رفعت دول الاتحاد الأوروبي أمس حظر تصدير النفط ومعدات استخراجه عن المعارضة السورية، في خطوة أعلن عنها قبل نحو أسبوع، في وقت خففت ألمانيا من حدة معارضتها رفع حظر تصدير السلاح الأوروبي عن الثوار، في حين يلتقي وزيرا خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري في بروكسل اليوم الثلاثاء للتباحث في الشأن السوري، وسط تأكيدات روسية بميل كيري نحو الحل السياسي.
وقررت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعها أمس في لوكسمبورغ، رفع الحظر عن مبيعات النفط من المعارضة السورية، فضلاً عن رفع الحظر عن بيع المعدات النفطية إلى المعارضة والاستثمار في قطاع النفط في المناطق التي تخضع إلى سيطرتها، في خطوة ستمكنها من إدارة المناطق المحررة وشراء السلاح.
وأفاد بيان للمجتمعين أن الاتحاد الاوروبي «يعتبر انه من الضروري ادخال استثناءات على العقوبات المفروضة حاليا على سوريا بهدف مساعدة السكان المدنيين».
وأضاف أن الهدف «تلبية الاحتياجات الانسانية واعادة الحياة الى طبيعتها واستعادة الخدمات الاساسية وبدء اعادة الاعمار ونشاط اقتصادي عادي».
ألمانيا تخفف
وبالتوازي، رحب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله بتخفيف العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد سوريا لصالح المعارضة السورية. وقال فيسترفيله في تصريحات صحافية من لوكسمبورغ: «نريد أن تتطور المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بصورة جيدة، لذلك تم إلغاء العقوبات طالما أنها تعوق عمل المعارضة المعتدلة».
وذكر فيسترفيله أن حظر توريد أسلحة أوروبية إلى سوريا «محدد حتى نهاية مايو المقبل»، مشيرا إلى أن قرار التمديد «لا يمكن اتخاذه إلا بالإجماع».
وأردف: «عندما ترغب دولة أو دولتان في توريد أسلحة، فإنهما بذلك تتسببان في عدم تمديد الحظر، وبالتالي فإن الحظر سينتهي». وفي حين جدد معارضة برلين توريد السلاح إلى المعارضة، أكد رئيس الدبلوماسية الألمانية: «إذا كان لشركاء أوروبيين آخرين تقدير آخر، فإننا نحترم هذا بالطبع ولا نستطيع عرقلته، ولا نريد ذلك».
لافروف وكيري
في هذه الأجواء، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بألاّ يرفع الاتحاد الأوروبي الحظر عن توريد الأسلحة إلى سوريا لأنه «يخالف الالتزامات الدولية للاتحاد»، مشيراً إلى أن «عدداً غير قليل من الدول الأوروبية الواعية تعرب عن قلقها البالغ من هذه الخطوة المطروحة».
وشدّد لافروف على أنه «حتى إذا أقدمت الدول الأوروبية على رفع الحظر، فإن هذا لا يعفي الاتحاد الأوروبي من الالتزامات الدولية التي تحظر توريد الأسلحة والذخائر لجهات غير حكومية». وفي سياق متصل، قال لافروف إن نظيره الأميركي جون كيري «يميل إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الدائر في سوريا عبر المفاوضات بين النظام والمعارضة».
وأضاف: «أعوّل على أن يتعزّز هذا التفهّم. للأسف، هناك عدد غير قليل من الراغبين في زعزعة هذا التوجّه، لكني عندما تحدثت هاتفياً إليه، لاحظت ما يؤكد على عزمه، الذي ظهر خلال اتصالاتنا السابقة، إلى إيجاد حل سياسي في أسرع وقت، والبحث عن سبل تحويل هذا الوضع إلى إطار المحادثات بين النظام والمعارضة».
ويلتقي لافروف وكيري اليوم الثلاثاء على هامش اجتماع «مجلس روسياـ الناتو» في بروكسل، فيما كان آخر لقاء جمع بينهما في برلين في 25 فبراير الماضي.
اللجنة الرباعية
أعلن مساعد وزيرِ الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن محادثات اللجنة الرباعية المكونة من مصر والسعودية وتركيا وإيران لحل الأزمة السورية «ستستأنف قريبا». وكشف عبداللهيان في تصريحات صحافية أمس أنه تقرر في ختامِ اجتماعاته مع الجانب المصري خلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة «استمرار اللقاءات بين أعضاء الرباعية»، مضيفاً أن «المسؤولين المصريين سيعلنون قريبا عن موعد الاجتماع المقبل للجنة الرباعية ومكان انعقاده». القاهرة- د.ب.أ