أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أمس ان السلطات الاردنية «قادرة على اتخاذ الاجراءات التي تحمي» المملكة اذا لم يساعدها العالم في التعامل مع الأزمة السورية، نافياً صحة ما يشاع عن الكونفدرالية مع الفلسطينيين، مشددا أن ذلك لن يتم إلا بعد قياد الدولة الفلسطينية، فيما اتهم فئة قليلة في المجتمع الاردني تريد الاصطياد بالماء العكر.
وقال الملك عبد الله في خطاب متلفز ألقاه في حفل تخرج جامعة مؤتة (الجناح العسكري): «في كل تعاملنا مع الأزمة السورية، كانت حماية مصالح الأردن وشعبنا العزيز هدفنا الأول والأخير»، مضيفاً القول: «أما إذا لم يتحرك العالم، ويساعدنا في هذا الموضوع كما يجب، أو إذا أصبح هذا الموضوع يشكل خطراً على بلدنا، فنحن قادرون في أي لحظة على اتخاذ الإجراءات التي تحمي بلدنا ومصالح شعبنا».
تعاون عربي
وأكد الملك الاردني: «نعمل بكل إمكانياتنا بالتعاون والتنسيق مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية من أجل إيجاد حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا واستقرارها، ويضمن عمل مؤسسات الدولة السورية في رعاية مواطنيها، لتشجيع الإخوة اللاجئين السوريين، ليس في الأردن فقط بل في جميع دول الجوار، على العودة إلى بلدهم»، موضحاً أن «الأزمة في سوريا الشقيقة، فرضت علينا معطيات صعبة جدا ولكنها أصعب بكثير على الاشقاء السوريين وخاصة الذين أجبرتهم الظروف على ترك بيوتهم وأرضهم ونزحوا إلى دول الجوار»، مؤكدا ان «مسؤوليتنا تجاه أشقائنا هي مسؤولية أخلاقية».
وتابع العاهل الاردني القول: «صحيح ان هذا يرتب علينا مسؤوليات وتضحيات كبيرة ولكن الأردن والأردنيين كانوا دائما على مستوى التحدي ونصروا إخوانهم في العروبة والدين والإنسانية، والشعوب الشقيقة التي نساعدها والعالم لن ينسى مواقفنا المشرفة». ودعا الملك المجتمع الدولي الى «العمل من أجل توفير الدعم المالي لتكاليف استضافة هؤلاء اللاجئين».
كونفدرالية
على الصعيد الفلسطيني قال الملك عبد الله الثاني: «إن ما نسمعه في بعض الأحيان عن الكونفدرالية (مع الفلسطينيين) هو حديث في غير مكانه ولا زمانه ولن يكون هذا الموضوع مطروحا للنقاش إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وبإرادة الشعبين والدولتين».
وأضاف أن أي حديث حول هذا الموضوع «ليس في مصلحة الفلسطينيين والأردنيين»، واصفاً الحديث عن الوطن البديل أو توطين الفلسطينيين بأنه «مجرد أوهام»، مؤكدا أننا "لن نقبل تحت أي ظرف من الظروف حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن». وقال الملك الأردني إن «هذا من ثوابت الدولة الأردنية التي لن تتغير».
وأضاف القول: «يا إخوان نريد الانتهاء من هذه الإشاعات، وإن شاء الله هذه آخر مرة أتحدث حول هذا الموضوع»، واصفا القضية الفلسطينية بـ«القضية المحورية في المنطقة وهي على رأس أولوياتنا».
الماء العكر
ومن جهة ثانية، قال الملك عبدالله الثاني إن «هناك فئة قليلة (لم يحددها) حاولت الاصطياد بالماء العكر وإشاعة الفوضى في البلاد واستغلال أجواء الانفتاح والحرية.. وتعتقد أن المرونة والحكمة والصبر، الذي تعاملت به بعض مؤسسات الدولة في المرحلة الماضية، هو نوع من الضعف»، مضيفاً القول: «لا يا إخوان، الأردن قوي وقادر على حماية أرواح وممتلكات أبنائه، وقادر في أية لحظة على فرض سيادة القانون، ولا يوجد أحد أقوى من الدولة.. لكن، نحن دولة حضارية قائمة على مبدأ العدالة وسيادة القانون، واحترام حرية وكرامة الإنسان».
نهج إصلاحي
وتابع الملك الاردني القول إنّ «هذا النهج الإصلاحي يتطلب جهازاً حكومياً على أعلى درجات الكفاءة وليس عرضة للاتهام بالانتماء الحزبي، وعليه العمل على تعزيز مفهوم النزاهة الوطنية»، موضحاً «أنه سيكون الضامن لحماية التعددية والمشاركة السياسية وحماية وحدة النسيج الوطني والاجتماعي، ولتولية المؤسسات مسؤولي صنع القرار».
وخصّ العاهل الأردني أثناء كلمته جزءاً من حديثه عن العنف الذي عرفته إحدى الجامعات الأردنية وأسفر عن سقوط أربعة طلاب، حيث قال إن «العنف غير مقبول بكافة أشكاله وغير مبرر، ولا يمكن السكوت عن هذا الأمر».
العشائر
حول اتهام البعض للعشائر الأردنية بأنها تميل للعنف، أكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أن العشائر لن تكون سبباً للفوضى أو الخروج عن القانون، مشيداً بمساهمة العشائر في تسييس الدولة الأردنية كدولة مؤسسات وقانون، وأن العشيرة ستبقى رمزاً للنخوة والحفاظ على الأمن واستقرار القانون. وقال «أنا أعتز بعشيرتي لكونهم أهلي وعشيرتي الكبيرة، وهناك من يحاول إشاعة الفوضى».