ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وفد الدولة في اجتماعات الدورة الأربعين بعد المئة لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري وعلى رأسها الأزمة السورية
وفي حين دعا وزراء الخارجية العرب يدعون الامم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم في سوريا كانت كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الجلسة الافتتاحية لافتة حينما دعا العرب إلى اتخاذ «قرار حاسم» بدعم التدخل الدولي في سوريا فلا يمكن الانتظار حتى يقوم الرئيس السوري بشار الأسد بإبادة شعبه حتى نتحرك معتبرا أن معارضة هذا التدخل لا تعني إلا «تشجيعا للنظام السوري».
وقال الفيصل إن «أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه» مضيفا انه «آن الأوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ الإجراء الرادع» ضد النظام السوري. واكد الوزير السعودي ان الشعب السوري «عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي». وتابع «أننا أمام هذا الواقع الأليم مطالبون بأكثر من بيانات الإدانة والشجب والاستنكار».
وأشار الفيصل إلى استخدام النظام السوري «للأسلحة الكيماوية» معتبرا أن «هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة إلى مجلس الأمن الدولي المكبل بالفيتو الروسي-الصيني».
واعتبر الوزير السعودي انه «لم يعد مقبولا القول بأن أي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الإيراني وقوات حزب الله حتى أصبحت سوريا أرضا يجب ان يقال إنها محتلة».
وقال الفيصل «ينبغي ألا نتجاهل أن الائتلاف الوطني المعارض اصبح ممثلا للشعب السوري» و«مسؤوليتنا تحتم علينا الوقوف إلى جانبه ومساندته بكل الوسائل المتاحة لا سيما ان النظام السوري لم يستجب لكل النداءات العربية والدولية ولن يستجيب».
وتساءل الفيصل «هل المطلوب منا الانتظار حتى يبيد النظام السوري شعبه بأكمله» مضيفا إن «اجتماعنا مطالب بأن تصدر عنه قرارات صارمة وآن لنا ان نتخذ قرارا حاسما ينتشل الشعب السوري من محنته». وختم موجها حديثه إلى نظرائه العرب «دعونا مرة واحدة نقف مع الحق دون مواربة».
من جهته، طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا من الوزراء العرب في كلمة ألقاها خلال الجلسة نفسها بدعم العملية الدولية في سوريا. وقال الجربا «اقف اليوم بينكم لأطالبكم بكل الحمية الأخوية والإنسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار» التي يستخدمها النظام السوري.
ودعا الى قرار عربي لـ«تحرير سوريا من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها الرئيس السوري بشار الأسد»، مؤكدا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح «ترفا» في مواجهة «أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم».
وقال الجربا «لا يمكن الانتظار أمام مئات الآلاف من القتلى والمصابين وعشرات الحالات من الاغتصاب والغزو الإيراني لسوريا».
وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي افتتح اجتماع مجلس وزراء خارجية الجامعة العربية، بتحميل النظام السوري مسؤولية ما يحدث للشعب السوري. وأشار فهمي في كلمته الافتتاحية إلى أن «سوريا تقترب من مخاطر التفكك والتقسيم»، لكنه أضاف أن «السبيل الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هو الحل السياسي».
ومن جهته، أدان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، «إدانة شديدة الجريمة البشعة التي ارتكبت في الغوطة بدمشق من قبل النظام السوري». إلى ذلك، كانت ضمن جدول أعمال الدورة الجديدة للمجلس الوزاري العربي في اعتماد مشروعات القرارات المرفوعة من قبل المندوبين الدائمين والمتعلقة بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي وتطوير منظومة جامعة الدول العربية وتقرير عن نشاط الأمانة العامة وإجراءات تنفيذ قرارات المجلس بين الدورتين(139 ) و(140 ) والتقرير نصف السنوي لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات حول متابعة تنفيذ قرارات قمة الدوحة 2013 .
وينظر المجلس في مشاريع القرارات المتعلقة بتطورات الوضع في ليبيا وكذلك العمل على وحدة اليمن وتشجيع الجهود الرامية إلى إنجاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومشروع قرار يتعلق باحتلال إيران للجزر العربية الثلاث «طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى» التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي.
وكذلك دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان والحصار الجائر المفروض على السودان من قبل الولايات المتحدة بخصوص شراء او استئجار الطائرات وقطع الغيار ونتائج هذا الحصار التي تهدد سلامة وامن الطيران المدني ودعم جمهورية الصومال ودعم جمهورية القمر المتحدة والحل السلمي للنزاع الجيبوتي الاريتري بالإضافة إلى سبل تعزيز نشر اللغة العربية في جمهورية تشاد ومخاطر التسلح الإسرائيلي على الأمن القومي العربي والسلام الدولي.
«الجامعة» تنفي وجود غطاء عربي «للضربة الأميركية»
نفت جامعة الدول العربية ما تردد عن وجود غطاء عربي للضربة العسكرية الأميركية المحتملة ضد سوريا ووصفته بأنه عار عن الصحة تماما.
وقال الناطق باسم الأمين العام للجامعة العربية السفير نصيف حتى إن «الجامعة العربية لا تعطي الضوء الأخضر أو غيره بل نتحدث في إطار القانون الدولي ضمن أهمية الأزمة السورية من المنظور العربي وكذلك من المنظور الأخلاقي والسياسي والاستراتيجي».
وشدد الناطق باسم الأمين العام للجامعة العربية على أن الهدف الأساسي الذي تسعى إليه الجامعة العربية من هذا الاجتماع هو الذهاب إلى جنيف 2 وإنجاحه.
من جهته، أكد السفير احمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية ان الجامعة ملتزمة بقرارات الامم المتحدة والشرعية الدولية فيما يتعلق بالأزمة السورية.