Quantcast
Channel: IPTV Flash News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

حكايات من سجل «النازحين» السوريّين إلى لبنان

$
0
0

مشهد أول: العمل هو ما تبحث عنه مهى، إحدى النازحات من سوريا الى إحدى البلدات البقاعية، مع ستة أطفال كبيرتهم في الـ15 من عمرها.. لدى السيدة الأربعينيّة الأرملة بعض الحبوب التي بقيت من «كرتونة الإعاشة». البيض واللحوم والحليب، كما ثياب العيد القادم، هي من الكماليات.

عشية حلول شهر رمضان المبارك، باعت ربّة الأسرة كيلوغراماً من شاي الإعاشة لتشتري بثمنه الخبز لأولادها على مدار الأسبوع. «بلالهم الشاي، الخبز أهم».

سيتناول أطفالها وجبة سحورهم الأولى من اللبنة مع الخبز، بعدما «تحنّنت» إحدى جاراتها عليهم بكيلو لبنة.. قالت لهم إن عليهم الاقتصاد ليتسنّى لهم تناول اللبنة على ثلاثة أيام. تميل السيدة برأسها جانباً مدارية دموعها، لتؤكد أن ليالي كثيرة تمرّ على أطفالها من دون عشاء.

مشهد ثانٍ: تنتاب الحيرة مريم (54 عاماً)، النازحة السورية الى إحدى قرى جنوب لبنان، وهي تفكر كيف ستؤمّن إفطار العائلة المؤلفة من 7 أشخاص، على مدار 30 يوماً من شهر رمضان، وهي القاطنة منذ شهر في غرفة صغيرة، قدّمتها مجاناً إحدى العائلات اللبنانية، خلت من كل شيء.

بات إعداد مائدة الإفطار ليس بالأمر بالسهل عليها، فلا أدوات طبخ لديها ولا موقد للطهي أو ثلاجة لحفظ المواد الغذائية والمأكولات، فقط غاز بـ»رأسين» وما «تيسّر للإفطار من المساعدات التي يقدّمها إلينا المحسنون والجمعيات الخيرية». «الحمد لله»، تقول، «ما حدا بيموت من الجوع».

تضيف: «يحملون إلينا من حين الى آخر صناديق كرتونية تحوي العديد من أنواع المعلّبات، مع سكر وشاي وملح وأرز ومعكرونة وزيت، فنتدبر أمرنا بما يتيسّر منها حتى يفرجها الله علينا».

وتقول، ووجهها يعتصره الألم، إن وجبة الافطار ستقتصر في هذه الفترة على علب السردين والبيض، إضافة الى البطاطا. وسنستعمل في بعض الحالات موقداً غازياً يعود لأصحاب المنزل»، أما الجدران فـ»لا تنبع مالاً ولا ثياباً».

وجبة واحدة يومياً

مشهد ثالث: من دخل ابنها البكر الذي يعمل في محل حدادة سيارات، تؤمّن أم أحمد وجبة واحدة في اليوم لأسرتها المكوّنة من 8 أطفال، في غياب الزوج الذي «استشهد هناك». ليس بوسع ابن الـ14 ربيعاً أن يجني أكثر من طاقته. يتنقّل أبناؤها حفاة على أرضية المنزل من حولها.

«روحوا اقعدوا على الفرشة»، تصرخ بأطفالها الذين «مرضوا، إلى أن طابوا وحدهم»، كما تقول. لا تعرف أم أحمد شيئاً عن المنظمات الدولية أو غيرها، ولم تسجّل في أي منها، «الله بيدبّر»، تقول، وهي تتمنّى أن تجد جمعية تؤمن كسوة العيد لأطفالها، على الأقل، بما يدخل الى قلوبهم لحظات من الفرح «المسروق»، وفق تعبيرها.

هذه المشاهد تروي بعضاً من حكايات النازحين السوريين في لبنان، على مساحة قراه وبلداته ومدنه.. أكثرهم لا يلجأون إلى طلب المساعدة إلا في حال عجزوا عن تأمين متطلباتهم بأنفسهم.. رجال يعملون في أي شيء، لتأمين مردود مادي لإعالة أسرهم، إذ لا وقت للبطالة..

نساء مسؤولات عن إعالة الأسر وحمايتها، نازحات كنّ أم هاربات في الجرود على الحدود بين سوريا ولبنان في ظروف خطرة ومهلكة في بعض الأحيان. لا تتركن فرصة للعمل في الزراعة، وفي الخدمة المنزلية، إلا وتقبلن بها، ببدل لا يتجاوز الثلاثة آلاف ليرة مقابل كل ساعة عمل في التنظيف، و1500 ليرة في قطاف الخضار.

أطفال من عمر سبع سنوات وما فوق، إناثاً وذكوراً، يعملون في الزراعة، ويمكن أن تجد طفلاً لم يتجاوز السابعة عائداً عند المساء محمّلاً بخمسة كليوغرامات من البطاطا، هي أجرته عن ثماني ساعات عمل، يعمد بعدها إلى بيعها لمساعدة أسرته.

ووسط هذا الواقع، لم تكن أيام رمضان في مدينة حمص، والتي رسمها الطفل رامي (11 سنوات) خربشات على أوراق، تشبه في شيء ما يعيشه حالياً.. وجوده في «ديار الغربة»، وفق توصيفه، لم ينسِه محلات بيع الألعاب والثياب في أسواق حمص، «هونيك كل شي حلو..

وهون، ممنوع فكّر بأكثر من الفيقة بكّير حتى روح عا محلّ الدواليب اللي بشتغل فيه».. يتحدّث عن أحلامه، وهو ينظر الى البعيد كمن يلملم أفكاره، «بِحلم إرجع عا بيتنا بحمص، اشتقت لمدرستي ولرفقاتي.. بِكره الدواليب، لأنها بتذكّرني بالسيارات (الألعاب) اللي كنت أشتريها بعيد الفطر من عيديتي».


Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>