باشر الجيش المصري عصر أمس عملية عسكرية في سيناء لتحرير المجندين السبعة المختطفين في ثلاث مناطق في محيط مدينة الشيخ زويد، قتل خلالها مسلح وتم ضبط ثلاثة آخرين لم يعرف إذا كانوا من خاطفي الجنود أم لا، وسط إعلان حالة الطوارئ في المستشفيات، في حين فرضت حكومة «حماس» المقالة حالة «طوارئ قصوى» على الحدود مع مصر وسط تفاقم أزمة استمرار إغلاق معبر رفح البري لليوم الخامس.
وبدأت القوات المسلحة المصرية هجومها من ثلاثة محاور على شقين، الأول من خلال الاعتماد على القوات الخاصة تحت حماية العربات المدرعة في المنطقة المدنية المتاخمة للمنطقة السكنية بالشيخ زويد والأحراش، التي لن تستخدم فيها الدبابات. أما الشق الثاني فهو استخدام الآليات الثقيلة لاقتحام البؤر الإجرامية في وسط سيناء.
وقالت قناة «النيل» للأخبار في التليفزيون المصري، مساء امس، إن «مُسلحاً قُتل في قصف جوي على قرية البرث شمال سيناء ، وتم ضبط ثلاثة مسلّحين آخرين إلى جانب ثماني سيارات تعود لعناصر مسلّحة».
حالة طوارئ
وفيما أعلنت حالة الطوارئ في مستشفيات وهيئة الاسعاف في شمال سيناء.. دعمت السلطات المختصة مستشفيات المدينة بـ 40 سيارة إسعاف إضافية.
محاصرة قرية
في غضون ذلك، وفي ظل تزاحم المعلومات حيال العملية وغياب التصريحات الرسمية، أعلن مصدر أمني مصري رفيع المستوى أن آليات عسكرية داهمت منازل مهجورة ومنازل لجماعات متشددة بقرية الجميعي جنوب مدينة الشيخ زويد تحت غطاء جوي مكثف لمروحيات عسكرية من أجل تحرير سبعة جنود مختطفين.
وأكد المصدر الامني أن القوات المصرية، الجيش مع الشرطة، فرضت كردونا أمنيا بقرية صلاح الدين في الشيخ زويد أثناء العملية التي بدأتها في سيناء. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية إن القوات المصرية تحاصر قرية صلاح الدين بأكملها نظرا لوجود معلومات تفيد باختباء خاطفي الجنود بالقرية.
وتوقع مصدر أمني آخر مسؤول تحرير الجنود في عمليات مباغتة وسريعة وفقا للخطة الموضوعة والتي يقودها قائد الجيش الثاني الميداني اللواء أحمد وصفي.
وتحلق طائرات حربية ومروحيات بكثافة فوق سماء العريش وحتى المنطقة الحدودية الشرقية في سيناء والمعروفة بالمنطقة ج منزوعة السلاح والتي تضم منطقة رفح والشيخ زويد والقرى المحيطة والملاصقة للحدود المصرية مع إسرائيل.
وكانت قوات الجيش الثاني في مدينة السويس شمالي مصر دفعت بقوات ومدرعات عبر نفق الشهيد أحمد حمدي إلى وسط سيناء للمرة الثانية خلال الـ 72 ساعة الماضية.
فرض الأمن
وتأتي هذه القوات إلى جانب التعزيزات الآلية والبشرية التابعة للقوات المسلحة والشرطة التي تم الدفع بها إلى مناطق سيناء الشمالية خلال ذات الفترة، ما يشير إلى أن العملية العسكرية ستعمل على فرض الأمن والسيطرة على مساحات واسعة من سيناء ولن تقتصر فقط علي استهداف تحرير الجنود السبعة المختطفين.. في وقت عزّزت القوات المشتركة للجيش والشرطة في السويس التواجد الأمني المكثف بالقرب من المجرى الملاحي للقناة وداخل وخارج نفق الشهيد أحمد حمدي وبالمعديات التي تربط الضفة الغربية بالقناة بالضفة الشرقية.
في الأثناء أكدت السلطات المصرية انها تبذل «جهودا مكثفة» لتحرير الجنود السبعة. وقال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ان «هناك جهودا مكثفة تبذل على كافة الأصعدة لعودة الجنود المختطفين بسلامة ودون المساس بهم».
إغلاق أنفاق
وعلى الضفة الشمالية من الحدود المصرية الفلسطينية، أكد مصدر في حكومة «حماس» المقالة التي تدير قطاع غزة فرض حالة طوارئ قصوى على الحدود وسط تفاقم أزمة استمرار إغلاق معبر رفح البري.
وقال مصدر في هيئة الحدود والمعابر التابعة لحكومة حماس المقالة، لوكالة الأنباء الألمانية، إن الهيئة أغلقت الغالبية العظمى لأنفاق التهريب ونقل البضائع بين غزة ومصر وحولت منطقة الشريط الحدودي إلى ما يشبه منطقة عسكرية مغلقة. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تحسبا لاحتمال نقلهم إلى قطاع غزة.
وبالتزامن مع إجراءات حكومة حماس تحدثت مصادر فلسطينية عن حملة مصرية مستمرة لهدم وإغلاق أنفاق تهريب مكتشفة في منطقة الشريط الحدودي طالت أكثر من 10 أنفاق خلال الأيام الأربعة الماضية. وذكرت أن واحدا من الأنفاق التي تم هدمها قبل يومين يعد أهمها وأكبرها في عمليات تهريب سيارات إلى قطاع غزة من الجانب المصري.
أزمة المعبر
يأتي ذلك في وقت استمر فيه تفاقم أزمة إغلاق معبر رفح لليوم الخامس على التوالي بفعل احتجاج عشرات من أفراد الجيش المصري على اختطاف زملائهم من خلال إغلاق المعبر ومنفذ العوجة المخصص لنقل البضائع.
وقالت مصادر في حكومة حماس إن عدد العالقين الفلسطينيين في الجانب المصري من الحدود تجاوز أكثر من 2500 شخص.. في وقت قال وكيل وزارة الخارجية في حكومة «حماس» غازي حمد إن الجانب المصري «يبذل جهودا كبيرة لإعادة فتح معبر رفح من جديد أمام حركة تنقل المسافرين». وذكر أن حكومته تلقت وعودا مصرية جدية بإعادة فتح المعبر من جديد في أسرع وقت «لكن حتى اللحظة لم يتم تحديد موعد رسمي لفتح المعبر».