أثار تسمم شخصين في دبي بسبب استنشاق مواد سامة، تساؤلات كثيرة، بعدما قدما أوراق التشخيص الطبي الذي يفيد بذلك، فيما أعادا هما الأسباب الى كونهما يسكنان في المدينة العالمية القريبة من محطة الصرف الصحي الواقعة في منطقة ورسان.
للوهلة الاولى يبدو الامر مقنعا ، الا أن "البيان" نقلت الشكوى الى بلدية دبي المسؤولة عن المحطة وعن رقابة جودة نوعية الهواء في الامارة، نظرا لزيادة الشكاوى من تلك المناطق من انبعاث روائح كريهة خاصة مع بدايات الصباح الباكر وفي الليل.
المهندس أحمد الجسمي رئيس قسم الدراسات والتخطيط البيئي في بلدية دبي، أكد على أن الدائرة لم تتلق أي شكوى تتعلق بحالتي التسمم أو غيرها من الحالات، لا من الأشخاص أنفسهم ولا من ادارة المدينة العالمية ، مشيرا الى أن البلدية لديها 13 محطة لرصد نوعية جودة الهواء موزعة في كافة أنحاء الامارة ، منها محطة في منطقة ورسان عند محطة معالجة الصرف الصحي تقيس على مدار الساعة درجة "حمض كبريتيت الهيدروجين" ، وغاز "الأمونيا" الضارين الناتجين عن المعالجة.
أضاف " كل النتائج التي نرصدها تأتي ضمن الاطار المسموح حتى لو ارتفعت قليلا فإنها لا تتعدى الحد المسموح به ولا تؤدي الى حالات تسمم، كما أن داخل المحطة يوجد سكن خاص بالعمال يقطنه 150 عاملا يبعد 50 مترا فقط عن المحطة نفسها، ولو كان التسمم ناتجا عن غازات المحطة لكان أحد هؤلاء العمال أصيب أولا، كما أن الروائح قلت بشكل ملحوظ بعد افتتاح محطة جبل علي للصرف الصحي وتحويل الضغط الأكبر نحوها".
اضافة الى ذلك ، أبدى المهندس الجسمي استعداد البلدية التام للتعاون مع هيئة الصحة في دبي وتشكيل لجنة خاصة حيال الموضوع اذا ما تم اثبات الأمر للتأكد منه وايجاد الحلول المناسبة ، مؤكدا أن البلدية على اتم الاستعداد لاستقبال التقريرين، والعودة لقراءة نتائج محطة رصد الهواء في يوم تسمم الشخصين ومعرفة ما اذا كانت هي المسؤولة عن ذلك.
يبدو رد البلدية مقنها وشفافا الى حد كبير، كل ما يتبقى هو أن يتجه هذان المعنيان الى البلدية ، مع التقرير الطبي ، للتأكد من القراءات الناتجة عن غازات المحطة وقت اصابتهما، ويتبقى أيضا أمر مهم آخر، وهو بحث الأشخاص عن الأسباب الحقيقية وراء اصابتهما بالتسمم ، ربما كانت في بيوتهم أو من بيوت جيرانهم أو أسباب أخرى، بعيدا عن المحطة.