استمر الطقس في عزف نغماته الاستثنائية بهطول مزيد من الأمطار على كل مناطق المملكة العربية السعودية وإن كان بوتيرة أقل من اليومين الماضيين، أمرٌ دفع السلطات إلى استئناف الدراسة أمس، وأغرى الكثيرين من سكان العاصمة الرياض وبعض المناطق بالتنزّه بين الشعاب والأودية رغم التحذيرات، وفيما وجّه وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لجان الدفاع المدني تقديم المساعدات العاجلة للمتضرّرين من الأمطار والسيول، تنسّق وزارته ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لتهيئة مواقع في عديد مناطق لنشر أجهزة «الإنذار المبكّر» من الكوارث والسيول.
ووجّه وزير الداخلية السعودي رئيس مجلس الدفاع المدني، لجان الدفاع المدني في جميع مدن ومحافظات المملكة بتنسيق الجهود لتقديم المساعدات والخدمات العاجلة للمتضرّرين من الأمطار والسيول، واتخاذ الإجراءات العاجلة لإيواء المتضررين من الأمطار والسيول وتوفير مختلف خدمات الإعاشة.
واشار الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني العقيد عبدالله العرابي الحارثي، إلى تشديد وزير الداخلية على التأهّب الكامل وسرعة الاستجابة في التعامل مع ما قد تتسبّب فيه الأمطار من حوادث والتمركز في المناطق الأكثر عرضة للخطر وتذليل الصعوبات التي تحول دون تنفيذ خطة الطوارئ.
استئناف دراسة
في الشأن ذاته، أكّد مدير عام التربية والتعليم في الرياض إبراهيم بن عبدالله المسند، أنّ يوم أمس الأحد كان يوم دراسة في مدارس الرياض دون الحاجة إلى إجازة، فيما أوضح مشرف الإعلام التربوي بالإدارة منصور بن إبراهيم الحسين أنّ «التقارير الواردة من الجهات المختصة إلى لجنة الطوارئ بالإدارة توضح أنّ الأجواء الأحد مناسبة ولا تتطلب تعليق الدراسة نهائياً».
وتوقّع خبراء طقس استمرار الأجواء الاستثنائية في المملكة حتى أواخر الأسبوع الجاري، بينما أعدت المديرية العامة للدفاع المدني العدة بتجهيزها أجهزة الاتصال وخدمات الإنترنت لتيسير مهمة ممثلي وسائل الإعلام المختلفة في متابعة الأحداث، وتزويدهم بالمعلومات والبيانات الموثقة عن سير العمليات الميدانية في جميع مناطق المملكة.
ولا تزال مناطق الدوادمي وجنوب القصيم وغرب الرياض عفيف والرس وغرب القصيم ووادي الدواسر تتعرّض لأمطار قوية مستمرة.
في الشأن، أغرت الأمطار والأجواء الربيعية كثيراً من سكان مدينة الرياض والقصيم وسدير إلى الخروج للأودية والشعاب والسدود للتنزه ومشاهدة الأمطار وجريانها رغم تحذيرات الدفاع المدني المتكرّر بضرورة تجنب هذه الأماكن لخطورتها.
إنذار مبكّر
وفي إطار مساعيها واستعداداتها للمستقبل، تنسّق وزارة الداخلية السعودية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، لتهيئة مواقع بعدد من المناطق لصافرات وأجهزة الإنذار المبكر من الكوارث الطبيعية.
وأكّدت وزارة الداخلية في بيان لها أمس، أنّها وجهت أقسام شرطة المناطق بتسهيل مهمة فريق علمي ميداني من العلوم والتقنية، ممثلًا بمعهد بحوث الفضاء لتنفيذ دراسة احتياج مختلف مناطق السعودية عامة والمنطقة الشرقية بشكل خاص لأجهزة الإنذار المبكر ومراكز التحكم بها، مشيرة إلى أنّ «العمل يتطلب زيارة أماكن متعددة في كافة مناطق المملكة لتحديد مواقع صافرات الإنذار وإجراء مسوحات حقلية باستخدام أجهزة تحديد المواقع وأجهزة هندسية خاصة وكاميرات تصوير رقمية».
ونقلت مصادر صحافية عن مدير إدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية اللواء عبدالله الخشمان قوله، إنّه جرى تجهيز 105 صافرات إنذار متنقّلة بالشرقية على مركبات متخصصة مزودة بأطباق ذات «ثلاث نغمات» للتنبيه إلى قرب وقوع الخطر ووقوعه وزواله.
وأشار الخشمان إلى طلب استحداث 50 سيارة من هذا النوع، لافتاً إلى أنّ «التركيز عليها سيكون في منطقة حفر الباطن نظراً لطبيعة المنطقة، مبيناً أنّ «كل محافظة مخصص لها مجموعة من صافرات الإنذار».
اخلاء وإيواء
أعلنت سلطات الدفاع المدني في السعودية أمس أنها أخلت أكثر من 862 شخصا، جراء الأمطار والسيول في مختلف مناطق المملكة، حيث تم نقلهم الى مواقع آمنة، يتركز الجزء الأكبر منهم في مدينة حائل، إضافة إلى إيواء أكثر من 91 أسرة.
وأوضحت ان مراكز العمليات تلقت خلال الـ24 ساعة الماضية ما يزيد على أربعة آلاف بلاغً عن حوادث، ليصل إجمالي عدد البلاغات منذ بدء سقوط الأمطار لأكثر من 14312 بلاغاً. الرياض - البيان