تظاهر مئات الآلاف من المؤيدين لقوى الثورة في مصر أمس في مليونية «النصر والعبور»، تأكيداً على التمسك بمكاسب ثورة 30 يونيو التي أطاحت الرئيس المعزول محمد مرسي. وفيما وجهت القوى الثورية رسائل إلى الولايات المتحدة تؤكد على أن «30 يونيو» ثورة شعبية، واصل الموالون للرئيس المعزول إثارة الصدامات بهدف تعطيل عمل الحكومة الجديدة، واشتبكوا مع الأهالي في العديد من أحياء القاهرة، إضافة إلى تحويلهم جامعة الأزهر إلى منطقة اشتباكات قبل تدخل قوى الأمن.
وتدفق أنصار القوى الثورية إلى ميدان التحرير في مليونية أطلقوا عليها «النصر العبور». وعزَّزت عناصر من الجيش والشرطة من وجودها على مداخل القاهرة، وبمحيط مقار الحكومة، والبرلمان، والحرس الجمهوري والمنشآت العسكرية، والقصور الرئاسية، وعدد من الوزارات الحيوية، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والبنك المركزي.
وأعلن التلفزيون المصري أن عناصر الأمن أوقفوا مجموعة من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي عقب اشتباكات بمحيط الجامع الأزهر، فيما تتواصل مناوشات بين أنصار مرسي ومواطنين بمناطق عدة في القاهرة.
واحتجز مصريون مجموعة من أنصار الرئيس المعزول، بجانب أحد أسوار الجامع الأزهر بعد اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين عقب صلاة الجمعة، وامتدت إلى منطقتي الجمالية والغورية المجاورتين للأزهر. ووصل تشكيل من قوات الأمن إلى حيث يُحتجز أنصار مرسي، وتم تخليصهم من أيدي المواطنين واقتيادهم إلى مراكز أمنية للتحقيق.
مناوشات وإشكالات
كما دارت مناوشات بين مؤيدي القوى الثورية وبين أنصار مرسي الذين انتشروا بمناطق وأحياء عدة بالقاهرة، على خلفية قيامهم بترديد هتافات معادية للجيش المصري، ضمن جمعة حملت شعار كسر الثورة التي أطاحت مرسي. وجرت تلك الاشتباكات بمناطق دوران شبرا والمطرية والوايلي و«بين السرايات» وشارع مراد. وكان عشرات الآلاف من أنصار مرسي بدؤوا، عقب صلاة الجمعة، التظاهر في عدد من الميادين بالقاهرة، مطالبين بعودته إلى الحكم.
وقامت قوات الجيش بشارع يوسف عباس، والذى يقع في نهايته مسجد المصطفى والقريب من الحرس الجمهوري، بإغلاقه بالأسلاك الشائكة ومنع حركة المشاة فيه، وقامت بوضع العديد من المدرعات بالقرب من مسجد المصطفى، بعدما أعلن مؤيدو الرئيس المعزول التوجه بمسيرة من شبرا إلى مسجد المصطفى.
وكانت القوات المسلحة المصرية جدّدت التأكيد على حق التظاهر السلمي غير أنها حذَّرت من أن مَن العنف.
رسائل لأميركا
وأعلنت القوى الثورية تنظيم عدة مسيرات إلى السفارة الأميركية اعتراضاً على ما سموه بالتدخل الأميركي بالشأن المصري الداخلي، وللمطالبة أيضاً برفض المعونة الأميركية لمصر، والتأكيد أن مصر قادرة على الاستغناء عن تلك المساعدات. ودعت القوى الوطنية والثورية، بمبادرة من التيار الشعبي المصري، وبالتنسيق مع المصريين المقيمين بالخارج، للتظاهر أمام سفارات الولايات المتحدة بعدد من دول العالم، في محاولة منهم للتأكيد على أن ما حدث يوم 30 يونيو وما أعقبه من تغييرات سياسية أطاحت حكم الإخوان المسلمين بمثابة ثورة شعبية بكل المقاييس ودعمها للمؤسسة العسكرية، رافضاً لفكرة الانقلاب العسكري الذي يتحدث بها الكثير داخل مصر وخارجها.
وأكدت الناطق باسم التيار الشعبي منى عامر:إنه تم الاتفاق على إرسال رسائل للكونغرس الأميركي والإدارة الأميركية وجميع المؤسسات، مفادها أن ما حدث بمصر بعد ثورة 30 يونيو، كانت تعبيراً ونتيجة عن إرادة شعبية، وأن انحياز الجيش للشعب كانت حتمياً حتى لا يعطي الفرصة لوقوع صدام بين المصريين وحقناً للدماء. إلا أنها وصفت الموقف الأمريكي مما حدث من تغييرات سياسية بـ «المتعنت».
طوارئ
أعلنت سلطات الأمن بمطار القاهرة حالة الطوارئ القصوى أمس، بالتزامن مع الحشود والمسيرات التى شهدتها الميادين من معارضي ومؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، وترديد بعض دعوات العنف من مؤيديه. القاهرة - الوكالات