أعربت الإمارات عن شكرها للرئيس المصري عدلي منصور والحكومة المصرية على التسهيلات والتعاون مع المجموعة التي ضمت إلى جانب الإمارات كلاً من «قطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي»، وسعت لإيجاد حل للأزمة الراهنة في مصر وتوفير كل الفرص لإنجاح مهمة هذه المجموعة، وحضّت الإمارات كافة الأشقاء المصريين إلى دعم خارطة المستقبل، في وقت أكد عضو البرلمان المصري السابق مصطفى بكري أن الشعب المصري يقدر الجهود الإماراتية في دعمه ومساندة ثورته، فيما أكدت السفارة المصرية في أبوظبي أن زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية للقاهرة فتحت آفاقاً جديدة للعلاقات بين البلدين.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: «إن المجموعة كانت حريصة على تيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن من خلال دعم خارطة المستقبل واحترام الإرادة الشعبية التي تجسدت في 30 يونيو و26 يوليو وتعزيز الانتقال الديمقراطي في مصر بما يعزز استقرارها وازدهارها».
وأضاف سموه: «لقد سعت المجموعة من خلال عملها المتواصل على مدى الأيام الماضية إلى الانتهاء من الاعتصام بما يمثله من توتر وتعريض للسلامة العامة والسلم المجتمعي، والحرص على عودة الحياة الطبيعية إلى مصر الشقيقة»، وقال: إن «الإمارات تحض الأشقاء المصريين كافة على دعم الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لدعم خارطة المستقبل، وتؤكد أنها لن تألو جهداً في دعم مصر وشعبها والوقوف بجانبها».
وكان سموه التقى بمقر إقامته في القاهرة ليل الثلاثاء في ختام زيارته إلى القاهرة، المستشارة تهاني الجبالي عضو المحكمة الدستورية السابقة وعضو مجلس الشعب السابق مصطفى بكري واللواء أحمد رجائي رئيس جبهة العسكريين المتقاعدين ود. عزة هيكل أستاذ الاجتماع بجامعة القاهرة والكاتب والباحث الدكتور عبدالرحيم علي.
ويأتي هذا اللقاء ـ الذى حضره معالي محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية ـ في إطار اللقاءات التي قام بها سمو وزير الخارجية في القاهرة مع عدد من قادة الاحزاب والقوى السياسية المصرية لاستعراض التطورات الراهنة التي تشهدها الساحة المصرية.
تصريح بكري
وصرح مصطفى بكري عقب اللقاء لمراسل وكالة أنباء الإمارات «وام» بالقاهرة: «أننا وجهنا الشكر إلى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة المناصر للثورة المصرية والداعم للشعب المصري ولجهود الامارات في دعم الاقتصاد المصري والبعد الاجتماعي الذى تقوم به». وقال بكري إن «سموه استعرض مع أعضاء الوفد موقف دولة الإمارات الداعم لمصر ولشعبها وأطلعهم على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات على صعيد المحافل الدولية والإقليمية لدعم الثورة المصرية».
حديث السفارة
إلى ذلك، ثمن المستشار الإعلامي في السفارة المصرية بأبوظبى شعيب عبدالفتاح زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الى مصر وقال إنها «جاءت ضمن الرسالات القوية والثابتة لدولة الامارات، في دعم مصر قيادة وشعبا بعد ثورة 30 يونيو»، وأشار عبدالفتاح في حديث لـ«البيان» إلى أن «سموه وصل الى القاهرة بعد مباحثات مهمة مع نظيره الأميركي جون كيري، والتي طالبه فيها سمو الشيخ عبدالله بضرورة النظر للوضع في مصر على أنه ثورة أحدثت تغييرا مدعوما بإرادة شعبية، وأن على الجميع مساندة مصر لتعود الأمور إلى طبيعتها، وانه يجب عدم مساندة الإرهاب، كما كان سموه قد قام من قبل بجولات مكوكية شملت واشنطن وباريس وبرلين لشرح حقيقة الثورة، وحض هذه العواصم الكبرى على دعمها، وكان من الأهمية أن يستكمل هذا الجهد بزيارة القاهرة، في رسالة تحمل كل معاني الدعم السياسي والدبلوماسي لشعب مصر أمام العالم أجمع، خاصة في ظل ما تشهده الساحة المصرية من أحداث أعقبت الثورة».
زيارة ونتائج
وأكد المستشار عبد الفتاح أنه «من الطبيعي أن يؤكد هذا الحضور الإماراتي الضخم على الساحة المصرية ما تتمتع به دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة من تقدير كبير ومكانة رفيعة لدى الشعب المصري وقياداته الوطنية، وهذا ما تجلى خلال الزيارة في حرص الجميع على تقديم الشكر لدور القيادة الاماراتية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على ما قدمه من دعم ومؤازرة للشعب المصري في ظروفه العصيبة الحالية، والحرص على الاستمرار في مساندته حتى يصل الى بر الأمن والاستقرار، ويحقق ما يصبو إليه من تقدم وازدهار».
وحول نتائج الزيارة أشار المستشار شعيب عبدالفتاح إلى أن «زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد للقاهرة فتحت باب المستقبل أمام الاستثمارات الاماراتية في مصر، فقد شدد سموه خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوي، على حرص الإمارات قيادة وشعبا على الوقوف بجانب مصر بكل قوة خلال المرحلة الراهنة وتقديم كافة أشكال الدعم الممكن لها، ليس فقط من خلال حزمة المساعدات والقروض لدعم الاحتياطي النقدي، وإنما أيضا من خلال برامج تنموية في الأجلين المتوسط والطويل بهدف تطوير وإعادة العديد من قطاعات الاقتصاد القومي».
لقاء الإبراهيمي
من جانب آخر، استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بمقر اقامته بالقاهرة الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي العربي المشترك الى سوريا.
تناول اللقاء التطورات على الساحة العربية خاصة الوضع في سوريا والجهود التي يبذلها الابراهيمي بالتعاون مع الأطراف العربية والدولية لحل الأزمة السورية وعقد مؤتمر جنيف 2 للوصول الى حل سياسي فيما بين السوريين فضلا عن مناقشة السبل القائمة للوصول الى تسوية شاملة للأزمة. كما تناول اللقاء الذي حضره معالي محمد بن نخيره الظاهري سفير الدولة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية؛ المستجدات الراهنة التي تشهدها الساحة المصرية والجهود المبذولة للخروج من المأزق الراهن.