Quantcast
Channel: IPTV Flash News
Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

ظاعن شاهين: الرسالة الإعلامية التبادلية قلبــت الأدوار لمصلحة المتلقي

$
0
0

أكد ظاعن شاهين المدير التنفيذي لشؤون الصحافة في مؤسسة دبي للإعلام رئيس تحرير صحيفة " البيان" على ظهور مصطلح الرسالة الإعلامية التبادلية التي قلبت الأدوار، فأصبح المتلقي هو صاحب الرسالة الإعلامية.

واستعرض ظاعن شاهين في محاضرة ألقاها في مقر الإدارة العامة لجمارك دبي تاريخ الإعلام في الدولة، من الكلمة المكتوبة المتمثلة في الصحافة إلى كل أشكال العمل الإعلامي الأخرى في الإمارات، وهو ما يمنح الميدان الصحافي قصب السبق في هذا المجال، عبر مجلة "أخبار دبي"،أما الإذاعة فبدأ زمنها في دولة الإمارات بانطلاق صوت الساحل التي أسسها الانجليز وظهرت من خلال القاعدة البريطانية بمنطقة المرقاب في الشارقة، ومع انسحاب الإدارة الإنجليزية من المنطقة أغلقت الاذاعة، فقررت حكومة دبي شراءها فأطلقت إذاعة دبي التي بدأت بثها في العام 1970.

وفي مجال البث التلفزيوني، قال شاهين إن تلفزيون أبوظبي سجل أسبقيته حيث بدأ بثه في السادس من أغسطس من العام 1969 بالأبيض والأسود قبل انطلاق تلفزيون الكويت من دبي بشهر واحد تقريباً، والذي بدأ بثه في التاسع من سبتمبر من العام 1969، بينما امتلك تلفزيون دبي عصا السبق عندما افتتح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في الثاني من ديسمبر من العام 1974 أول تلفزيون ملون في الخليج.

ولفت شاهين خلال المداخلات إلى أن ضعف مخرجات التعليم الخاصة باللغة العربية يقف حجر عثرة في طريق توطين مهنة الإعلام، وشدد على الحاجة للصحافة المتخصصة التي تمتلك مراكز بحثية وقاعدة بيانات وإحصاءات تتولى توضيح الصورة ودحض الافتراءات والوقوف في وجه الحملات المغرضة، بينما الفضائيات الإخبارية البحتة لا عوائق أمام القطاع الخاص في الدولة لاطلاقها، في ظل شفافية حكومية مشهودة.

تحولات كبرى

يشكل الإعلام بأجهزته المختلفة إحدى أبرز المؤسسات التربوية والتوجيهية في المجتمع، ويفوق تأثيره تأثير الأسرة والمدرسة.. فالصورة المتحركة التي يعرضها التلفزيون، أو الثابتة التي ترتسم على صفحات الصحف قادرة على التفاعل مع وجدان المتلقي وفكره ومشاعره.

من هنا نقول بأن الإعلام وسم عصرنا هذا وأصبح علامته المميزة، فحرّك العقول، وغيّر الاتجاهات، وساهم في رسم خريطة الإدراك الوجداني. في هذه المحاضرة سنحاول أن نرصد تاريخ نشأة الإعلام في دولة الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، ونلقي الضوء على التغيير الذي حدث في كينونته، والتطورات التي صاحبت هذا التغيير.

رسالة إعلامية

نحن اليوم نعيش عصراً معلوماتياً مثيراً ومختلفا في كل شيء، فلم يحدث على مر العصور الماضية، أن توافرت للناس هذه الوفرة الهائلة من المعلومات ومصادرها، ولم يحدث أبداً أن شكّل فرزها تحدياً للناس جميعا، فالنشر واسترجاع النشر أصبح اليوم، سهلاً وممكناً وفي متناول كل فرد تقريباً، ولكن صدقية المعلومات المتاحة هي ما يربك الجميع.

كما أن الرسالة الإعلامية تغيرت شكلا ومضمونا فقد كانت الرسالة الإعلامية سابقا رسالة، موجهة، ترسم وتصاغ وترسل من طرف واحد لمتلقٍ ربما لا يقتنع بفحواها لكنه مجبور على التعامل معها إما بتقبلها أو رفضها.

اليوم وفي ظل التسارع التكنولوجي تغيرت المعايير وأصبحت الرسالة الإعلامية رسالة نابضة بالحركة، ممتلئة بالحيوية وأضحت تتنفس وتجادل وتصرخ بأعلى صوتها رافضة أحيانا ومؤيدة في أحيان أخرى.

لم يعد ما يسمى السيطرة على وسائل الإعلام، وتوجيهها بشكل يضمن عدم إثارة القضايا المسكوت عنها ناجعا، بعد أن أوجدت الوسائل التكنولوجية الحديثة ساحات افتراضية، وبرلمانات تحاورية، وقمم تشاورية استطاعت أن تحرك جموع البشر بشكل عجزت عنه الوسائل والأدوات الأخرى.

أدت تلك الوسائل الجديدة للتعبير عن الرأي، إلى قلب الأدوار المتعارف عليها سلفا، فأصبح المتلقي هو صاحب الرسالة الإعلامية والسلطة والجماهير هم متلقو ومستقبلو تلك الرسالة.

لاحظ الكثيرون من خلال متابعتهم للأحداث الجارية الآن أن تكنولوجيا الإعلام التبادلي غيرت من أنماط السلوك الخاصة بوسائل الاتصال من حيث تطلبها لدرجة عالية من الانتباه خاصة في الأمور التي تتطلب وجهة نظر أو رؤية ما.

أصبح المتلقي في ظل الإعلام الجديد مرسلا، وأضحت الصورة الغائبة عن إطارها أو المهملة واضحة، نقية دون زيف أو تجميل.. وبعد أن كانت الرسالة تتم من طرف واحد هو المرسل، ويكون رجع الصدى في هذه الحالة بطيئاً،أصبح الإعلام اليوم تبادلياً بمحتواه ورسالته فغيّر عادة المتابعة السطحية وحقق درجة عالية من التفاعل بين المستخدم والوسيلة.

قصب السبق

من هنا وجدت أن نقف عند مفاصل بعينها فنضيء جوانبها، ونرصد الحراك الإعلامي الذي تموج به ساحتنا المحلية اليوم، حتى نتمكن من تأسيس رؤيتنا المقبلة وفق بنيان مكين يتيح للآخر معرفتنا بشكل أكثر وضوحاً.

لقد سبقت الكلمة المكتوبة المتمثلة في الصحافة كل أشكال العمل الإعلامي الأخرى في دولة الإمارات، فلم تعرف الساحة المحلية أدوات إعلامية سبقت الكلمة المكتوبة، وهو ما يمنح الميدان الصحفي قصب السبق في هذا المجال.

وإذا أردنا أن نؤرخ للصحافة النظامية في الإمارات فنستطيع القول إنها بدأت مع ظهور «أخبار دبي» النشرة المجلة التي صدرت في16 يناير من العام 1965 بشكل نصف شهري في البداية ثم تحولت إلى إصدار أسبوعي، وكان لها الفضل في حفظ الكثير من الوقائع والحوادث المدونة، فقد اهتمت بأخبار البلدية، بالإضافة إلى أخبار الفعاليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي كانت تحدث في دبي في ذلك الوقت، وتوسعت المجلة لنشر الإعلانات الصادرة عن المؤسسات والدوائر الأخرى.

ويعد أمين صقر أول من فكر في إصدار المجلة وتولى تحريرها، وتضمنت النشرة في أول أعدادها خطاباً ألقاه مدير بلدية دبي كمال حمزة الذي تولى الإشراف على المجلة وتطويرها، فمن خلال ذاك الإصدار انطلقت المسيرة الصحافية المنظمة والمنتظمة في إمارة دبي على وجه الخصوص.

وفي الإمارات عموماً، وذلك قبل أن تسلم هذه الراية لصحيفة «البيان» في العاشر من مايو من العام 1980والتي لا تزال تصدر منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا تحت مظلة إعلام دبي ومن ثم مؤسسة دبي للإعلام.

نشرة تكتب باليد

ترجع البدايات المتواضعة للصحافة إلى العام 1927 عندما أصدر أبراهيم محمد المدفع نشرة نصف شهرية عبارة عن صفحتين أطلق عليها اسم «عمان» بالتعاون مع بعض الشعراء والأدباء من أبناء المنطقة، وكانت «عمان» التي طغت عليها لغة الأدب تكتب باليد، ويطبع منها خمس نسخ يتم تداولها بين الأهالي ممن يعرفون القراءة، متضمنة مقتطفات من الأخبار التي تنشرها الصحف العربية الصادرة في الحجاز ومصر والعراق.

والتي كانت تصل إلى الشارقة بعد موعد صدورها بأسابيع عدة، إلى جانب مجموعة مختارة من الأخبار المحلية وأسعار السلع والحكايات المتفرقة من هنا وهناك، وبعض الموضوعات السياسية الدائرة في الأقطار العربية،الا أنها توقفت كليا بعد عام من الصدور.

"صوت العصافير" الشبابية

وجرت محاولة ثانية في العام1933 قام بها بعض من شباب دبي والشارقة بمساعدة شباب من البحرين، عندما أصدروا نشرة يومية كانت تكتب باليد أيضا، وأطلقوا عليها اسم «صوت العصافير»، بالإضافة إلى عدد من نشرات وملصقات الحائط التي كانت تعلق في الأسواق وبها إعلانات باللغة الإنجليزية عن مواعيد وصول السفن التي تأتى من الهند وإيران.

ولا يستثني المتابعون لتأسيس الحركة الإعلامية في دولة الإمارات من ذلك وجود محاولات صحافية ومجلات حائط ونشرات وأشكال أخرى من المطبوعات، كانت قد ظهرت هنا وهناك.

"النخي" بمجهود فردي

في مدينة العين أصدر مصبح بن عبيد الظاهري صحيفة بجهد رجل واحد حملت اسم «النخي» وذلك في مطلع الثلاثينيات من القرن المنصرم، من خلال دكان صغير كان يمتلكه ويقدم من خلاله المشروبات وطبق "النخي" الشعبي حيث يقوم الظاهري بكتابة مجموعة من الأخبار التي يلتقطها من الإذاعات على أوراق الأكياس ليطلع عليها من يعرف القراءة من أهالي المنطقة، وكان يتطوع لقراءتها لمن لا يجيد القراءة والكتابة.

كما ظهرت في دبي والشارقة وبعض الإمارات الأخرى محاولات متقطعة في كنف الأندية الرياضية والثقافية على وجه الخصوص، حيث كان للمد القومي حضوره في نفوس النخبة من المثقفين الشباب، جعلهم ينخرطون في تأسيس اللجان والجمعيات الثقافية والأندية الرياضية، التي شكلت اللبنة الأولى لظهور الصحافة بمفهومها الحديث، فتلك الأندية ساهمت كثيرا في إفساح المجال أمام ظهور أصوات وطنية في ميادين الصحافة والأدب والفنون.

ومع مطلع الثلاثينيات بدأت بعض النشرات تظهر في دبي، وكانت تصدر عن وكالات البواخر والملاحة وترصد حركة المراكب إلى ميناء دبي، الذي كان قد بدأ العمل فيه منذ العام 1903 كما يشير الكاتب الاستاذ عبد الغفار حسين.

وقد أحضر بعض التجار معهم خلال تلك الفترة آلات طباعة وساهموا في تأسيس حركة النشر الأولى في الإمارة، إلا أن الفضل يعود لحكومة دبي في تأسيس أول مطبوعة رسمية يمكن إدراجها ضمن تصنيف العمل الصحافي المعهود، وذلك بعد أن أصدرت في العام 1965 نشرة «أخبار دبي» التي أخذت بيد الكثير من الشباب الواعد والعديد من الأقلام المحلية المهتمة بالأدب والفن والثقافة.

1958 أول مطبعة

ويعود ظهور أول مطبعة في الإمارات تتميز بحداثة عهدها وسرعة نموها وتطورها إلى العام 1958 في إمارة دبي على يد محمد بن علي الرضوان الذي كان قد اشتراها من دولة الكويت وقامت بطبع النشرات والمطبوعات المختلفة للأفراد والجهات الحكومية والشركات العاملة في دبي مقابل أجر معلوم.

ويذكر الأستاذ بلال البدور أن الأديب محمد صالح القرق، تحدث عن الصحافة الانجليزية في منتصف القرن الماضي، فأشار إلى أن امرأة انجليزية كانت تكتب عن الحالة الاجتماعية والأحوال الجوية وحركة الملاحة في دبي في الستينيات، وكانت توزع احداثياتها على الأجانب القاطنين في دبي.

نسخ من "الديار"6

ويذكر المؤرخ عمران العويس أن العام 1961 شهد صدور نشرة أخرى تسمى «الديار» بمبادرة من حميد بن ناصر العويس وعبد الله بن سالم العمران وعلي محمد الشرفا، وكانت تطبع وتنسخ على «الأستانسل» وقد صدر منها ستة أعداد فقط ثم توقفت عام 1963 فشكلت مجموعة هذه المحاولات إرهاصات لميلاد الصحافة الذي بدأ بشكله الحديث والمنتظم مع صدور أخبار دبي.

ويذكر الأستاذ أحمد نفادي مؤلف كتاب "صحافة الإمارات: النشأة والتطور الفني والتاريخي" أن فضل السبق في مضمار الصحافة المقروءة يعود إلى دبي، من خلال نشرتها الاخبارية.

سجل التطور والحداثة

بدأت «أخبار دبي» على شكل نشرة بسيطة كان شكلها الإخراجي أقرب إلى إخراج الكتب في ظل غياب نمط الإخراج المعروف للمجلات، فلم يحتو العدد الأول منها إلا على صورة واحدة للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك، وذلك قبل أن تأخذ المجلة شكل المجلات المتعارف عليها بما فيها من صور وألوان وأبواب، والمثير أن المجلة كانت توزع خارج الإمارات ورصدت جميع الأحداث المحلية والعربية والعالمية.

وكان سقف الحرية المتاح لها عالياً مما شكّل حافزاً كبيرا لدى كثير من أبناء الإمارات للكتابة فيها، فبرزت من خلالها أسماء كثيرة لشعراء وأدباء وكتاب، وحفّزت بعض الأندية الرياضية والجهات الثقافية على إصدار مجلات على غرارها.

شكّلت «أخبار دبي» بتغطياتها المتميزة سجلا كاملاً لتطورات المجتمع المحلي والتغيرات الحادثة في بنيته، وتكمن أهميتها في كونها سلطة رابعة تعكس نبض الشارع وحلقة وصل بين السلطات في الدولة إلى قبيل توقفها، فعقب صدور قرار مجلس الوزراء عام 1979 بوقف الترخيص لإصدار صحف جديدة، وكان ذلك قبل إصدار صحيفة «البيان»، اتفق على أن تتوقف مجلة "أخبار دبي" عن الصدور لتحل مكانها جريدة يومية تصدر من دبي.

كانت المرحلة تحتم وجود صحيفة يومية بالإمارة تعكس تقدم الحياة وتطورها في دبي فكان القارئ متشوقاً ليرى هذه الصحيفة.

"البيان" من صحيفة إلى مدرسة

تشكلت آنذاك لجنة ثلاثية للإشراف على تأسيس الصحيفة الجديدة اختيرت من قبل حاكم دبي وتألفت من كمال حمزة مدير البلدية في ذاك الوقت، الذي كان يترأس تحرير "أخبار دبي"، وحمدي عبد المحسن المستشار القانوني، والإعلامي رياض الشعيبي، ورأس اللجنة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس دائرة إعلام دبي، ووقع الاختيار على تسمية الصحيفة الجديدة «البيان» فالكلمة عربية دالة وتعني قول الحق وإبلاغ الحقيقة للناس.

عند بداية الإصدار تم التعاقد مع مجموعة من الخبرات الصحفية وكبار الكتاب في الأدب والسياسة والاجتماع من مصر ولبنان وتونس والعراق وسوريا، وتم الاتفاق مع صحف في مصر ولبنان والكويت لشراء أرشيفاتها، وتم شراء أرشيف خليجي من إحدى المؤسسات الإعلامية الدولية.

وحرص القائمون على إصدار «البيان» أن تكون هذه الصحيفة الجديدة إضافة نوعية للصحافة المحلية والعربية، وليست مجرد إضافة عددية، ولذلك روعي في التخطيط أن تكون على صلة مباشرة بالطبيعة المحلية لدى الإمارات، وبالأحداث الجارية إقليمياً وعالمياً بسبب موقع دبي ودورها الاقتصادي والتجاري داخلياً وإقليمياً.

وفي يوم السبت 10 مايو عام 1980م صدر العدد الأول من صحيفة «البيان»، لتصبح الصحيفة اليومية العربية الخامسة في الدولة، وتطبع على ورق برتقالي اللون أسوة بصحيفة «فايننشال تايمز» لتمييزها عن سائر الصحف الأخرى، إذ منحت أولوية لأخبار المال والأعمال والمصارف والتجارة.

بلورت «البيان» على امتداد تاريخها مدرسة واضحة الملامح في الأداء الصحفي، وحرصت على أن تضيف إلى العراقة القدرة على التجدد ومواكبة تقنيات العصر وضخ عناصر الحيوية والابداع الخلاق.

ففي العشرين من فبراير من العام 2005 لامست أعين القراء بيانا جديداً من حيث التطوير ومختلفا في الشكل والمضمون، وكان إيذانا ببدء مرحلة جديدة من التطور وخلق حالة طوارئ تفاعلية مع الأحداث المحلية والعربية والعالمية لتقديم وجبة معلومات متخمة كل صباح وقد برزت اتجاهاته في خروج صفحات الاقتصاد من جسم الجريدة لأول مرة منذ الصدور ليصبح ملحقا في شكل صحيفة اقتصادية متكاملة.

وشهدت البيان في الرابع عشر من مايو من العام 2008 طفرة نوعية مهمة في تاريخ مشوارها الصحفي من حيث التطوير في مجالاتها وأدواتها الصحفية، فكانت مهمة متشعبة طويلة احتاجت إلى تعزيز الكادر التحريري والإداري، وإعادة تبويب الصفحات والملاحق وفق أحدث المعايير الصحافية العالمية حيث رسمت لنفسها منهجا فنيا منفردا. مرت «البيان» بخمس مراحل هامة، الأولى امتدت من عام 1980م حتى عام 1984م.

وهي مرحلة النشأة والتأسيس وإعداد وتثبيت الكوادر، ثم جاءت المرحلة الثانية التي استمرت حتى عام 1989م وهي مرحلة الانطلاق والتطور وظهرت خلالها الجوانب المهنية بشكل ملحوظ، وكانت المرحلة الثالثة من عام 1989م، حتى نهاية عام 2004م، وتمثل مرحلة التوطين والتغيير التدريجي في تركيبة العاملين في مختلف قطاعات المؤسسة بعد إدخال العنصر المواطن في أقسام الإدارة والتحرير والمجالات الفنية، وكذلك إعادة بناء هيكلية المؤسسة وتغيير القيادات التنفيذية في مواقع العمل الإداري والتحريري والفني وتحديث مستلزمات الانتاج.

وتمثل التغيير الفعلي في العام 2005 عندما انضمت إلى مؤسسة دبي للإعلام، واتجهت إلى توظيف القيادات الإدارية والتحريرية، وإعادة الهيكلة الإدارية والتحديث التقني، ثم المرحلة الرابعة بانضمامها إلى المجموعة الإعلامية العربية خلال الفترة من العام 2006 وحتى نهاية شهر اغسطس من العام 2009 لتنضم من جديد بتاريخ 7 سبتمبر من العام 2009 إلى مؤسسة دبي للإعلام وحتى الآن في مرحلتها الخامسة وهي أكثر تميزا ونضجا وقدرة على مواصلة العطاء الصحافي.

اليوم يمارس العاملون في "البيان" عملهم وفق أحدث ما توصلت إليه تقنيات العصر بعدما أصبحت الصحيفة العربية الاولى التي تطبق صالة تحرير بلا ورق، حيث تتم كل المراحل بدءاً من المحرر وانتهاءً بالمطبعة دون استخدام القلم والورق، إضافة إلى ذلك استخدمت البيان الفنون الاخراجية الحديثة والمكونات الجديدة في فنيات الصحافة مثل رسوم الغرافيك والمعلومات التوضيحية وربط المادة التحريرية بالموقع الالكتروني عن طريق خاصية "كيو آر كود" التي تمكن جميع القراء من الدخول على الموقع الالكتروني بكل سهولة ويسر من خلال الهواتف الذكية.

"صوت الساحل" بداية الأثير

أما الإذاعة فبدأ زمنها في دولة الإمارات بانطلاق صوت الساحل التي أسسها الانجليز وظهرت من خلال القاعدة البريطانية بمنطقة المرقاب بالشارقة فبدأت تبث بشكل متواصل لمدة ست سنوات، منذ 1964 وحتى العام 1970 ومع انسحاب الإدارة الإنجليزية من المنطقة، أغلقت الإذاعة، فقررت حكومة دبي شراءها فأطلقت إذاعة دبي التي بدأت بثها في العام 1970على تردد صوت الساحل نفسه لتبدأ مرحلة جديدة من العمل الإذاعي المنظم والمؤسس.

والمثير أن الأهالي ممن يملكون أجهزة مذياع في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي وقبل تأسيس إذاعة صوت الساحل بسنوات طويلة كانوا يستمعون إلى ما يبثه القسم العربي في إذاعة دلهي ويعرفون جيدا صوتا يطربهم وقريبا لآذانهم هو صوت أحمد بن سلطان بن سليم الشاعر والأديب الذي نفاه الانجليز فعمل مذيعا في تلك الإذاعة ليسجل التاريخ لابن سليم أسبقيته في العمل الإذاعي فيكون بذلك أول مذيع متمرس من دبي يعمل في الهند قبل أن تعرف المنطقة الإذاعة بشكلها النظامي.

أسبقية تلفزيوني أبوظبي ودبي

وفي مجال البث التلفزيوني سجل تلفزيون أبوظبي أسبقيته حيث بدأ بثه في السادس من أغسطس من العام 1969 بالأبيض والأسود قبل انطلاق تلفزيون الكويت من دبي بشهر واحد تقريباً، والذي بدأ بثه في التاسع من سبتمبر من العام 1969، بينما امتلك تلفزيون دبي عصا السبق عندما افتتح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في الثاني من ديسمبر من العام 1974 أول تلفزيون ملون في الخليج بعد أن أخذت عناصر الحداثة والتطور الإعلامي تقتحم العالم، واتجهت الأنظار إلى خاصية الألوان في التلفزيون، لاسيما وأن هذه الآلية قد غزت قنوات أجنبية عدة.

ولم يركن المسؤولون في تلفزيون دبي إلى حالة الجمود، بل قاموا بتحريك عجلة التغيير عندما كان الثابت سمة، فالإعلام كما قرأوه عجلة متحركة متطورة لا تركن للثبات فقاموا باستئجار ة فضائية على ا الأصط العربي.

لتبدأ ة دبي الفضائية بثها التجريبي في العام 1992، على ى ساعتين يوميا، أن ينطلق البث الرسمي ة في 27 أكتوبر ام ذاته، لتصبح أول ة فضائية عربية تبث على مدار ا منذ اليوم اول لإرسالها الرسمي المنتظم. هذا الحراك الاعلامي جعل من دبي محطة واعدة للكثير من الافكار الإعلامية الحديثة التي لا تزدهر إلا بوجود عقول تؤمن بأهمية الإعلام وحركته وديمومته.

أحمد بطي: المخرج التعليمي أساس بناء كوادر إعلامية مواطنة

 أكد أحمد بطي أحمد الرئيس التنفيذي لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة مدير عام جمارك دبي، خلال لقائه رئيس تحرير " البيان" على أهمية المخرج التعليمي في بناء كوادر إعلامية وطنية تقود المسيرة، وتواكب بفكرها وحرفيتها النمو الذي تشهده دولة الامارات العربية المتحدة في شتى المجالات، بل وتكون جزءاً من هذا النمو.

وأعرب أحمد بطي عن تقديره لدور الإعلام ورسالته في المجتمع، وتشكليه للوعي مؤكداً انفتاح الدائرة على الاعلام بكل شفافية وتوفير المعلومات التي تخدم الرسالة الإعلامية، وتعين الإعلاميين على أداء مهامهم، قائلا إن أشكال التعاون بين جمارك دبي، ومؤسسة دبي للإعلام متعددة ومفيدة للمجتمع المحلي، وحظيت الحملات التوعوية المجتمعية للدائرة وتنظيمها للمؤتمرات ومشاركاتها بالمعارض باهتمام المؤسسة.

وقال " إننا نتابع بكل اعتزاز وتقدير التطوير الذي شهدته البيان خلال السنوات الأخيرة، كما أننا على ثقة في أن الانجازات العديدة التي حققتها "البيان" طوال السنوات الماضية لن تقف عند النجاح الحالي، حيث نثق جيدا في طموحاتها وأهدافها على طريق الإعلام المقروء، لافتا الى أن الجريدة بحرفيتها المعهودة واكبت مراحل النمو التي شهدتها الدولة ومظاهر الازدهار التي شملت مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وكانت مرآة لهذه النهضة في عيون القارئ العربي حيث تناولتها بالدقة والتحليل والموضوعية.

شراكة استراتيجية

 

من جهته أعرب يوسف السهلاوي مدير تنفيذي أول للشؤون المؤسسية في جمارك دبي عن تقديره للكاتب والإعلامي القدير الأستاذ ظاعن شاهين، مؤكداً أنه أثرى الحياة الصحفية بمقالاته وكتاباته التي تميزت بسلاسة الأسلوب والتحليل العميق لقضايا المجتمع المحلي وأمتنا العربية، وكذلك إثرائه للحياة الثقافية بمجموعاته الشعرية ومؤلفاته الأدبية، مشيرا إلى أنه يعد واحدا من رموز الصحافة المحلية التي نعتز بها.

وبما أسهمت به في تطوير العمل الاعلامي. وأضاف السهلاوي أن الحضور قد استفاد كثيرا من محاضرة " تجربة الإعلام الإماراتي بين الماضي والحاضر"، التي سلطت الضوء على الجذور التاريخية لهذه التجربة، وهو ما لم يكن يعلمه الكثيرون، خاصة في ما يتعلق ببداياتها على شكل نشرات، تطورت في ما بعد لتأخذ شكل المجلات ثم الصحف.

والواقع الحالي للصحافة ومحطات التليفزيون والاذاعة واستشرافها لمستقبل الاعلام. والعلاقة بين جمارك دبي وصحيفة "البيان"، تجاوزت كونها علاقة عمل بين مصدر حكومي للأخبار، ووسيلة إعلامية، إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية التي تعود بالنفع على المجتمع والجمهور، فـ"البيان" صرح إعلامي ومنبر تنويري، يفخر به كل إماراتي لما تميزت به من الصدق والموضوعية والحرفية الصحافية في تناول الموضوعات والقضايا، وبصورة أصبحت معها واحدة من أهم الصحف التي يحرص الإنسان على أن تكون بين يديه يوميا.

ولم تكن جمارك دبي بعيدة عن دائرة اهتمامات "البيان"، حيث كانت مشاريع ومبادرات ومجالات التطوير المختلفة بالدائرة من بين الموضوعات التي تناولتها الجريدة سواء في صفحاتها الاقتصادية أو المحلية على مدى الاثنين وثلاثين عاما الماضية.أضاف السهلاوي: لا يخفى على أحد الدور المؤثر للإعلام في حياة الأمم والشعوب، خاصة في عالم مليء بمصادر المعلومات التي تحاصرنا ليل نهار سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية أو الكترونية، مضيفاً أن هناك علاقات تعاون وشراكة استراتيجية بين جمارك دبي ومؤسسة دبي للإعلام التي تقدم كل الدعم للدوائر الحكومية وللمجتمع الإماراتي بصفة عامة.

شاهين: عقبات التوطين والفضائية الإخبارية والتصدي للحملات

قال ظاعن شاهين ردا على توطين مهنه الاعلام وتأهيل الكوادر الاعلامية المواطنة:"ان هذا الأمر مرتبط بمخرجات العملية التعليمية، وللأسف فإن هذه العملية التربوية اتجهت أكثر في الآونة الأخيرة الى اللغة الانجليزية، وذلك على حساب اللغة العربية وهو ما انعكس سلبا على مسألة توطين الاعلام التي لم تعد جاذبة للمواطنين بسبب حاجز اللغة العربية".

وأضاف قائلاً: "نأمل في تغير الحال مع المبادرات الهادفة للاهتمام باللغة العربية، وآخرها تلك التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فضلا عن توجه وزارة التربية والتعليم لزيادة الاهتمام وطرح برامج لرفع مستوى الطلبة باللغة العربية".

وفي ما يخص مداخلة بشأن عدم تصدي المؤسسات الاعلامية المحلية للحملات الاعلامية المشبوهة ضد دبي في الازمة المالية العالمية، قال شاهين ان الصحف المحلية فعلت ما في وسعها ولم تتأخر في الرد على هذه الحملات لكن صحافتنا المحلية تفتقد لصحف اقتصادية متخصصة في تحليل بيانات واحصاءات الانتعاش فعمدنا بدورنا الى دحض هذه الافتراءات بوقائع على الأرض تثبت الاقبال الشديد وانتعاش مختلف القطاعات.

وتابع: رغم أن الأزمة المالية العالمية كانت عامة وطامة ضربت الجميع بلا استثناء، الا أن صحفنا الناطقة باللغة الانجليزية قامت بواجبها كاملا في هذا الاطار، ولا سيما أنها الأقرب الى القارئ الأميركي والبريطاني والأوروبي عموما. وفي النهاية دبي لديها ارادة صلبة لا تكترث لهذه الحملات بل تسير وفق استراتيجية وخطط محكمة والنتائج خير داحض لكل الحملات.

وردا على تساؤل بشأن الحاجة الى قناة فضائية اماراتية متخصصة بالأخبار، قال ظاعن شاهين ان الاعلام الحكومي في الدولة شفاف وملم بكل ما يجري أولا بأول، فضلا عن تخصيص نشرات أخبار مفصلة ومطولة، لكن الاعلام الحكومي يهتم أكثر بالعائلة ككل وليس رب العائلة فقط، الذي تستهدفه المحطات الاخبارية المتخصصة، ولا أرى أي مانع من مشاركة القطاع الخاص في هذا الاطار، كما رأينا في انطلاق محطة اخبارية اماراتية متخصصة بالأخبار هي "سكاي نيوز" والمجال مفتوح لغيرها من المبادرات.

فريال توكل: محتوى المحاضرة إرث مشرف للصحافة الإماراتية

 أعربت فريال توكل مدير مركز التدريب الجمركي في جمارك دبي، عن سعادتها بمحتوى المحاضرة من إرث مشرف للصحافة الإماراتية، وقالت إن صحيفة " البيان" منذ انطلاقتها من دبي كانت ولا تزال، تعمل بحرفية ومهنية عالية مع مسيرة الأمن والأمان والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدولة، حيث انها سعت إلى أن تؤدي دورها الرائد في دعم نهضة وتقدم الدولة من خلالها حرصاً على التواجد جنباً إلى جنب مع مختلف الإنجازات التي صنعتها قيادة الدولة الرشيدة، وكانت نبراساً يهتدي منه الجميع إلى طريق النجاح والتميز عن طريق رصدها للعديد من قصص الكفاح.

وأشارت فريال توكل إلى أن الجريدة تحرص بشكل مستمر على نشر المواضيع والأخبار في شتى المجالات بواقعية وموضوعية تامة، ولاسيما الاخبار والموضوعات المتعلقة بالشأن المحلي والسياسي والاقتصادي، والحرص على تزويد القارئ بالمعلومات المفيدة، معربة عن أمنياتها بأن تواصل " البيان" مسيرتها الرائدة التي تتواكب مع ما تشهده الدولة من نهضة وتقدم على مختلف الأصعدة.

علاقة

 هناك أمر مهم لعب دوراً موازياً بالاتجاه عينه، ويتمثل في علاقة الحاكم بالناس، ففي مجلس الحاكم كان تكوين الوعي مثيراً وإيجابياً، وشكّل فضاءً ديمقراطياً عبّر الناس من خلاله عن آمالهم وأحلامهم ومشاكلهم، في الوقت الذي أخذ فيه الدور الاقتصادي للإمارة يتعاظم، فولّد لغة متسامحة جعلت من دبي قبلة للثقافات المختلفة المقبلة عليها.

صدى فوري

أخذت الرسالة الإعلامية سابقا شكل الهرم، فقد كانت تصاغ وتوجّه بشكل رأسي من الأعلى إلى الأسفل، أما اليوم، فالرسالة تصنع وتوجه بشكل أفقي ما يعني قياسها ورجع صداها الفوري.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 34185

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>