استمراراً للتحول المعلن في موقف النظام السوري تجاه الأكراد، شنّت طائرات حربية أمس غارة على قرية كردية في الحسكة أوقعت نحو 17 قتيلاً، غداة قصف حي كردي في مدينة حلب بالغازات الكيماوية، في وقت أعلن الجيش السوري الحر تشكيل أول فرقة مشاة تابعة له في دمشق وريفها تضم ألوية مقاتلة متخصصة، بالتوازي مع إعلانه استهدافه مقاتلي عناصر لحزب الله في محافظة حمص وأراضٍ لبنانية متاخمة للحدود.
وفي شريط بث على شبكة الإنترنت، قال مسلحون من الجيش السوري الحر إن «وحدات من مجموعاته الصاروخية وأخرى من وحدات الدبابات نفذت عمليات قصف» استهدفت مواقع حزب الله بعد ما وصفته بـ «المشاركة الواسعة لقوات الحزب في العمليات العسكرية الى جانب القوات الحكومية في منطقة القصير في محافظة حمص».
وأظهر الشريط عمليات قصف من منصات وراجمات صواريخ ودبابات في محيط منطقة القصير. ونصح مسلحو الجيش الحر اللبنانيين «الذين يعيشون قرب مواقع حزب الله في لبنان وسوريا» بأن يبتعدوا عن هذه المواقع، مشيرين إلى أنهم سيستهدفون هذه المواقع في الأراضي اللبنانية والسورية. كما أعلن الثوار في القصير استهداف مواقع تابعة للحزب داخل الأراضي السورية لاسيما قرى: زيتة والعقربية وحاويق والفاضلية.
قصف الحسكة
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان بمقتل 16 شخصا اثر قصف طائرة حربية استهدف قرية حداد التي تقطنها أغلبية كردية والواقعة جنوب مدينة القحطانية في محافظة الحسكة، وأشار المرصد إلى ان من بين الضحايا «ثلاثة اطفال على الاقل وسيدتان»، في حين ذكرت شبكة شام الإخبارية أن الهجوم على تل حداد أوقع 17 قتيلاً و20 جريحاً.
وأوضح المرصد ان القرية «تضم تجمعا لمقاتلي المعارضة في نقطة تعرف بـ«محطة تسخين البترول»، لكن القصف طال منازل صغيرة يقطنها مدنيون».
قصف القامشلي
وفي سياق متصل، أكدت تقارير اعلامية من مدينة القامشلي تعرضها الى قصف مدفعي امتد إلى الريف، وتحديداً قريتي فرفرة وخويتلة والقرى الجنوبية من مدفعية قوات النظام.. ترافق مع تحليق المروحيات العسكرية في سماء المنطقة الجنوبية بالقرب من المطار إلى الطريق الدولية التي تربط سوريا بالعراق، في حين بات طريق المطار والمشفى الوطني وطريق الحسكة مقطوعاً بالكامل من قوات النظام.
حصار ادلب
وبالتوازي، تمكنت القوات النظامية من فك الحصار عن معسكرين كبيرين في محافظة ادلب يحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ شهور. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان بأنّ القوات النظامية «استطاعت فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية اثر التفاف جنود القوات النظامية في بلدة صهيان على مقاتلي الكتائب المقاتلة في بلدة بابولين»، وفق تعبير البيان الذي اضاف أنّ القوات النظامية «باتت تسيطر على هضبتين على جانبي الطريق الدولي في بابولين وحيش، ما اتاح لها ارسال امدادات للمعسكرين الواقعين الى الشمال من البلدتين المذكورتين».
تفجير حلب
وفي حلب، أصيب 18 شخصا، من بينهم ثلاثة صحافيين في التلفزيون الرسمي السوري، في هجوم انتحاري استهدف مركزا امنيا. واوضح التلفزيون الرسمي أن الهجوم «تم بسيارة مفخخة يقودها انتحاريان»، في حين أفاد المرصد بأنه «وقع على حاجز عسكري بالقرب من نادي الضباط في حي الفرقان» الراقي.
فرقة «الحر»
إلى ذلك، أعلن الثوار تشكيل أول فرقة مشاة تابعة له في دمشق وريفها تضم ألوية مقاتلة متخصصة. وأفاد بيان للجيش الحر بأن الفرقة «تضم ألوية مقاتلة متخصصة من أبرز الكتائب والألوية التي تقاتل على الأرض، من بينها لواء جعفر الطيار ولواء ركن الدين ولواء درع الغوطة ولواء شهداء الغوطة ولواء درع الإسلام، ويشرف عليها ضباط مختصون»، مشيراً إلى أن فرقة المشاة الأولى التي يشكلها «تنتشر بمقاتليها، الذين يقدر عددهم بنحو خمسة آلاف، في جوبر وحرستا وعربين والمتحلق الجنوبي».
وقال الجيش الحر إن الفرقة الأولى مشاة تضم لواء للدفاع الجوي ولواء للهاون والتصنيع الحربي وكتيبة قناصين وكتائب للمداهمات والقوات الخاصة تمتلك مضادات للدروع بكميات كبيرة.
الشباب العلوي.. حطب معارك النظام
لا يتردد شبان من الطائفة العلوية في سوريا من تلبية دعوة الالتحاق في جيش النظام أو الالتحاق بما يسمى «قوات الدفاع الوطني» التي أنشئت أخيراً على الرغم من أن الكثير منهم قد لا يعودون إلى منازلهم وذويهم أحياء. وإذا عادوا، فضمن «تابوت».
ولم يتردد سليمان الحسن بقبول الدعوة للالتحاق لـ«الدفاع عن الوطن ضد الإرهابيين المرتزقة». ومع تزايد الانشقاقات في صفوف الجيش ورفض المدعوين الالتحاق، ازداد نفوذ العلويين بشكل أكبر إضافة إلى سيطرتهم على الأجهزة الأمنية في ظل وضع بات واضحا فيه أن أفراد الأكثرية السنية في غالبهم لا يؤيدون نظام الأسد.
ويروي أحمد عارف، المتحدّر من دمشق، مشاهداته عن زيارة قام بها بعد نحو عام من بدء الثورة إلى مدينة طرطوس الساحلية لتقديم العزاء في صديق من الطائفة العلوية قتل ضمن اشتباكات قرب رأس البسيط. وفي هذا الصدد يكشف أنّه اندهش لدى دخوله منزل أهل صديقه حيث وجد صورة للأخير في صدر المنزل بعرض متر وطول مترين يظهر فيها على متن عربة مصفحة وأمامه رشاش آلي متوسط، حيث تبين أنه انضم إلى «قوات الدفاع الوطني».
ويقول عارف إن صديقاً آخر انضم أيضا إلى «قوات الدفاع الوطني» أخبره أن «شبان الطائفة العلوية هم حطب هذه الحرب المستعرة»، لكن صديقه برر موافقته على ذلك بقوله: «لا يستطيع أحد منا الخروج عن الموقف الاجتماعي والجماعي للطائفة وإلا سيعرض نفسه وعائلته للقتل».
أما براءة ديوب، وهي سيدة علوية تسكن في حي مساكن برزة في دمشق، فتقول إن الطائفة «انجرت إلى المواجهة رغما عنها»، في حين يرى الناشط همام حداد أن «البيئة الاجتماعية في المناطق العلوية تنظر إلى من يرفض تلبية دعوة الالتحاق في الجيش النظامي على أنّه خائن».
العراق يفتش
قامت السلطات العراقية أمس بتفتيش مفاجئ لطائرة سورية قادمة من العاصمة السورية موسكو. وأشار مستشار وزير النقل العراقي كريم النوري إلى ان الطائرة «كان في داخلها 42 مسافرا، ولم نعثر على محظورات فيها»، في إشارة إلى أسلحة مفترضة، وسط اتهامات لبغداد بالتغاضي عن شحنات أسلحة تنقل من روسيا وإيران إلى سوريا لدعم النظام. بغداد- البيان