بدأ «الحراك الجنوبي» أمس تنفيذ عصيان مدني شامل في معظم محافظات جنوب اليمن ومدنه، تلبية لدعوة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض. فيما نفى المجلس الأعلى للحراك الجنوبي دعوته الجنوبيين للعصيان. في وقت عاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة جمال بنعمر في محاولة لإنقاذ الحوار الوطني.
وقال مصدر في «الحراك الجنوبي» إن «مدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، بدأ فيها العصيان رغم الانتشار الأمني الكثيف الذي شهدته المدينة».
وقال مصدر محلي إن «المدينة شهدت عصيانا مدنيا ناجحا بنسب متفاوتة في أحياء عدن، ففي حي كريتر استطاع الحراك الجنوبي إغلاق الإدارة المحلية وكل المصالح الحكومية والمحلات التجارية، وكذلك في أحياء المعلا، وخور مكسر، فيما كانت النسبة أقل في المنصورة».
ولفت المصدر الى أنه «رغم الانتشار العسكري الكثيف وإطلاق الغازات المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن لمنع المحتجين من قطع الطرقات في كريتر، إلا أن الشباب فرضوا إغلاق مبنى السلطة المحلية في المدينة».
وأشار الى أنه في محافظة حضرموت «نفّذ الحراك عصياناً مدنياً بنسبة كبيرة، حيث أغلقت المرافق العامة والمحلات الخاصة في كل مدن حضرموت المكلا (الميناء والمطار)، كما أغلقت الإدارات المحلية».
وأوضح أنه «في مدن الشحر وتريم التابعتين لمحافظة حضرموت تم العصيان بنسبة كبيرة أيضاً، كما شهدت مدينة سيئون عاصمة محافظة حضرموت الداخل، عصياناً مدنياً بنسبة أقل».
وقال مصدر محلي في محافظة أبين إن «مدينة مودية شهدت عصياناً مدنياً، حيث أغلقت المحلات التجارية والإدارة المحلية»، وأضاف إن «الحراك الجنوبي أغلق المنفذ الحدودي الرئيسي مع الشمال في منطقة سناح بمحافظة الضالع، كما أغلق المنفذ الرئيسي مع الشمال في محافظة لحج».
وفي لحج والضالع وشبوة وعتق نُفّذ عصيان مدني، وشهدت بعض هذا المناطق توترات أمنية إثر محاولة قوات الأمن منع تنفيذ العصيان المدني.
الحراك ينفي
من جانبه، نفى المجلس الأعلى للحراك الجنوبي صحة ما أشيع عن تسريبات بدعوته الجنوبيين للعصيان المدني، وأكد عدم إقراره بأي دعوة للعصيان، لافتاً إلى «إخلاء مسؤوليته عن مترتبات تلك الدعوات».
وذكر بلاغ صحافي، وزعه سر المجلس الأعلى للحراك السلمي فؤاد راشد أمين، ان «المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب لم يقر اي دعوة بشأن عصيان مدني في الجنوب يوم الأربعاء، ولم يُطلب من المجلس التشاور على التنسيق بهذا الشأن.. وبالتالي فلسنا معنيين بهذا الامر ولا مسؤولين عن مترتباته».
زيارة بنعمر
في الأثناء، عاد المبعوث الخاص للامم المتحدة جمال بنعمر الى صنعاء أمس في مهمة لاحتواء الخلافات التي تعصف بمؤتمر الحوار الوطني، بعد قرار الحراك الجنوبي تعليق مشاركته في مؤتمر الحوار ومطالبته بحوار شمالي جنوبي حول مستقبل ووضع الجنوب.
وقال مصدر في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار لـ «البيان» إن «المبعوث الأممي وصل صنعاء للمساهمة في احتواء الموقف الذي نتج عن قرار الحراك الجنوبي تعليق مشاركته في مؤتمر الحوار، ومطالبته بأن يكون هناك عشرة ممثلين عن الجنوب ومثلهم عن الشمال للجلوس على طاولة واحدة لمناقشة مستقبل الجنوب».
احتجاج
اجبر رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه الى قطع خطابه في افتتاح المؤتمر الوطني للشباب، بعد ان اعترض عليها مشاركون من الجنوب بسبب قوله ان الانفصال ليس حلا.
وفيما كانت القنوات الفضائية الحكومية والاذاعية تبث كلمة باسندوة في افتتاح المؤتمر الوطني للشباب، حيث قال ان «الصيغة الحالية للوحدة اليمنية لم تعد مقبولة بالشكل الحالي، والانفصال ليس له مستقبل»، اعترض عليه مجموعة من ممثلي الشباب في الجنوب، فرد رئيس الوزراء اليمني وقال انه عاش ثلثي حياته في الجنوب، قبل ان تتصاعد الاحتجاجات والهتافات ما اضطر باسندوه الى انهاء كلمته ومغادرة المنصة .وقطعت الفضائية اليمنية البث المباشر من قاعة انعقاد المؤتمر. البيان