أوقفت السلطات الأمنية التونسية أمس ليبياً كان يحاول إدخال كمية من المتفجرات من نوع «تي إن تي»، قدرتها مصادر بـ150 كيلوغراماً، الى جنوب البلاد، فيما شرعت قوات الجيش، التي تحاصر جبل الشعانبي، بقصف مواقع متطرفين بمدفعية الدبابات.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بيان امس أن الشرطة التونسية أوقفت ليبياً كان يحاول إدخال «كمية من المتفجرات» إلى جنوب تونس. وأوضحت أن «فرقة مكافحة الإرهاب وبمساعدة وحدات من الحرس الوطني أوقفت ليبياً يريد ادخال كمية من المتفجرات»، مشيرة إلى ان «توقيف الارهابي تم بعد تعقب دقيق».
ولم يذكر البيان تفاصيل عن كمية المتفجرات التي تمت مصادرتها، لكن مصدراً أمنياً أفاد أن ما يعادل 150 كيلوغراماً من «تي ان تي» عثر عليها في سفينة ليبية في مرفأ الكتف قرب بن قردان على بعد بضعة كيلومترات عن الحدود الليبية. وأوضح ان السفينة التي رصدها بحارة كانت تنقل ستة صناديق يزن كل منها 25 كيلوغراماً. وتابع ان «ثلاثة أشخاص اوقفوا هم تونسيان في بن قردان وليبي يملك السفينة في جربة».
قصف بالمدفعية
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن قوات الجيش التونسي شرعت في قصف جبل الشعانبي بمدفعية الدبابات في مسعى لتدمير مواقع العناصر الإرهابية التي يُقدر عددها ما بين 20 و30 مُسلحاً يختبئون منذ مدة داخل المغاور والكهوف المنتشرة في جبل الشعانبي، حيث أحاطوها بأحزمة من العبوات الناسفة والألغام أرضية. وأكدت أن دوي القصف المدفعي وصل صداه إلى مدينة القصرين المحاذية للجبل، حيث تمكن سكان المدينة من رؤية أعمدة الدخان تتصاعد من مناطق متعددة من الجبل الذي يٌعتبر أعلى قمة في تونس.
نفي حكومي
الى ذلك، نفى رئيس الحكومة علي العريض «ما راج من أخبار بشأن تولي قوات جزائرية عمليات تمشيط للبحث عن الإرهابين في التراب التونسي». وقال في تصريحات إذاعية إنّه «لم يتلق أي عرض من أيّ مسؤول حكوميّ جزائريّ في هذا الموضوع خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر لثقة الحكومة الجزائرية بأنّها مسألة سياديّة بالأساس». وأضاف أنّه «ما كان ليقبل لو عرضت عليه هذه السألة من قبل الجانب الجزائري لأنّ حماية التراب التونسية مسؤولية قوات الأمن والجيش الوطنيين».
تعقل سياسي
بدوره، قال زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي في مؤتمر صحافي: «نأمل أن تتطور الجماعات المسلحة من الطيش والإرهاب إلى التعقل السياسي، لأن كل معركة يجب أن تنتهي بالحوار»، مشيراً إلى «ما آلت إليه الأوضاع في دول الجوار».
وقال :«حصل هذا في الجزائر. تحاور الجيش مع الجماعات المسلحة التي غادرت معاقلها في الجبال وأسست جمعيات وانخرطت في الحياة السياسية. كما حصل ذلك أيضا في مصر حيث حاورت الحكومة هذه الجماعات ولم نسمع عن مواجهات».
من جهته أكد وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية على هامش جلسة علنية لمجلس النواب امس وجود تنسيق أمني قائم على تبادل المعلومات بين بلاده وتونس لتأمين حدودهما المشتركة ، مشيرا الى ان الجزائر «لا تتدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الجار».