كانت العاصمة الهولندية أمستردام على موعد مع حدث تاريخي، إذ وقعت الملكة بياتريكس ملكة هولندا على أوراق تنازلها عن العرش لابنها البكر فيليم الكسندر الذي أصبح أول ملك لهولندا منذ أكثر من 120 عاماً.
وأصبح فيليم الكسندر (46 عاما) الاول من جيل جديد من الملوك الاوروبيين الذي يرتقي العرش وكذلك اول ولي عهد ذكر يعتلي عرش هولندا منذ العام 1890.
وبعد توقيع بياتريكس وثيقة التنازل عن العرش، وفقاً للدستور الهولندي، وقّع الملك الجديد ومندوبو الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء مارك روتي وثيقة التنازل الملكية.
وبثت وقائع الاحتفال بتقاعد الملكة بعد 33 عاما على العرش على شاشات عملاقة في ساحة دام المواجهة للقصر الملكي. وهتفت الجموع الموجودة التي قدر عددها بـ25 ألف شخص: «شكراً بيا» وسمعت جلبة كبيرة عندما ظهرت بياتريكس على الشاشة. وبعد دقائق خرجت الملكة إلى شرفة القصر الملكي لتقدّم نجلها الملك الجديد فيليم للشعب الهولندي.
وقالت، وقد بدا عليها التأثر عن نجلها وهما يطلان من شرفة القصر الملكي: «أشعر بالسعادة والامتنان وأنا أقدم لكم الملك الجديد: الملك فيليم ـ ألكسندر». ورد الملك: «أمي العزيزة لقد تخليتي اليوم عن المنصب الملكي بعد 33 عاما مؤثرة ومليئة بالنشاط توجب علينا الإعراب عن امتناننا الشديد للغاية لك».
وأضاف: «أود أن أقدم خالص الشكر لمن احتشدوا في ساحة دام في أمستردام وفي أنحاء هولندا ومناطق المملكة في الكاريبي على الدعم والثقة التي نحظى بها. شكراً لكم».
وبعد تلويح الملكة السابقة للشعب إلى جانب فيليم وزوجته الملكة الجديدة ماكسيما، انسحبت الملكة الأم إلى الداخل لتفسح الطريق أمام حفيداتها بنات الملك الجديد الثلاث، التي ستصبح كبراهن ولية للعهد، اللاتي خرجن إلى الشرفة يرتدين فساتين صفراء ليلوحن إلى المحتشدين. وبعد ذلك توجه الملك من القصر إلى «الكنيسة الجديدة»، التي ترجع إلى 600 عام وتقع بجوار القصر الملكي لتأدية اليمين وهو ممسك بالدستور الهولندي أمام أعضاء البرلمان.
وكانت الملكة بياتريكس أعربت، في خطاب وداع مساء الاثنين، عن امتنانها العميق للشعب الهولندي على دعمه لها. وقالت إنّ نجلها مستعد تماما لأن يصبح ملكا وأنّه سوف «يتصرف بدون أدنى اعتبار للمصالح الشخصية».
أكثر مرونة
ومن المتوقع ان يتبنى الملك الشاب أسلوبا أكثر مرونة من اسلوب والدته. ففي مقابلة بثها التلفزيون الرسمي قبل أسبوعين من توليه العرش، قال انه يريد ان يكون «ملكاً للقرن الحادي والعشرين» يجمع بين التقليد والحداثة، مشيراً إلى أنّه لا يريد ان يكون «مقيداً بالبروتوكول».
وتحظى العائلة المالكة بشعبية جارفة إذ وفقا لنتيجة استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إبسوس لاستطلاعات الرأي أن 78 في المئة من الهولنديين يؤيدون الملكية في ارتفاع عن نسبة 74 في المئة قبل عام.
ويغطي اللون البرتقالي ـ اللون الملكي ـ أمستردام تماما فالمنازل مغطاة بالأقمشة والأعلام البرتقالية اللون ونوافذ المتاجر مليئة بالكعك والحلوى والملابس والزهور وكلها باللون البرتقالي كما ارتدى المحتفلون ملابس برتقالية اللون.
لقطات
• ارتدى الأمير فيليم الكسندر عباءة ملكية تعود لعام 1815 غير انه جرى اصلاحها وتغييرها مرتين على الأقل خلال القرن المنصرم لكي ترتديها والدته وقبلها جدته خلال مراسم التنصيب.
• استمرت الاحتفالات حتى المساء بتنظيم موكب في المجرى المائي التاريخي في أمستردام.
• أغلق المجال الجوي لأمستردام.. في حين نشر حوالي 12500 رجل شرطة.
• شارك نحو ألفي مدعو من مختلف دول العالم في الحفل: ولي العهد الياباني الأمير ناروهيتو وزوجته الاميرة ماساكو وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وزوجته دوقة كورنوول، وأفراد العائلات الملكية في: بلجيكا وسلطنة بروناي والدنمارك والأردن والبحرين والمغرب وموناكو والنرويج وأسبانيا والسويد وتايلاند.