في تطورٍ غير مسبوق، أفادت تقارير حقوقية وناشطون سوريون بأن قوات النظام السوري ضربت، في اليومين الماضيين، حي الشيخ مقصود في حلب، المحرر أخيراً والذي يقطنه الأكراد، بغازات كيماوية اشتبه بعضهم بأنها «سيانيد»، في وقت أفادت صحيفة «التايمز» البريطانية بأن الجيش البريطاني حصل على عينات تربة أكدت استخدام السلاح الكيماوي قرب دمشق، في حين تواصلت المعارك الطاحنة بين الثوار وعناصر حزب الله اللبناني في مدينة القصير بمحافظة حمص قرب الحدود اللبنانية التي تعرضت إلى قصف القوات النظامية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان بأن طفلين وامرأة قتلوا اثر القاء طائرة مروحية قنبلتين صغيرتين على منزلهم في حي الشيخ مقصود في مدينة حلب، المحرر مؤخراً والذي يقطنه الأكراد، مضيفاً أن سكان الحي «سمعوا صوت طائرة مروحية، تلاه انفجاران».
وأردف: «وُجد البعض في حالة إغماء، حيث بلغ عدد المصابين نتيجة استنشاق الغازات 16 شخصاً تم نقلهم الى مدينة عفرين في ريف حلب، حيث قال اطباء ان المصابين ظهرت عليهم علامات الهلوسة والاقياء الشديد، وسيلان انفي غزير وحرقة في العين»، مضيفاً أن احدهم «فقد بصره». بدورهم، أفاد ناشطون أن الغاز هو «سيانيد».
استخدام الكيماوي
وبالتوازي، كشفت تقارير إعلامية أن علماء تابعين للجيش البريطاني عثروا على ادلة طبية ـ شرعية تؤكد ان اسلحة كيماوية استعملت.
ونقلت صحيفة « التايمز» البريطانية عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها ان «عينة تراب أخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت بشكل سري الى بريطانيا، وحملت تأكيداً بأن نوعا من الاسلحة كيمياوية استعمل». وأوضحت المصادر ان التجارب «نقلت الى قسم الابحاث الكيماوية والبيولوجية في وزارة الدفاع البريطانية في بورتون داون».
أما في ريف ادلب، فقال المرصد ان 12 شخصاً قتلوا، من بينهم نساء واطفال، وأصيب عشرات جراء قصف الطيران الحربي المنطقة الصناعية في مدينة سراقب.ونقل المرصد عن ناشطين ان المدينة «قصفت بعد الغارة الجوية بعشرين قنبلة عنقودية مصدرها تجمع القوات النظامية في معمل القرميد الواقع بين مدينتي اريحا وسراقب».
حزب الله
إلى ذلك، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عشرات من مقاتلي حزب الله اللبناني قتلوا وجرحوا في اليومين الماضيين على الحدود السورية ـ اللبنانية. وأفاد ناشطون أن الجيش النظامي استعان بقوات من حزب الله الشيعي و«شبيحة» من القرى العلوية المجاورة لإعادة السيطرة على حاجز تل قادش في القصير.
الحدود اللبنانية
وفي سياق متصل، انفجرت قذائف مدفعية سورية عديدة في شمال لبنان مع تواصل المعارك العنيفة بين المعارضة السورية والقوات الحكومية.
وقال مسؤول في الشرطة اللبنانية إن اليوم الثاني من القصف في منطقة عكار شمال لبنان «تسبب في حدوث أضرار، لكنه لم يسفر عن سقوط ضحايا».
افتقار للجدية
اعتبر الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني ان منع النظام السوري من بدء التحقيق في استخدام أسلحة كيمياوية يظهر «افتقاراً للجدية» في دعوته أساساً لإجراء التحقيق.
وقال كارني خلال مؤتمر صحافي: «لقد دعمنا وندعم تحقيقاً بقيادة الأمم المتحدة في المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيمياوية»، مضيفاً «حقيقة ان النظام منع بدء هذا التحقيق يعكس افتقاراً للجدية في دعوته الأساسية لإجراء تحقيق والإيحاءات التي قدمها النظام بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية». وأكد كارني انه «إذا كان نظام الاسد مهتماً حقاً بالتحقيق فما كان ليصده». واشنطن ـ يو.بي.آي