العراق والهاجس الأمني في انتخابات المحافظات
شهدت انتخابات مجلس المحافظات في العراق، أمس، مشاركة متواضعة للناخبين في عدد من المحافظات وسط تعرض عدة مراكز اقتراع بالعراق لهجمات بواسطة قذائف وقنابل، فيما سجل مراقبون خروقات لقوائم كبار المسؤولين، بينما حذر رئيس القائمة العراقية إياد علاوي والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي نائب رئيس الجمهورية سابقاً عادل عبدالمهدي من تزوير نتائج الانتخابات.
وأفادت مصادر أمنية بأن عدة قنابل صغيرة انفجرت بينما تساقطت عدة قذائف قرب مراكز اقتراع في اللطيفية (جنوب بغداد) وطوز خورماتو (شمال بغداد) وتكريت وسامراء (شمال) وفي مدينة الحلة (جنوب) وهو ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح بينهم رجل شرطة باللطيفية بعد فترة قصيرة من بدء عملية التصويت.
كما سقطت قذيفتا هاون قرب مركز انتخابي بمدينة المسيب (50 كلم جنوب بغداد) مما أسفر عن إصابة مدني واحد بجروح. وفي بيجي (200 كلم شمال بغداد) سقطت عدة قذائف هاون على مركز انتخابي من دون وقوع إصابات.
إجراءات أمنية
وانطلقت عمليات التصويت، التي يحق للمشاركة فيها 13 مليوناً و800 ألف ناخب، بينهم 4 ملايين ونصف مليون ناخب في بغداد في 12 محافظة من بين 18 تتشكل منها البلاد وسط إجراءات أمنية واسعة، وضعت فيها القوات في حال تأهب شديد وفرض حظر للتجوال على المركبات. وقد كثفت الأجهزة الأمنية من انتشارها في الشوارع، فيما تم قطع بعض الطرق المؤدية الى المراكز الانتخابية، حيث بدأت السيطرات المشرفة على مداخل المحافظات خطة أمنية شاملة من خلال منع دخول المركبات القادمة إليها من بغداد وبقية المحافظات.
وبعد الإدلاء بصوته بالمركز الانتخابي الخاص بكبار المسؤولين بفندق الرشيد ببغداد، قال رئيس الوزراء نوري المالكي: إن المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات تعكس قدرة العراقيين على مواصلة السير على طريق بناء الدولة العراقية وفق أسس ديمقراطية، على حد تعبيره.
وأشار شهود عيان إلى أن الوضع الأمني هش للغاية ألقى بظلاله على مجرى الانتخابات، حيث عزف عدد من الناخبين عن المشاركة في الاقتراع وأبدوا تخوفهم من مخاطر الذهاب بشكل جماعي مع أقاربهم إلى مكاتب التصويت.
المراجع الشيعية تتحرك
وأغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات العراقية في الساعة الخامسة مساء أمس بالتوقيت المحلي وسط إقبال متواضع على التصويت، الأمر الذي دفع مراجع الشيعة الأربعة الكبار يتقدمهم السيستاني إلى توجيه نداء إلى العراقيين في آخر ساعات لمشاركة واسعة، بينما سجل مراقبون خروقات لقوائم كبار المسؤولين.
وأكد المرجع الأعلى السيستاني أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات المحلية لاختيار الأفضل. فيما شدد المرجع محمد سعيد الحكيم على ضرورة أن تكون مشاركة المواطنين فاعلة ومؤثرة في الانتخابات، في وقت دعا المرجع الشيخ بشير النجفي المواطنين الى المشاركة في الانتخابات واختيار من هو أصلح وأمثل. بينما شدد المرجع الديني اسحق الفياض على ضرورة المشاركة الواسعة في الانتخابات وعدم العزوف عنها واختيار من يسهم في تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
إلى ذلك، أكدت مفوضية الانتخابات انها بدأت على الفور عمليات عد وفرز أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع في المراكز الانتخابية المنتشرة في المدن والأقضية والأرياف بحضور المراقبين من الكتل السياسية.
خروقات انتخابية
وأكد رئيس المفوضية سربست مصطفى حصول خروقات في عمليات الاقتراع، لكنه لم يوضح نوعيتها، مؤكدا العمل على معالجتها، محذرا اي مسؤول او ممثل للكيان السياسي من التدخل في عملية التصويت، مشددا على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هؤلاء.
من جهتهما فقد حذر زعيم القائمة العراقية إياد علاوي والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي نائب رئيس الجمهورية سابقا عادل عبدالمهدي، عقب الإدلاء بصوتيهما، من عمليات تزوير لنتائج الانتخابات.
واتهم علاوي الحكومة بشن حملة اعتقالات واسعة في مناطق شمال بابل ومنع المواطنين في جنوب بغداد من التوجه الى مراكز الانتخابات.. وشدد بالقول: «من الممكن حصول تزوير لنتائج الانتخابات من خلال التلاعب بعملية عد الأصوات». وقال: إن «السلطات الحكومية بدت عاجزة عن منع اغتيال مرشحي العراقية، والذين بلغ عددهم 15 مرشحاً»، واشار الى ان ائتلاف قائمته سيقدم شكاوى للمفوضية عن الخروقات التي حصلت خلال الحملة الانتخابية والاقتراع العام.
اما القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي نائب رئيس الجمهورية سابقاً، عادل عبدالمهدي، فقد حذر بدوره من التلاعب بنتائج انتخابات مجالس المحافظات، معتبرا انه في حال حدث ذلك سيؤثر سلبا على تحديد مستقبل العراق. وأضاف أن إجراء الانتخابات في العراق مؤشر إيجابي إلى أن العراق سيصل إلى نهاية المطاف بعد عمليات القمع والتهجير التي شهدناها طوال السنوات الماضية باعتبارها السبيل الوحيدة للتغيير.