حصلت "البيان" على نسخة من وثيقة مشروع الإرشاد التعليمي المهني، التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم أخيرا قبل اطلاق المشروع، وتعتبر أول وثيقة عربية للإرشاد، وقالت مديرة الإرشاد المهني في الوزارة كنيز العبدولي لـ"البيان":
إن الوثيقة تشمل عرضا تفصيليا لبرنامج "الارشاد التعليمي المهني في التعليم العام" والذي اعتمد ضمن مبادرات الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية 2010-2020 ليقدم ضمن الخطة الدراسية كواحدة من خدمات الإرشاد الطلابي ( الاجتماعي والنفسي والتعليمي المهني) الموجه للطلبة بجميع المراحل الدراسية في التعليم العام على مستوى الدولة، إذ شملت خطة برنامج الإرشاد الأعداد المطلوب توفيرها من المرشدين المهنيين.
حيث يوفر البرنامج مرشدا أكاديميا مهنيا متخصصا ومتفرغا في جميع مدارس التعليم العام ويتم تحديد الأعداد المطلوب توفيرها من المرشدين قياسا بعدد الطلبة وحسب حلقات السلم التعليمي، حيث يخصص في الحلقة الاولى مرشد اكاديمي لكل 500 طالب، وفي الحلقة الثانية نفسه، وفي التعليم الثانوي يخصص مرشد اكاديمي لكل 250 طالبا.
وأوضحت العبدولي، ان الوثيقة تستعرض المبررات التي استدعت لإنشاء البرنامج وابرز الممارسات العالمية في مجال الإرشاد التعليمي المهني الموجه للطلبة، سواء داخل المدرسة او خارجها، وتستعرض خطة البرنامج والتي تشمل أهدافه ونواتجه المتوقعة وكذلك المشاركين فيه والمستفيدين منه ومراحل تطبيقه على مدى خطة تشغيلية ست سنوات من 2012-2013 حتى 2016-2017.
أنموذج
وأضافت، ان الوثيقة تعرض أنموذج الامارات للإرشاد التعليمي المهني في التعليم العام، معتبرة أنها الاولى من نوعها على المستويين الخليجي والعربي، حيث يقدم النموذج الاطار العام الذي ينفذ من خلاله الإرشاد التعليمي المهني بالمدارس، ومحددا أدوار ومهام من يشارك في البرنامج.
وحول دواعي ومبررات الإرشاد التعليمي المهني للطلبة في التعليم العام، أكدت العبدولي ان البرنامج جاء لتقليص الفجوة بين مخرجات التعليم العام ومتطلبات التعليم الجامعي من خلال تبني البرامج المؤهلة للخريجين للالتحاق بالمؤسسات الجامعية من دون الحاجة لتلقي سنة التعليم الاساسي، والمساهمة في تفعيل خطط توطين القطاع الخاص من خلال رفده بالكوادر المؤهلة القادرة على تلبية متطلبات التنافس في سوق العمل.
والمساهمة في تنفيذ قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بشأن دمج فئات ذوي الاحتياجات الخاصة بمدارس التعليم العام والذي يتطلب توسيع مظلة الخدمات الارشادية المقدمة لمختلف فئات الطلبة لتحفيز أقصى طاقاتهم للمشاركة في خطط التنمية المستدامة، بالإضافة الى اتجاه الدوائر الحكومية الى استقطاب الموارد البشرية المواطنة من خلال إشراكهم في مختلف قطاعات الاعمال، وهو الأمر الذي يوجب ارشاد الطلبة وتوجيههم لتلبية الاحتياجات المتزايدة من قوى العمل المواطنة.
ممارسات
وأفادت العبدولي ان الوثيقة عرضت اهم الممارسات العالمية في الإرشاد التعليمي المهني، حيث تتبع معظم الدول نماذج متنوعة لتقديم الارشاد، سواء داخل المدرسة او خارجها و أعطت مثالاً على الإرشاد المهني داخل المدرسة وخاصة بالصفوف، حيث يساعد على تقويم اهتمامات الطلبة وصقل شخصياتهم، ومن ابرز الدول فنلندا التي تقوم بتدريس التربية المهنية على انها موضوع مستقل وتعتبره مادة الزامية في الصفوف 7- 9 ويصبح مادة اختيارية بعدها، وتقدم ساعتان في الاسبوع وتدرس ساعة واحدة في المرحلة الثانوية، اما الإرشاد المهني الفردي يقدم في صورة فردية للطالب بما يتيح له التعرف على قدراته وميوله والمهن التي تناسبها.
وعن تقديم التربية المهنية خارج المدرسة قالت مديرة إدارة الإرشاد المهني في الوزارة كنيز العبدولي، إن تقديمها يعتمد على تدريب الطلبة بعمل يمكنهم المشاركة فيه، ويساعد الطلبة على ايجاد دعم بديل من مصادر خارج اطار المدرسة.
وهو يقدم من قبل المؤسسات الخاصة ومن ابرز التجارب في هذا المجال سويسرا والنمسا، إذ تطبقان برامج التدريب المهني التي تقوم على اساس اتفاق تعاقدي بين صاحب العمل والطالب، حيث يمضي المتدربون المهنيون في النمسا وسويسرا 70% من مدة تدريبهم في الشركة ويحضرون الصفوف المهنية ليوم ونصف اليوم في كل اسبوع.
خطة
وعرضت وثيقة الإرشاد التعليمي المهني خطة البرنامج ومرتكزاته، حيث تشمل عدة مرتكزات وهي فعاليات الإرشاد التعليمي المهني بالمدرسة من خلال حصص الإرشاد التعليمي المهني، والارشاد الفردي والارشاد الجمعي من خلال المعارض المهنية ومعرض الإرشاد الجماعي والملتقيات والندوات والمحاضرات وورش العمل والتدريب الصيفي.
وتضمنت الوثيقة ملحقات شملت نماذج التقارير تخص الطالب المسترشد، وملف الإرشاد التعليمي المهني للطالب، بالإضافة الي تقرير الإرشاد الفردي، ونموذج التقييم الفتري لبرنامج الإرشاد التعليمي المهني بالمدرسة، وتقييم الأداء السنوي للمرشد الاكاديمي المهني، فضلاً عن وجود عده نماذج اخرى.
وأشارت العبدولي الى ان المشروع راعى تنوع الفعاليات الارشادية بحيث تتناسب مع مراحل النمو ومطالبه وميول الطلاب واهتماماتهم، فضلاً عن تلبية احتياجاتهم المعرفية، على ان يراعي المرشد الاكاديمي المهني اخلاقيات مهنة الإرشاد ويلتزم باستخدام أدوات ونماذج العمل المعتمدة من قبل الوزارة، ولنجاح برامج الإرشاد الفردي للطلبة لابد من تعاون فريق العمل من كافة التربويين بالمدرسة.
مراحل
قالت كنيز العبدولي: إن تنفيذ برنامج الإرشاد سيتم على مدى 6 سنوات من 2012 حتى 2017 ، حيث يتم في المرحلة الاولى تنفيذ البرنامج في جميع مدارس التعليم الثانوي خلال 2012-2013، وتهدف هذه المرحلة الى توفير 132 مرشدا لمدارس الثانوية والمشتركة التي تتضمن فصول ثانوي مع تلقيهم لبرامج تدريبية تأهيلية بالإضافة الى توفير الأدوات اللازمة لتحقيق الخطة، وتأتي المرحلة الثانية بتنفيذ البرنامج في مدار الحلقة الثانية في عام 2014-2015 وتهدف الى توفير 84 مرشدا مهنيا، أما المرحلة الثالثة فتنفذ البرنامج في مدارس الحلقة الاولى من التعليم الاساسي، وذلك في عام 2016-2017 وتهدف الى توفير 103 مرشدين مهنيين.
نواتج التعلم المتوقعة
النتائج المتوقعة بعد تنفيذ البرنامج ان يتقن الطلبة المهارات الاجتماعية والشخصية والأكاديمية التي تسهم في تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي والدراسي والمهني، ويكتسب الطلبة القدرة على القيام بأدوار اجتماعية تتسم بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية ويظهرون اهتمامًا إيجابيًا بالتعلم وترتفع دافعيتهم نحو الإنجاز، بالإضافة الى توظيف مهارات التفكير في معالجة المعلومات .
وفي حل المشكلات الدراسية والمهنية، ويتمكن الطلبة من استكمال المسار التعليمي قبل الجامعي، والاختيار التعليمي والمهني المبني على أسس علمية، وتتزايد معدلات اكتساب الطلبة لمهارات القيادة وتحمل المسؤولية واتخاذ القرار والمشاركة في صنعه والتعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر، واكتساب الطلبة معرفة بمتغيرات سوق العمل وأثرها في تحديد وتخطيط المسار المهني. وبرنامج الإرشاد التعليمي هو العملية التربوية المتخصصة التي يقدمها المرشد الاكاديمي المهني بهدف مساعدة الطالب على اكتشاف قدراته وإمكانياته الدراسية .