تكشفت فصول مجزرة جديدة ارتكبتها القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، راح ضحيتها مئات القتلى في بلدة جديدة الفضل بريف دمشق، فيما استعرت المعارك في مناطق عدة بين الجيش الحر والقوات النظامية، مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني.
حيث تقدم الثوار في أحياء مدينة حلب مسيطرين على أجزاء من حي الخالدية القريب من مقر الاستخبارات الجوية، في حين تراجعوا في ريف حمص، مع سيطرة حزب الله على قراه، ليتوعد الجيش الحر وجبهة النصرة بالرد داخل لبنان على تدخلات الحزب.
وفي تفاصيل المجزرة المروّعة أمس، أحصت لجان التنسيق المحلية في حصيلة أولية «أكثر من 450 قتيلاً معظمهم من الأطفال والنساء للمجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات النظام في جديدة الفضل»، مضيفة أنه «تم إعدامهم ميدانياً ذبحاً بالسكاكين وحرق الجثث، بينهم 100 قتيل تم اعتقالهم منذ أيام وإعدامهم ميدانياً وحرق جثثهم بالقرب من الفوج العسكري».
ولفتت اللجان إلى أن عملية الاقتحام العسكرية لقوات النظام مستمرة حيث «لاتزال حملة المداهمات والاعدامات مستمرة بعد انتشار لقوات النظام وشبيحته في الجديدة وقطعهم كافة الطرق ووسائل الاتصال».
وكانت صفحة الثورة السورية تحدثت في حصيلة أولية سابقة عن 250 قتيلاً، مع احتمال تضاعف العدد إثر أنباء عن اعتقال قوات النظام 450 شخصاً. وبث ناشطون مقاطع فيديو أظهر جثثاً وأشلاء. وبدا أن الكثير من القتلى تلقوا رصاصات في الرأس أو تم ذبحهم بأداة حادة.
وقال الناشط أبوأحمد الرابع في حي جديدة عرطوز المجاور: «وثقنا 85 حالة إعدام دون محاكمة من بينها 28 حالة قتل رمياً بالرصاص في مستشفى مؤقت بعد ان دخلت قوات الأسد حي جديدة الفضل. ونخشى ان يكون عدد ضحايا المذبحة اكبر كثيرا».
وأصدر الائتلاف الوطني السوري بياناً وصف فيه الصمت الدولي على ارتكاب هذه الجرائم بـ«المخزي» و«لم يعد يغني الضحايا وأسرهم». وكان لافتاً إحجام الائتلاف للمرة الأولى عن عدم طلب تدخل دولي وإنساني، مؤكداً أنه «لم يعد يجدي السوريين إلا نخوة أشقائهم، وسلاح جيشهم الحر».
وبهذه المجزرة تكون حصيلة القتلى يوم أمس بلغت نحو 521 قتيلاً في معظم أنحاء سوريا التي تواصل فيها القتال في عدة مناطق.
وأوضح المركز الإعلامي السوري في بيان أمس ان كتائب من المعارضة السورية سيطرت على أجزاء كبيرة من حي الخالدية شمال حلب. وأفاد بأن «اتحاد كتائب شهداء بدر» وكتائب من الجيش الحر سيطروا على معملي الغاز والأخشاب في حي الخالدية شمال المدينة.
وذكر ناشطون أن الاشتباكات لاتزال مستمرة في محاولة من الكتائب السيطرة على كامل الحي والتقدم باتجاه المدينة، حيث تكمن أهميته في كونه يشرف على حي جمعية الزهراء الذي توجد فيه مدفعية النظام والاستخبارات الجوية.
تراجع حمص
أما في حمص، فسيطرت القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير الحدودي مع لبنان، في خطوة تحقق لهذه القوات مزيداً من التقدم في اتجاه مدينة القصير التي تعتبر معقلا للمعارضة المسلحة في جنوب محافظة حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن «قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولحزب الله اللبناني سيطروا على عدد من القرى الحدودية مع لبنان في ريف القصير،
رد وتهديد
وفي ظل حالة الترقب، أصدر المجلس العسكري في القصير و«جبهة النصرة» بياناً أوضحا فيه أنه «بعد دخول عناصر حزب الله إلى قرى القصير وعلى مرأى العالم وبمرافقة الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني لمشاركة الأسد في ذبح السوريين، نعلن نقل معركة الدم إلى قلب لبنان انتقاماً لدماء السوريين».
وأردف البيان المشترك: «كما سيتم تحريك العناصر التابعة للجيش الحر داخل لبنان لبدء أعمال عسكرية نوعية. لذلك، نرجو من كافة المواطنين اللبنانيين الابتعاد عن أماكن انتشار عناصر حزب الله»، على حد وصفه. من جهته، طالب الائتلاف الوطني الحزب بـ«سحب قواته من الأراضي السورية على الفور»،