لم تأتِ رياح عيد الأضحى المبارك بما تشتهي وزارة الاقتصاد ويأمل المستهلكون، وذهبت أمنيات إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد وتأكيداتها بشأن خفض أسعار الأضاحي العام الجاري بنسبة لن تقل عن 20% مقارنة بالعام الماضي أدراج الرياح !! فقد حدث العكس أمس وأول من أمس حيث ارتفعت أسعار الأضاحي في أبوظبي بنسب فاقت 60% لغالبية الأنواع بسبب الإقبال الكبير من المواطنين والمقيمين على الشراء ثم تراجعت الأسعار بنسبة 30% مقارنة بأول من أمس بسبب تراجع الإقبال.
وارتفعت الأسعار أول أيام العيد بشكل غير مسبوق حيث قفز سعر الخروف الجزيري من 550 درهما إلى 1200 درهم والخروف النعيمي من 1400 درهم إلى 2200 درهم والخروف الصومالي الصغير من 320 درهما إلى 550 درهما، وتراجعت هذه الأسعار أمس إلى 900 درهم للخروف الجزيري و1900 درهم لخروف النعيمي والنجدي و450 درهما للخروف الصومالي الصغير.
وفسر تجار التقتهم "البيان" أمس في مسلخ الجمهور وحظائر المواشي والخراف في أبوظبي أمس الارتفاع الكبير في الأسعار إلى ندرة المعروض من الخراف خاصة الإيرانية حيث فوجئوا على غير المتوقع بقلة أعداد الخراف القادمة من إيران إلى الدولة عبر سلطنة عمان حيث تعاقد تجار سعوديون على جزء كبير من الكميات التي كانت تصل إلى كبار التجار في إمارة رأس الخيمة.
وأشار التجار إلى أنهم فوجئوا بأن كبار التجار الموردين يؤكدون لهم عدم تواجد معروض كبير لديهم بسبب إجراءات الحصار على إيران فضلا عن توجيه كميات كبيرة من الخراف إلى السعودية الأمر الذي إضطرهم إلى الشراء بأسعار مرتفعة.
وألمح التجار إلى أنهم حذروا إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد خلال اجتماعاتها الدورية معها من وجود مشكلة كبيرة في استيراد الخراف من إيران فضلا عن تأكيد تجار رأس الخيمة لهم أن تجارا سعوديين يتعاقدون على كميات كبيرة من الخراف الأمر الذي يقلل المعروض من الخراف بشكل كبير.
غياب المبررات
وكانت الإدارة على لسان الدكتور هاشم النعيمي مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد أكدت أن أسعار الأضاحي ستنخفض بنسبة لاتقل عن 20% قبيل عيد الأضحي المبارك مشددة على أن الأسعار لن تشهد ارتفاعات غير مبالغ فيها حيث لايوجد مبررات منطقية للزيادة.
وأرجع الدكتور هاشم النعيمي تأكيدات الوزارة بتراجع أسعار الخراف والمواشي بسبب تراجع أسعار صرف الريال الإيراني إضافة إلى كثرة المعروض من الأضاحي في عدد من الدول على رأسها إيران.
كما نوه إلى زيادة المعروض من الخراف بجميع أنواعها وخاصة الجزيري والهندي والنجدي مؤكدا على أن إمارة دبي تستقبل حاليا كميات كبيرة من الأغنام الهندية..
وقال: الوزارة تؤكد للمستهلكين على أن أسعار الأضاحي ستكون كأسعار الفترة التي تسبق العيد وحاليا الخروف الجزيري بنحو 500 درهم وسيباع بنفس هذا السعر تقريبا قبيل العيد، والوزارة تطلب معاونة التجار لها لإنجاز هذا الهدف.
إلا أن ماحدث كان العكس تماما حيث ارتفعت الأسعار. وحاولت البيان أمس الاتصال بالدكتور هاشم النعيمي عدة مرات لسؤاله عن أسباب الإرتفاع إلا أن تليفونه كان مغلقا.
وقال مستهلكون لـ"البيان" أمس إنهم فوجئوا أول من أمس عند توجههم إلى مسلخ الجمهور في أبوظبي لشراء وذبح الأضاحي بوجود ارتفاع غير مبرر في الأسعار وبشكل لم يكن متصورا الأمر الذي دفع بعضهم للذهاب إلى سوق بني ياس والشهامة لشراء أضاحي بسعر أقل إلا أن كل الأسواق شهدت ارتفاعا في الأسعار.
وأوضحوا أن الإقبال الكبير من المستهلكين وخاصة من المواطنين دفع التجار إلى المغالاة الكبيرة في الأسعار في اليوم الأول مشيرين إلى أن تراجع الإقبال في اليوم الثاني أمس أدى إلى تراجع الأسعار بنسب وصلت إلى 30%.
وقال مستهلك : اشتريت أمس خروف جزيري من سيارة وقفت خارج المسلخ بسعر 900 درهم وكان هذا الخروف يباع أول من أمس بسعر 1200 درهم كما اشترى صديق لي خروفين جزيري بسعر 1500 درهم لكن أحجامهما صغيرة، وعلى أية حال فإن أسعار اليوم الثاني كانت مشجعة خاصة وأن ظاهرة الزحام الكبيرة غابت عن المسلخ في اليوم الثاني.
وشدد المستهلكون على أنه لم يلاحظوا وضع أية فواتير أو أسعار على الخراف التي تباع في سوق المواشي والخراف موضحين أن "الفصلا" بين البائع والمشتري كان وما زال هو السائد والفيصل.
إلزام التجار
وكانت إدارة حماية المستهلك قد ألزمت خلال اجتماعاتها التجار على ضرورة وضع قوائم أسعار على الخراف والمواشي التي يعرضونها للبيع. ونوه الدكتور النعيمي إلى تجربة إمارة دبي في هذا الخصوص لافتا إلى أن دائرة التنمية الاقتصادية في دبي تقوم بمصادرة الخراف والمواشي التي يرفض تجارها وضع قوائم أسعار عليها بحيث لا يخدعون المستهلكين.
وقال النعيمي: الوزارة والدائرة سيطبقان هذا الإجراء في أبوظبي هذا العام لأول مرة ولابد أن يلتزم الجميع بحيث لايتم رفع الأسعار بشكل عشوائي كما أن الوزارة والدائرة سيكثفان جولاتهما الرقابية خلال الفترة المقبلة.
ونوه الدكتور النعيمي إلى أن أسعار الخراف قبل العيد جيدة جدا مشيرا إلى أن سعر الخروف الإيراني من نوع الجزيري يتراوح بين 450 درهم إلى 500 درهم .وقال: لن نسمح برفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.
وكان التجار قد استعرضوا خلال الاجتماعات المشكلات التي يواجهونها مؤكدين على أن الموردين الرئيسين في الدولة والذين يتركزوا في إمارة رأس الخيمة سيقومون برفع الأسعار قبيل العيد بأيام ، إضافة إلى ارتفاع تكلفة نقل المواشي من إيران إلى أبوظبي حيث يفضل تجار اليوم نقلها عبر الطائرات وليس عبر السفن في الخليج حيث إن النقل البحري يؤدي إلى نفوق الكثير من الخراف والمواشي.
وتوقع التجار أن ترتفع أسعار الأضاحي بنسبة 20% مشيرين إلى أن الطلب يتزايد حاليا على خراف وأغنام رأس الخيمة من تجار المملكة العربية السعودية حيث يتعاقد تجار السعودية على كميات ضخمة من موردي رأس الخيمة الأمر الذي سيؤدي إلى وجود نقص في المعروض مع زيادة الطلب المحلي.
كما طرح التجار شكوى تأخر الإفراج الصحي عن الخراف والأغنام والمواشي مما يقلل من كميات المعروض مطالبا بتخفيف الإجراءات الصحية كما إستبعدوا وضع قوائم أسعار على الخراف التي يبعونها مؤكدين على أن سعر كل خروف يختلف عن الآخر.
إلا أن الدكتور النعيمي أكد خلال الإجتماع أن الهدف من قوائم الأسعار هي عدم استغلال المستهلكين مشيرا إلى أنه من السهل أن يحدد التجار قائمة تشير على سبيل المثال أن سعر الخروف النجدي وزن 15 كيلو مبلغ محدد وهكذا.
وعود
أوضح مدير إدارة حماية تالمستهلك في وزارة الاقتصاد الدكتور هاشم النعيمي أن الوزارة يهمها أن يحقق التجار مكاسب وهذا أمر طبيعي إلا أنه ينبغي أن تكون الأرباح معقولة وغير مبالغ فيها علما بأن زيادة الأسعار بنسب تتراوح بين 5% إلى 10% هي زيادة طبيعية ومبررة.
حيث إن باعة الخراف يتولون عملية إطعامها في الحظائر إضافة إلى نقلها من رأس الخيمة إلى أبوظبي وأن الأسعار في أبوظبي قد ترتفع بسبب مجيء الخراف إليها من إيران عبر رأس الخيمة لكن بكل تأكيد فإن الوزارة ترفض بشدة أية زيادة في الأسعار تتعدى نسبتها 10%.
ولفت إلى أن الوزارة والدائرة ستواصلان عقد اجتماعاتهم مع موردي الخراف والمواشي واللحوم في إمارة أبوظبي لمناقشتهم حول أسباب ارتفاع الأسعار.