أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تولي التعليم أهمية بالغة كونه إحدى الركائز الأساسية التي تعتمد عليها الدولة في تحقيق نهضتها وتقدمها.
وقال سموه ــ خلال زيارته لجامعة خليفة أمس، إن تقدم الدول ورقيها لا يقاس فقط بالتعليم وانتشاره وإنما يقاس في الوقت الحاضر بمستواه النوعي والتخصصي ومدى مساهمة البحوث والدراسات العلمية التي تجرى في مختبرات الجامعات والمعاهد الدراسية بتقدم وتطور الجوانب التنموية والحضارية للدول والمجتمعات.
كان في استقبال سموه لدى وصوله إلى حرم جامعة خليفة المهندس حسين الحمادي عضو مجلس امناء الجامعة والدكتور تود لارسن رئيس الجامعة والدكتور عارف سلطان الحمادي مدير الجامعة والدكتور جاي نورين نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية والدكتور محمد المعلا نائب الرئيس الأول للبحوث والتطوير والدكتور خالد مبارك مدير فرع الجامعة في الشارقة والدكتور سامر السماحي أستاذ مساعد في جامعة خليفة ونائب مدير مركز (إبتيك) للإبداع في الجامعة.
والتقى سمو ولي عهد أبوظبي خلال الزيارة أعضاء مجلس أمناء جامعة خليفة وأعضاء الهيئة الإدارية والأكاديمية وعدداً من الطلاب والطالبات واطلع سموه على عدد من المشاريع البحثية والأنشطة الجامعية وقام سموه بجولة تفقد خلالها أحدث المرافق والمختبرات التي توفرها الجامعة لطلبتها.
بنية تحتية
وتبادل الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأحاديث مع أبنائه الطلبة، مؤكداً سموه أن المرحلة القادمة تتطلب منا تطوير بنية تحتية علمية وتقنية متقدمة تواكب التطورات العصرية لإيجاد وبناء العقول الوطنية التي من شأنها أن تبرز الإنسان الإماراتي المبدع والمبتكر في مجال التقنيات المتطورة والتكنولوجيا الحديثة القادر على رسم مستقبل أفضل لهذا الوطن.
وقال سموه " إن الاستثمار الحقيقي هو في عقول الشباب أمثالكم الذين نستطيع الاعتماد عليهم خلال الفترة القادمة لتحقيق الريادة في المجالات العلمية والتكنولوجية وغيرها من المجالات باعتبار أن الكفاءات المتميزة وذوي المهارات المتقدمة هي من ستمتلك زمام المبادرة وتصنع الفرق وتحقق القفزات خلال المرحلة المقبلة "، مشيراً سموه إلى أن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة سخرت موارد البلاد وثرواته لبناء وصناعة الإنسان الإماراتي المتميز في عطائه وإبداعاته.
وأعرب سموه عن سعادته بوجود هذا التنوع في المختبرات العلمية التي تعد علامة بارزة ومهمة في مسيرة التعليم العالي في دولة الإمارات بما تقدمه من فرص حقيقية للطلبة في تطبيق النظريات العلمية وتنمية التفكير والمهارات وتطوير قدراتهم في الإبداع والاستكشاف في مجالات التقنيات والتكنولوجيا.
تفقد
وبدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارته بتفقد مختبر محاكاة المفاعل النووي والمختبر البيئي الذي يعمل بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومختبر المواد النووية وهو من أحدث المختبرات في العالم، حيث قام أحد الطلبة بإجراء تجربة لقياس تآكل المواد تحت الضغط الحراري والمياه المالحة مما يتيح للباحثين محاكاة الظروف الكيميائية للمفاعل النووي الذي يجري بناؤه في الدولة.
وتفقد سموه مركز أبحاث الروبوتات والذي يضم عدداً من الباحثين والطلبة الذين أطلعوا سموه على مختلف أنواع الروبوتات الأرضية والطائرة والتي تستخدم في عدد من التطبيقات الجغرافية والأمنية والدعم اللوجستي لصناعات متعددة منها مراقبة الحدود وخطوط إمداد النفط والغاز وغيرها من التطبيقات المهمة للدولة.
كما زار الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضاً مركز "اتصالات - بريتيش تيليكوم" للإبداع (إبتيك) وهو مركز أبحاث متخصص والأول من نوعه في المنطقة يقوم على شراكة بين مؤسسة الإمارات للاتصالات وجامعة خليفة التي يتخذ منها مقراً له، وقد نشر مركز (إبتيك) منذ تأسيسه أكثر من 110 بحوث في مختلف المجلات العلمية، كما ساهم مع جامعة خليفة في تقديم 15 براءة اختراع، ما يمثل أكثر من نصف البراءات المقدمة من أبوظبي، ويعمل أو يدرس فيه أكثر من 20 باحثاً وباحثة من مواطني الدولة سواء بدوام كامل أو دوام جزئي أو كجزء من برنامج تدريب.
واطلع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على مختبر دراسة حركة جسم الإنسان في قسم الهندسة الطبية الحيوية الذي يعمل بالتعاون مع مختبر أوروبي عالمي، حيث يساعد في دراسة تأثير الحركة على الأفراد في فضاء ثلاثي الأبعاد خاصة للذين يعانون من صعوبة الحركة، كما تفقد سموه احد المختبرات، حيث تقوم الدكتورة حبيبة الصفار الباحثة الإماراتية وأحد أعضاء الهيئة الأكاديمية بالجامعة بالتعاون مع الطلبة في برنامج الهندسة الطبية الحيوية بجمع عينات من اللعاب لمجموعة من المتطوعين وذلك لتحليل البصمة الوراثية لديهم مما سيساعد الباحثين في تحديد الجينات المسؤولة عن بعض الأمراض ومنها مرض السكري والتنبؤ المبكر بالمضاعفات التي يمكن أن يصاب بها الإنسان من أمراض القلب والسرطان.
بنية تحتية
كما شملت جولة سموه تفقد معهد الخليج للبنية التحتية للطاقة النووية التابع لجامعة خليفة الذي أسس بالتعاون مع جامعات أميركية ومؤسسات متخصصة بالأمن وحماية البرامج النووية، وتحدث سموه مع عدد من المنتسبين للبرنامج من الدولة ودول الخليج العربي.
واطلع سمو ولي عهد أبوظبي على مختبر الأمن لمحاكاة الكوارث ومعالجتها والذي يمكن الطلبة في برنامج ماجستير الأمن المدني والدولي من محاكاة بعض أنواع الكوارث وتحسين أساليب التدخل والعمل مع مختلف الجهات الرسمية كالدفاع المدني والشرطة.
وشهد سمو ولي عهد أبوظبي استعراضاً لعدد من مشاريع الماجستير شملت مشروعاً يدرس أسباب عزوف طلبة الثانوية عن دراسة المواد العلمية ويحاول أن يجد الأسباب والحلول المناسبة لها ومشاريع أخرى في مجالات الأجهزة الذكية والأقمار الصناعية والشبكات الاجتماعية الخاصة بالتعليم والبحوث والشبكات اللاسلكية.
مركز الاستكشاف
وزار سموه مركز الاستكشاف الذي يعرض بشكل تفاعلي مختلف التقنيات الحديثة في صناعة الرقائق الالكترونية وأشباه الموصلات بطريقة مبسطة تناسب طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية لترغيبهم بدراسة التخصصات العلمية والهندسية.
والتقى سموه أعضاء فريق "التصميم والبناء والتحليق" الذي يتكون من مجموعة من الطلبة من عدة برامج مختلفة، حيث شارك الفريق في مسابقات دولية للمنافسة بالطائرة التي بناها مع فرق من جامعات عالمية.
كما التقى سموه خلال الجولة الفريق الفائز مؤخراً بمسابقة تطبيقات الهاتف المتحرك 2013 والذي استعرض أمام سموه تطبيق "آي فيزيت" الذي يمكن زوار المعارض أو المتاحف بأخذ جولة ذاتية باستخدام أحدث صور ثلاثية الأبعاد والوسائط المتعددة.
والتقى سموه أيضاً بعدد من الطلبة واطلع على أنشطتهم والأندية الطلابية بما في ذلك النادي الياباني ونادي هان (النادي الكوري) ونادي الهلال الأخضر وأندية المواهب والمسرح.
من جانبهم عبر الطلبة عن سعادتهم بزيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والتحدث اليهم ومناقشته لهم حول أعمالهم وأنشطتهم وبحوثهم، مشيرين الى ان هذه الزيارة تعبر عن مدى الاهتمام الكبير الذي يوليه سموه لصروح العلم والمعرفة والدراسين فيها، مؤكدين انها تركت صدى عظيماً وطيباً في نفوسهم ودافعاً لبذل المزيد من الجهود في مسيرتهم التعليمية، معاهدين الله والقيادة ببذل المزيد من الجهد والعمل خدمة لهذا الوطن العزيز الغالي.
أول نقطة
شملت زيارة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة شبكة الإمارات المتقدمة للبحوث والتعليم (عنكبوت)، حيث اطلع على كيفية ربط المؤسسات التعليمية في الدولة بشبكة عالية السرعة ومشاريع تحويل الإمارات إلى أول نقطة في المنطقة لوصل الشبكات العالمية كتلك الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا وسنغافورة وتطبيقات أخرى تعتمد على شبكة (عنكبوت) لتسهيل عمليات التبادل العلمي والبحث كالمحادثات المرئية ومشاركة موارد المكتبات وغيرها.
واطلع سموه على الصف الافتراضي والذي استخدمت فيه احدث التكنولوجيات للتواصل مع صف جامعي في فرع جامعة خليفة بالشارقة.
وتخلل الزيارة استعراض مشاريع لطلبة الدكتوراه في الجامعة، تنوعت لتشمل مواضيع بحثية متعددة في أمن المعلومات والربوتات والشبكات اللاسلكية والمجالات الطبية، حيث يدرس طلبة الدراسات العليا في الجامعة ضمن برنامج سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لمنح الدراسات العليا للمواطنين (بحوث).