لم تفصل محكمة جنايات شمال القاهرة في «قضية القرن» بعد إعادتها لـ «نقطة الصفر» بإعادة محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من معاونيه في قضية قتل المتظاهرين والفساد المالي، إذ قرّرت التأجيل إلى 8 يونيو المقبل متدثّرة بعباءة «الاطلاع على المستندات وأدلّة النيابة»، فيما تعالت الهتافات المطالبة بإعدامه.
وقرّر قاضي المحكمة تأجيل المحاكمة إلى 8 يونيو المقبل بعد ساعة من التداولات، للاطلاع على المستندات وأدلّة النيابة في القضية، كما قرّر ضم قضيتي قتل المتظاهرين والفساد في قضية واحدة.
وبدأت أولى جلسات إعادة محاكمة مبارك أمس وسط إجراءات أمنية مشدّدة، حيث انتشر أكثر من 3 آلاف جندي لتأمين مقر المحكمة بمقر أكاديمية الشرطة، كما تمّ إنشاء أسوار حديدية لمنع مؤيدي الرئيس السابق، وأسر شهداء الثورة من الاشتباك.
وسارت الجلسة الأولى لإعادة المحاكمة في السيناريو الطبيعي لها بنظر المحكمة لطلبات الدفاع، والمدعين بالحق المدني، كجلسة إجرائية، استعدادًا لبدء الجلسات الأخرى التي ستشهد مرافعة النيابة والمدعين بالحق المدني، ثم دفاع المتهمين لحجزها للنطق بالحكم .
ورغم الاستعدادات الأمنية المكثفة، لم تخلُ أكاديمية الشرطة التي احتضنت المحاكمة من وقوع مشادات مختلفة بين مؤيدين ومعارضين لمبارك، ما دفع قوات الأمن المتواجدة أمام باب 8 بأكاديمية الشرطة مقر المحكمة؛ لإنشاء كردون أمني فاصل بين الطرفين.
فوضى ومطالب إعدام
وسادت حالة من الفوضى الشاملة والشد والجذب قاعة المحكمة بين القاضي المستشار محمود كامل الرشيد والمدعين بالحق المدني الذين تسابقوا على عرض طلباتهم وشكاواهم على القاضي.
وسأل القاضي المتهمين واحداً تلو الآخر عن قولهم في الاتهامات المنسوبة اليهم، فكانت ردودهم جميعا «غير مذنب»، ليؤكّد قبيل رفع الجلسة أنّه سيكون هناك أدلّة جديدة، موضحاً أنّ «عدد أوراق القضية وصل لنحو 55 ألف ورقة، متعهّداً في الوقت ذاته بتحقيق العدالة للجميع.
كما شهدت الجلسة بعض الهتافات من أسر الشهداء ومحاميهم وطالبوا بإعدام الرئيس السابق ووزير الداخلية حبيب العادلي، ما دفع هيئة المحكمة لمطالبة المدعين بالحق المدني بالهدوء حتى يتسنى النظر في مطالبهم.
شكوى موكلين
وخلال الجلسة التي غلبت عليها اعتراضات محامين، شكا موكلون عن مصابين وأسر قتلى من صعوبة دخول قاعة المحكمة، إذ قال المحامي محمد الدماطي، إنّ «المحامين الذين يمثلون مصابي الثورة وأسر القتلى تعرضوا لما سمّاه «الإهانة المذلة» من جانب رجال شرطة مكلفين بتأمين المحكمة، بينما سمح للمحامين الموكلين عن المتهمين بدخول أكاديمية الأمن التي تعقد بها المحاكمة بسياراتهم.
رفض حضور
وقال القاضي إنّ هناك محامين كويتيين طلبوا المشاركة في الدفاع عن مبارك لكن محامين مصريين قالوا إنهم يطلبون رفض حضورهم الجلسات محتجين بأن المحامين المصريين لا يسمح لهم بالترافع أمام المحاكم في الدول العربية.
وعرض رئيس المحكمة طلب المحامين الكويتيين على مبارك الذي قال: «أرجو الرجوع للمحامي الأستاذ فريد الديب»، وسأل القاضي الديب الذي يدافع عن الرئيس السابق وأردف قائلًا: «رفض الأستاذ فريد الديب حضورهم وطلب شكرهم».
مفارقات
شهدت الجلسة مفارقات عديدة وأخطاء من الحضور والقاضي المستشار محمود كامل الرشيدي الذي بدا متوتّراً ما أوقعه في أخطاء كقوله: «عباس محمد حسنى مبارك» الشهير بعلاء مبارك، و«هل تؤيّد دخول المتهمين الكويتيين المحاكمة معك» الأمر الذي أثار ضحك واستهزاء متابعي المحاكمة.