ساد هدوء حذر ميادين القاهرة أمس بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والقوى الثورية، فيما انتقل التوتر والاشتباكات إلى محافظتي المنوفية وبورسعيد حيث سقط قتلى وجرحى، وشهدت بورسعيد حرقاً متبادلاً للمحال والممتلكات بعد إطلاق مؤيدي «الإخوان» النار على محال تجارية تحمل صور قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وفيما اعلنت الرئاسة المصريةان هناك «موجة ارهاب في البلاد» وستتم مواجهتها، حقق الجيش المصري تقدماً في سيناء وقتل عشرة ارهابيين والقى القبض على 20 آخرين في الـ 48 ساعة الاخيرة.
في تفاصيل المشهد الميداني، ساد الهدوء ميادين القاهرة امس بعد يوم من اشتباكات دامية اوقعت عشرات القتلى بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والقوى الثورية، إلا ان التوتر انتقل إلى محافظات اخرى.
واعلنت الرئاسة المصرية انها «تشعر بالحزن لاراقة الدماء»، الا انها اكدت ان هناك «موجة ارهاب في البلاد» وستتم مواجهتها.
وقال المستشار السياسي للرئيس المصري الموقت، مصطفى حجازي، في مؤتمر صحافي: «نشعر بالحزن لاراقة الدماء» في اشتباكات مدينة نصر التي اوقعت 72 قتيلا فجر السبت، ولكنه شدد على انه «لا يمكن نزع ما يحدث عن سياق الارهاب" مشددا على ان هناك "موجة ارهاب وسنكسرها». واكد حجازي انه «سيتم اتخاذ موقف بعد انتهاء التحقيقات ايا كان من يثبت مسؤوليته».
اشتباكات السويس
في السياق، قتل شخصان في مدينتي بورسعيد (شمال شرق) وكفر الزيات (شمال) واصيب 28 آخرون بجروح في اشتباكات وقعت بين انصار مرسي ومعارضيه، بحسب ما افادت مصادر امنية لوكالة «فرانس برس».
وقال مصدر امني ان محمد عطية (18 سنة) قتل بعد ان اصيب بطلق ناري فى الظهر واصيب 28 اخرون بجروح في احداث عنف اندلعت في بورسعيد بين مؤيدي ومعارضي مرسي. كما اسفرت الاشتباكات عن تحطيم سيارة شرطة وثلاثة محلات تجارية «تابعة لأنصار التيار الاسلامي».
وأوضح انه اثناء تشييع جنازة عمر هريدي، الذي سقط في احداث رابعة العدوية بالقاهرة، قام المشيعون خلال فترة السحور بإطلاق الاعيرة النارية في الهواء كما قاموا بتحطيم سيارة شرطة كانت تقف بجوار كنيسة في شارع محمد علي بمدينة بور فؤاد المجاورة لبورسعيد. وذكرت تقارير أن مسلحين خطفوا تاجراً قبطياً.
وأضاف المصدر الامني ان اشتباكات اندلعت بعد ذلك بين المشيعين ومجموعة من شباب الالتراس (مشجعي فريق المصري البورسعيدي لكرة القدم) واستخدمت فيها الاسلحة النارية والخرطوش والحجارة، ما اسفر عن مصرع الشاب محمد عطية من الالتراس البور سعيدي. وحدثت على الاثر مطاردات في شوارع المدينة من شباب الالتراس وانصار الرئيس المعزول وقامت قوات الجيش والشرطة بالانتشار المكثف في المدينة للسيطرة على الموقف.
هتافات معادية
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات والمناوشات في جميع مناطق التوتر بدأت بترديد أنصار مرسي هتافات معادية للقوات المسلحة وقادتها ولقوات الشرطة والقادة الدينيين في البلاد.
وأضرم عشرات من أهالي محافظة بورسعيد المصرية، النار في محال تجارية مملوكة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، ثأراً لمقتل شاب في اشتباكات.
كفر الزيّات
كما شهدت مدينة كفر الزيات «اشتباكات عنيفة بالاسلحة النارية» بين مؤيدي ومعارضي مرسي اثناء تشييع الاسلاميين جثمان محمود حسن عبدالحميد الذي سقط كذلك في اشتباكات مدينة نصر فجر السبت ما ادى الى مقتل شخص واصابة عشرات آخرين.
وفي المنوفية بالدلتا، نشب «حريق هائل» في مقر الإخوان بمدينة السادات اثر خروج الاهالي في مسيرة ردا على مسيرة لانصار مرسي «خرجت من مسجد النور مرددة هتافات مناهضة للجيش المصري والفريق عبدالفتاح السيسي». واضافت الوكالة ان ذلك «اثار حفيظة واستياء الاهالي الذين خرجوا في مسيرة مضادة وقاموا بحرق المقر ردا على هتافات مؤيدي (الرئيس) المعزول».
إلى ذلك، وقعت مناوشات وملاسنات بين مواطنين وبين مشاركين في مسيرات مؤيدة لمرسي طافت شارع النيل وميدان المحطة بمحافظة أسوان (أقصى جنوب البلاد)، وأمام مسجد حاتم القريب من ميدان «فيكتور عمانوئيل» بمحافظة الاسكندرية الساحلية، وبميدان «بالاس» وشارع الكورنيش في محافظة المنيا (جنوب القاهرة)، وبمدينة مرسى مطروح غرب البلاد.
حملة سيناء
من جهة اخرى، قتلت قوات الجيش والامن المصرية عشرة مسلحين ارهابيين والقت القبض على عشرين آخرين في الـ 48 ساعة الاخيرة في شمال سيناء، بحسب ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر امني رفيع المستوى.
واوضح المصدر ان «العمليات الامنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة حاليا في شمال سيناء لملاحقة العناصر الارهابية المسلحة اسفرت هذه العمليات خلال الـ 48 ساعة الماضية عن تصفية 10 من هذه العناصر المسلحة الارهابية بخلاف عدد كبير من المصابين» من دون ذكر عدد محدد.
حفظ الأمن
أكد وزير الداخلية المصري، اللواء محمد إبراهيم، أن الشرطة ستتصدى بكل قوة لأي محاولة للإخلال بالأمن. وقال إن الشعب منح الجيش والشرطة شرعية للتصدي لكل من يزعزع أمن الوطن.
وقال إن ثورة 30 يونيو كشفت الظلم والضغوط التي طالت ضباط الشرطة خلال الأيام الماضية، وساعد بشكل كبير على سقوط الكثير من ضحايا للشرطة في إزالة الفجوة الكبيرة ما بين الشعب والشرطة، وإعادتها إلى أحضان الشعب مرة أخرى.