أخذت المواجهات في مدينة بني وليد الليبية أمس منحى تصعيدياً بالنسبة لقوات الحكومة، التي فقدت 26 شخصاً وجرح أكثر من 200 آخرين خلال عملية اقتحام المدينة المحاصرة، وانعكس ذلك على تعزيز الأمن في العاصمة طرابلس بقوات إضافية تحسبا لأي خروقات أمنية، وادت مواجهات جديدة في بني وليد الى سقوط 26 قتيلا على الأقل واكثر من مئتي جريح بعد اقتحام الخطوط الدفاعية الأمامية لمقاتلي بني وليد، بحسب تعداد اجرته وكالة «فرانس برس» استنادا الى حصيلتي مستشفيين. وقالت مصادر طبية في مستشفى مصراتة لوكالة الأنباء الليبية ان حصيلة قتلى الجيش الوطني «خلال الاشتباكات الدائرة مع المجموعات المسلحة الخارجة عن الشرعية في بني وليد ارتفعت الى 22» قتيلاً. واضافت المصادر ان «حصيلة الجرحى تعدت 200 جريح بعضهم في حالة حرجة».
مقاومة عنيفة
وأعلن قائد ميداني في الجيش الليبي أن قوات درع ليبيا واصلت عملياتها العسكرية في بني وليد من خلال ستة محاور رغم مواجهتها لمقاومة عنيفة من المسلحين. وقالت وكالة الأنباء الليبية ان قوات الجيش تجد صعوبة في التقدم السريع إلى وسط المدينة نتيجة كثافة النيران التي تواجهها وانتشار القناصة على المباني العالية، ما أدى إلى جرح ما لا يقل عن 200 عنصر من قوات الجيش.
ويتزامن هذا الهجوم على بني وليد مع الذكرى الأولى لمقتل القذافي في 20 اكتوبر 2011 في مسقط رأسه سرت.
وبرر رئيس المؤتمر الوطني العام محمد المقريف العملية العسكرية على بني وليد بالقول ان المدينة «غدت ملجأ لأعداد كبيرة من الخارجين على القانون والمعادين جهارا للثورة، واصبحت قنواتها الإعلامية منبرا لأعداء الثورة من فلول النظام المنهار وبدت في نظر الكثيرين مدينة خارجة على الثورة».
واكد ان ما تشهده بني وليد «ليس حرب ابادة او تطهيرا عرقيا كما يزعم البعض زورا وبهتانا. انها حملة خير من أجل الشرعية ومن أجل عودة الأمن والأمان والاستقرار». وكانت بني وليد سقطت بيد الثوار في 17 اكتوبر 2011، قبل ثلاثة ايام فقط من سقوط نظام القذافي بعد مقتله. ويرفض وجهاء بني وليد دخول ميليشيات الى المدينة لأنهم يعتبرونها «خارجة على القانون» ويشككون في حياد «الجيش الوطني»، معتبرين انه لم يتشكل بعد. واعتبر القائد العسكري لأهم مجموعة مسلحة في بني وليد سالم الواعر ان «السلطات اعطت الضوء الأخضر للميليشيات لإبادة المدينة»، داعيا الأمم المتحدة والغرب الى حماية المدنيين في المدينة.
تشديد أمني
اقتحم زهاء 200 شخص مجمع المؤتمر الوطني العام في ليبيا مطالبين بوضع حد للعنف في بلدة بني وليد، وهي معقل سابق لمعمر القذافي.
و أكد مدير الأمن الوطني في العاصمة طرابلس العقيد محمود الشريف أن وزارة الداخلية قامت بنشر قوات إضافية من كافة الأجهزة الأمنية بكافة مناطق مدينة طرابلس تحسبا لأي خروقات أمنية. وشدد الشريف في تصريح لوكالة الأنباء الليبية على متابعة الأحداث الجارية في مدينة بني وليد ، مشيرا إلى أنه جرى رفع درجة الاستعداد الكاملة للأجهزة بالوزارة. وذكر أن الأوضاع في العاصمة تسير بشكل طبيعي.