالمي». واستعرض تيمرمانس ما تم انجازه من خلال المبادرة، داعياً الى تبني بيان لاهاي المشترك.
وعقب الاجتماع، تم إقامة مأدبة غداء وعقد مؤتمر صحافي شارك فيهما سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ووزراء خارجية هولندا والمانيا جيدو فيسترفيله واليابان فوميو كيشيدو، فضلاً عن سكرتير الشؤون البرلمانية لوزير الخارجية الكندي بوب ديشرت.
وعقد سموه على هامش أعمال الاجتماع سلسلة لقاءات بدأها مع وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي الهولندية ليليان بلومن، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات ومملكة هولندا خاصة في المجال التجاري وزيادة الاستثمار بين البلدين.
ثم التقى سموه وزير الخارجية الهولندي في اجتماع ركز على القضايا التي ناقشها اجتماع مجموعة مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية، وما أسفر عنه من نتائج، الى جانب بحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات الاستثمارية والتجارية والثقافية والسياسية.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن هناك رغبة مشتركة لدى الجانبين الإماراتي والهولندي من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتشجيع رجال الأعمال لدى كل منهما على الاستثمار وفتح أسواق جديدة للعمل.
وقال سموه إنه أكد خلال اللقاء أن أسواق الإمارات مفتوحة أمام رجال الأعمال الهولنديين، مشيرا الى أنه لمس رغبة حقيقية من الجانب الهولندي لزيادة حجم التبادل التجاري مع الإمارات باعتبارها الشريك الأمثل لها في منطقة الخليج.
وأضاف أن الجانب الهولندي أكد حرصه على زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتقديم التسهيلات كافة لرجال الأعمال الإماراتيين للاستفادة من المزايا التي تقدمها لاهاي للمستثمرين الأجانب.
وقال سموه إن الجانب الهولندي تعهد بإزالة أية عقبات تحول دون زيادة التبادل التجاري وتسهيل حركة رجال الأعمال وانتقال رؤوس الأموال بين البلدين بما يعود بالفائدة على شعبيهما.
بيان مشترك
وفي ختام الاجتماع صدر بيان مشترك لوزراء خارجية الدول التسع استراليا وكندا وشيلي وألمانيا واليابان والمكسيك وهولندا وبولندا وتركيا والإمارات العربية، أكّدوا خلاله الالتزام بنتائج اجتماع مؤتمر العام 2010 لاستعراض معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والعمل معا لدعم أجندة منع الانتشار ونزع الاسلحة النووية، والالتزام بمعاهدة خطر انتشار الأسلحة النووية والتأكيد على ضرورة الالتزام العالمي بهذه المعاهدة، داعياً الدول غير الاعضاء في المعاهدة إلى الانضمام الفوري، مشدّداً على أنّ الضمان الوحيد لمنع استخدام الاسلحة النووية أو التهديد باستخدامها هو التخلّص منها نهائياً.
الإمارات واليابان
كما عقد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان اجتماعا مع وزير خارجية اليابان تناول الى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها ما أسفر عنه اجتماع لاهاي حول مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية، حيث أكد أهمية مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية خاصة بالنسبة لمنطقة الخليج والعالم أجمع.
وطالب سموه جميع الدول الموقعة على هذه المعاهدة بأن تلتزم بتنفيذ بنودها نظرا لأهميتهما بالنسبة للاستقرار العالمي، داعياً الدول التي لم توقع على هذه المعاهدة الى سرعة التوقيع عليها حفاظا على الأمن والسلم الدوليين.
وحضر اجتماع مجموعة «مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية» السفير حمد الكعبي الممثل الدائم لدولة الامارات لدى الوكالة للطاقة الذرية.
يشار إلى أن الاجتماع ناقش سبل تعزيز الشفافية بخصوص جهود نزع الأسلحة النووية في هذا المجال والتي تشمل الأنشطة النووية الأخيرة في كوريا الشمالية وأخر تطورات برنامج ايران النووي.
وركز اللقاء على أهمية الدخول في مفاوضات حول معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية خاصة بعد اجتماع الخبراء الذي نظمتهما كل من ألمانيا وهولندا في شهري مايو وأغسطس 2012 في جنيف من أجل تشجيع العمل الفني على معاهدة وقف إنتاج المواد الانشطارية الى جانب البحث في الأوعية القانونية الرئيسية التي تحكم وتكفل حماية الأنشطة النووية وتعزيز أنظمة معاهدة منع الانتشار النووي.
إشادة إماراتية
على صعيد ذي صلة أشادت الإمارات بالتقدّم المحرز في تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وخاصة منذ مؤتمر الاستعراض الثاني والذي تمثل في مساهمة الاتفاقية بجدارة في تعزيز السلم والأمن العالميين.
وأشار السفير فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية للشئون العسكرية والأمنية في كلمة وفد الدولة أمام مؤتمر الاستعراض الثالث للدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي انعقد أمس في مدينة لاهاي بهولندا إلى نجاح المنظمة في مراقبة تنفيذ الدول لإلتزاماتها الوطنية بموجب احكام الاتفاقية وتدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية.
لمحة
أسست مجموعة «مبادرة منع الانتشار ونزع الأسلحة النووية» كل من استراليا واليابان، وتضم في عضويتها الى جانب دولة الإمارات كلا من هولندا وكندا وتشيلي وألمانيا والمكسيك وبولندا وتركيا، وتهدف إلى دعم اجراءات بناء الثقة بين الدول النووية من خلال التشجيع على مزيد من الشفافية بشأن الجهود الدولية في مجال نزع الأسلحة النووية وحظر انتشارها.